رجال شرطة بموقع هجوم انتحاري في مجمع للأمم المتحدة في هرات بغرب أفغانستان يوم أمس.
هرات (أفغانستان) / 14 أكتوبر/ رويترز :قال مسئولون إن أربعة مفجرين انتحاريين من حركة طالبان يرتدون زي نساء وشرطة هاجموا المجمع الرئيسي للأمم المتحدة في غرب أفغانستان يوم أمس السبت لكن لم يسقط قتلى أو جرحى في صفوف العاملين بالمنظمة الدولية.وشن المفجرون الهجوم على المجمع في هرات وهي مركز تجاري وأكبر مدينة في غرب البلاد يقل فيها عادة نشاط المتمردين من حركة طالبان ومتمردين إسلاميين آخرين.وهذا ابرز هجوم على الامم المتحدة منذ العام الماضي وسيثير تساؤلات بشأن الامن في المدينة التي يعتقد مسؤولو حلف شمال الاطلسي انها ستكون من بين اولى المدن التي ستسلم فيها المسؤوليات الامنية من القوات الاجنبية الى القوات الافغانية.وقال كيران دوير كبير المتحدثين باسم الأمم المتحدة في كابول «الواقعة انتهت ولم يسقط قتلى أو جرحى بين العاملين في الامم المتحدة».وقال حاكم هرات محمد داود ان احد المهاجمين فجر سيارة ملغومة عند بوابات المجمع وان اثنين آخرين فجرا نفسيهما وان رابعا قتل برصاص الشرطة داخل المجمع قبل ان يتمكن من تفجير قنبلته.وذكرت الشرطة ان بعض المهاجمين ارتدوا زي الافغانيات الذي يغطي كامل اجسامهن بينما ارتدى آخرون زي رجال الشرطة.ورغم وجود نحو 150 ألف جندي أجنبي بلغ العنف اشد مستوياته منذ بدء الصراع في 2001 عندما أطاحت قوات أفغانية تدعمها الولايات المتحدة بحركة طالبان من السلطة.وبات الصراع يمثل عبئا على الرئيس الامريكي باراك اوباما وحلفائه في حلف شمال الاطلسي مع تصاعد الخسائر في صفوف القوات الاجنبية وتسعى واشنطن الى البدء في سحب القوات اعتبارا من يوليو تموز من العام المقبل مع تسليم القوات الافغانية المسؤولية الامنية.وهرات احدى اكبر المدن الافغانية ويقارب عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة وتقع تحت القيادة الاقليمية للقوات الايطالية وتتمتع بهدوء نسبي مقارنة بالاجزاء الاكثر اضطرابا في البلاد.وقال المتحدث باسم قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) الميجر جنرال مايكل جونسون انه لم تشترك قوات برية من القوة التي يقودها حلف الاطلسي في العملية لكن طائرة هليكوبتر تابعة لايساف حلقت فوق المنطقة لمراقبة الحادث.وأعلن الملا بلال وهو قيادي محلي في حركة طالبان مسؤولية الحركة عن الهجوم. وقال لرويترز ان مقاتلا فجر نفسه وان آخرين دخلوا المجمع.وهذا اسوأ حادث يستهدف الامم المتحدة منذ اكتوبر تشرين الاول عام 2009 عندما هاجم متشددون دار ضيافة تابعة للمنظمة الدولية في كابول حيث قتل خمسة من العاملين الاجانب بها. ودفع الهجوم الامم المتحدة الى اجلاء المئات من موظفيها الاجانب.وأفادت الامم المتحدة في تقرير عن أفغانستان في يونيو حزيران بأنها ما زالت هدفا محتملا لهجمات المتشددين وأنها ستقلص عدد موظفيها الاجانب في البلاد. من جانب آخر اتهم مسؤولون أفغان قوات يقودها حلف شمال الأطلسي بقتل صبيين في وسط أفغانستان يوم أمس السبت بعدما تعرضت دورية لنيران من متمردي طالبان لكن قوات أجنبية قالت إن ملابسات الحادث غير واضحة. وسقوط قتلى من المدنيين بنيران قوات دولية تحارب المتمردين قضية حساسة في أفغانستان وتسبب خلافا بين حكومة الرئيس حامد كرزاي وحلفائها الغربيين. وأفاد بيان صادر عن قوة المعاونة الامنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الاطلسي بأن مدنيين ربما قتلا في منطقة ميدان شهر في إقليم وردك غربي كابول حيث هاجم متمردون الدورية. لكن البيان لم يحدد ما إذا كان المدنيان قتلا بنيران القوات أم المتمردين. وقالت إيساف «دخل ثلاثة مدنيين أفغان على متن دراجة نارية منطقة القتال أثناء الهجوم. وسقط اثنان منهم من الدراجة ونقلهما قرويون محليون بعيدا». وأضافت أنه لم يتسن التأكد من حالتهما قبل أن ينقلا بعيدا وأن التحقيق في الحادثة مستمر. لكن شهيد الله شهيد وهو متحدث باسم حاكم وردك قال إن قوات إيساف أطلقت النار بشكل عشوائي وقتلت صبيين على بعد نحو 50 كيلومترا غربي كابول عندما تعرضت الدورية لاطلاق صاروخ. وأضاف أن الصاروخ أطلقته طالبان على ما يبدو. وقال نواز حقيار قائد شرطة وردك إن قوات تابعة لايساف ردت بإطلاق النار فقتلت الصبيين بطريق الخطأ. وأضاف لرويترز «يظهر تحقيقنا أن الصبيين قتلا برصاص إيساف وليس طالبان».وأدى الهجوم إلى خروج قرويين غاضبين في مظاهرة قصيرة وطالبوا قوات حلف شمال الاطلسي بتقديم تفسير لما حدث. وكان تقرير للامم المتحدة صدر في منتصف العام أفاد بأن قتلى المدنيين في أفغانستان زاد عددهم 31 في المئة في الشهور الستة الاولى من العام الحالي بالمقارنة مع الفترة نفسها العام الماضي. وألقي باللوم في أكثر من ثلاثة أرباع عدد القتلى على المتمردين. وتراجع عدد القتلى الذين سقطوا بنيران القوات الاجنبية إلى 12 في المئة من 30 في المئة في نفس الفترة العام الماضي لاسباب أهمها تراجع كبير في أعداد قتلى الهجمات الجوية بعدما شدد قادة حلف شمال الأطلسي قواعد الاشتباك.