مبارك (يمين) وعباس في لقاء سابق جرى في القاهرة قبل شهرين
القاهرة/14 أكتوبر/ رويترز : شهدت القاهرة يوم أمس الخميس مباحثات فلسطينية مصرية حول الخطوات التالية في عملية السلام، بعد تخلي الولايات المتحدة عن جهودها لإقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان، في الوقت الذي يستعد فيه المبعوث الأميركي للسلام لجولة جديدة في المنطقة. وعقد الرئيسان الفلسطيني محمود عباس والمصري حسني مبارك جلسة مباحثات تناولت آخر مستجدات عملية السلام في الشرق الأوسط، في ضوء إعلان الولايات المتحدة تخليها عن مطالبة إسرائيل بتجميد الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الجانبين. ووفقا لما ذكرته مصادر إعلامية مصرية، فقد تناولت المباحثات الخيارات والبدائل التي يمكن أن تلجأ إليها السلطة الوطنية الفلسطينية لإنقاذ عملية السلام والخروج من المأزق الراهن لتوقف المفاوضات نتيجة استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلية. كما بحث الطرفان سبل دفع عملية السلام من أجل التوصل إلى نتائج ملموسة تحقق هدف إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بالإضافة إلى موضوع المصالحة الفلسطينية وحل الخلاف مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأوضحت المصادر أن رئيس المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان حضر اللقاء عن الجانب المصري، في حين حضر اللقاء عن الجانب الفلسطيني أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه، والناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، والسفير الفلسطيني في القاهرة بركات الفرا. يذكر أن السلطة الفلسطينية اعترفت بأن عملية السلام مع الجانب الإسرائيلي باتت تواجه أزمة صعبة، ودعت واشنطن إلى أن تحذو حذو البرازيل وفنزويلا في الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة. جاء ذلك على لسان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس الأول الأربعاء في القاهرة مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. وحمل عريقات التعنت الإسرائيلي مسؤولية إيصال مفاوضات السلام إلى طريق مسدود، وأضاف أن السلطة الفلسطينية كانت تتوقع من الإدارة الأميركية، أن تحمل الإسرائيليين مسؤولية إفشال المفاوضات وتعريض المنطقة لمخاطر جسيمة، معربا عن أمله في أن تقوم الولايات المتحدة وكل دولة في العالم -تؤمن بحل الدولتين- بالمبادرة بإعلان موافقتها على قيام الدولة الفلسطينية بحدود عام 1967. ولفت عريقات إلى أن لجنة المتابعة للمبادرة العربية للسلام ستعقد فور اطلاع الرئيس عباس على الأفكار التي يحملها المبعوث الأميركي جورج ميتشل الذي سيصل إلى المنطقة قريبا، وأن الرئيس عباس سيتشاور مع نظرائه العرب قبل أن يرد على الأفكار الأميركية. ومن جانبه قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن الإدارة الأميركية «لم تستطع الوصول إلى وقف الاستيطان الإسرائيلي، ما يجعل أي مفاوضات بلا معنى، أو ربما غطاءً لتمكين الاحتلال من مواصلة هذه السياسة». وأضاف موسى -في المؤتمر الصحفي المشترك مع عريقات- أنه لم تعد هناك أي مساحة لمفاوضات مباشرة، معتبرا أن استمرار هذه المفاوضات في ظل مواصلة إسرائيل الاستيطان يعني «فرض شروط الاحتلال)). وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي قد أكد أمس أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ميتشل سيتوجه إلى المنطقة الأسبوع المقبل لإجراء عدد من المشاورات. وقال كراولي إن الدبلوماسية الأميركية ستستمر رغم قرار واشنطن الثلاثاء بالتخلي عن جهود وقف المستوطنات اليهودية، لكنه استبعد إمكانية جمع الطرفين في مفاوضات مباشرة في ظل الظروف الراهنة. ومن جانبه، دعا منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري إلى تغيير الإستراتيجية المعتمدة، بعد رفض إسرائيل تمديد تجميد الاستيطان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وحث المجتمع الدولي على العمل بشكل موحد للتوصل إلى مفاوضات تؤدي إلى حل الدولتين.وعبر سيري -في بيان صدر الأربعاء- عن قلقه لتجاهل إسرائيل دعوة اللجنة الرباعية إلى تجميد النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وشدد على أن الاستيطان مناهض لخارطة الطريق والقوانين الدولية.