اقواس
نجد بعض الأطفال ، مدمنين في مشاهدة التلفزيون خاصة من السنة الأولى حتى سن الخامسة عشرة، وتلك هوايتهم المفضلة، والجلوس ساعات طويلة أمام التلفزيون أو اللعب أمام (الكمبيوتر والألعاب والاتاري)تسبب مشكلات وأضرار صحية، ولكن أطفالنا الصغار يشعرونا بسعادة بالغة عند تتابع هذه الألعاب والمسلسلات الكرتونية..والغريب أننا نشاهد هذه الآلة السحرية تلهيهم ولا نقوم بتأنيبهم نحن الكبار، بل أنهم لا يجدون الوقت الكاف للممارسة الرياضة أو القراءة، بل أن مشاهدة التلفزيون تسبب أضراراً للعين إذا بقى الإنسان ساعات طويلة يشاهد البرامج ناهيك عن الإرهاق من جراء السهر أمامه.كذلك تعرضه لمتاعب نفسية نتيجة مشاهدة ما لا يلائم منه، والأهم من ذلك أن معظم الدراسات العلمية الحديثة أكدت أن مشاهدة الأطفال التلفزيون والعب أمام شاشة الكمبيوتر والاتاري ساعات طويلة تصيب الطفل بحالة عدم القدرة على التركيز لمدة طويلة وكذلك تجعله لا يتمتع بالصبر.لذا ننصح الأباء والأمهات بالأشراف على أطفالهم عند مشاهدة برامج التلفزيون في فترة زمنية محددة، لأن في التلفزيون فوائد علمية وأدبية لا يمكن الاستغني عنه خاصة عند مشاهدة البرامج التعليمية من أفلام الكرتون، وهده البرامج التعليمية تساعد الطفل على القراءة وتزوده بالمعلومات المفيدة..إضافة إلى مشاهدة البرامج التلفزيونية، يجب علينا مساعدة الأطفال للذهاب إلى المكتبات العامة ومساعدتهم في اختيار الكتب من أجل القراءة الحرة و إرتياد المكتبات وتوليد الميل لديهم للقراءة مع الافتتاح التام لدى كل مسئول عن تربية الأطفال خاصة وأن للقراءة فوائد عامة وهي الإبحار في أفكار الآخرين من العباقرة والفلاسفة ورواد التاريخ والسياسية والاقتصاد، وما يحصل عليه الطفل من مشاهدة البرامج التلفزيونية من فوائد علمية تساوى 50% من القيمة العلمية والثقافية.وهنا نجد أن الإهمال الكبير الذي يتعرض له الأطفال في بلادنا، هو السبب في تأخر ظهور العبقريات في اليمن وذلك للسخرية من أبدعات الأطفال وتركم ساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون ومجلات الاتاري إضافة إلى أساليب العنف التي تمارس ضد الأطفال في الشوارع العامة.أن كبت الحرية الفكرية لدى الطفل وارتفاع أسعار الكتب والمجلات المتعلقة بأدب الطفل وعدم وجود المسرح للعرض مسرحيات الطفل مثل مسرح العرائس والعاب السرك والجمباز وتشجيع تعليم الطفل للموسيقى كل هذه العوامل أدت إلى بقاء أطفالنا أمام شاشات الاتارى والتلفزيون وعرقلت النمو الفكري لديهم وإهمالهم للمجال العلمي..اليوم توجد عشرات الجمعيات لحمايه الأطفال من العنف ولم نسمع عن جمعية خيرية تشجع الميول العلمية للأطفال من ذوي المواهب العلمية وتساعدهم على الاختراع والابتكار.هناك قول لاحد المفكرين يقول فيه “لكي تتجنب النقد لا تعمل شيئاً، ولا تقل شيئاً، ولكن تكن شيئاً “ . طبعاً نجد أنفسنا قد غرسنا هذا المفهوم السلبي لدى أطفالنا، حتى نجنبهم الشقاوة وهذا المفهوم الخاطئ جعلنا نحبسهم ساعات طويلة أمام شاشات التلفزيون الأمر الذي أصابهم الكسل في البحث والمعرفة والتحدي.