أحد ضحايا الهجوم الانتحاري على السفارة الدنمركية في باكستان
إسلام أباد/14 أكتوبر/كامران حيدر: قالت الشرطة ومسئولو مستشفى إن من يشتبه في كونه مهاجما انتحاريا فجر سيارة خارج سفارة الدنمرك في العاصمة الباكستانية إسلام أباد أمس الاثنين مما أسفر عن سقوط سبعة قتلى وإصابة نحو 20 شخصا. وسيثير الانفجار تساؤلات جديدة بشأن سلامة الأجانب في باكستان بالرغم من أن هجمات المتشددين تراجعت بعد أن تعهدت الحكومة الجديدة التي تشكلت في أعقاب الانتخابات العامة في فبراير بإجراء مفاوضات لإنهاء العنف. وكانت الصحف الدنمركية أثارت غضب المسلمين في شتى أنحاء العالم عندما نشرت رسوما مسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بنهاية عام 2005 . واندلعت احتجاجات عنيفة بسبب الرسوم عام 2006 بينها هجمات على البعثات الدنمركية. وأغلقت السفارة في إسلام أباد بشكل مؤقت عام 2006 بعد احتجاجات عنيفة بسبب الرسوم. وقال سكان المنطقة إنهم كانوا يخشون وقوع هجوم على السفارة. وقال سانا خالد أحد سكان المنطقة «منذ نشر الرسوم كنا نشعر دائما بالخوف... ولكنهم يستحقون ذلك بسبب ما فعلوه بديننا.» ودمر الانفجار بوابة السفارة وألحق أضرارا بواجهة المبنى وسيارات عند المجمع في المنطقة التي توجد بها بعثات أخرى ومنازل دبلوماسيين. وذكرت الشرطة ومسئولون أمنيون أن كل القتلى والمصابين من الباكستانيين ويشتبه أن القنبلة فجرها مهاجم انتحاري في سيارة. وتسبب الانفجار في حفرة على الطريق خارج السفارة. وعلى بعد نحو عشرة أمتار من الحفرة كان هناك محرك سيارة. وعرض التلفزيون لقطات توضح أضرارا بالغة لحقت بمبان وعربات قريبة. ويبدو أن أحد القتلى حارس باكستاني. وقالت الشرطة إن اثنين من القتلى من رجالها. وأدان وزير الخارجية الدنمركي بير شتيج مولر الهجوم. وقال في مقابلة مع محطة (تي.في 2) الإخبارية التلفزيونية الدنمركية «ندين هذا العمل.. من المروع أن يقوم إرهابيون بمثل هذه التصرفات.» وأضاف أنه لا يعلم ما إذا كان دنمركيون أصيبوا في الهجوم. واستطرد «كنا نعمل بالفعل على مستوى أمني أعلى في باكستان... الوضع خطير.. هناك متعصبون وإرهابيون.» وتعرضت باكستان لموجة من التفجيرات الانتحارية في النصف الثاني من عام 2007 وبداية العام الحالي ولكن معظم الهجمات شنت على قوات أمنية وسياسيين باكستانيين. وأصبحت الهجمات على أجانب نادرة منذ وقوع العديد من مثل هذه الهجمات عام 2002 ولكن انفجارا في مطعم إيطالي في إسلام أباد في مارس تسبب في مقتل تركية وإصابة العديد من الأجانب وبينهم ضباط بمكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي. وفتحت الحكومة الجديدة محادثات مع متشددين عبر وسطاء.، ولكن المحادثات أثارت تساؤلات في الولايات المتحدة وبين بعض من حلفاء باكستان الذين يخشون أن تسمح اتفاقات السلام في باكستان للمتشددين من حركة طالبان وتنظيم القاعدة بتعزيز حربهم ضد القوات الغربية في أفغانستان. وتزامن الانفجار مع اجتماع حاشد مناهض للرسوم المسيئة في مدينة ملتان حضره نحو 200 شخص. وبعد سماع أنباء الانفجار كبر المحتجون. وقال رجل الدين بالمدينة انتصار حسين «من يسيء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) سيواجه عواقب وخيمة مثل هذه... إذا كان هجوما انتحاريا فان المسئول عنه سيكون مثواه الجنة.»