لأن أسلافنا تمكنوا من استغلال البيئة الطبيعية لليمن أو اتخذوا من الجبال ميادين وبناء لقهر الغزاة ودحر المستعمرين والدخلاء أو الأجانب كان من المحبب وصف المناضل أو المحارب بأنه كالجبل الأشم أو الجبال الشم.. وما عدا ذلك فليس للجبال محاسن, وليس من اللائق مدح أحد بمثل هذه الخصلة اليوم سوى أولئك الذين يقهرون الجبال التي تحتل مساحة كبيرة من المكان الذي تقع فيه بلادنا.الجبال كثيرة في اليمن هي التي شقت السكان وحجزت بين قريتين يسكنهما أبناء أم واحدة وأب واحد.. هي التي زادت من اعداد اللهجات وأعداد المشيخات والدويلات وسهلت الانقسام والخروج عن سلطة الدولة المركزية في الماضي.. هذه الجبال الكثيرة هي التي تتلقى معظم أمطار السماء وتصبها في البحار.ولا أعتقد أن الصدفة هي التي وجهت الأنظار حول هذه الحقيقة, وأزعم أن حقائق التاريخ والجغرافيا ودروس السياسة القديمة ألهمت العبقرية اليمنية المعاصرة ممثلة بالرئيس علي عبدالله صالح وكل الذين ساعدوه على بناء وتنفيذ هذه الخطة المدهشة المتمثلة بهدم الحواجز ومد شبكات الطرق وتشييد السدود والحواجز المائية في سفوح الجبال وملتقى الوديان.. لقد صارت الدولة موجودة في كل شبر من التراب الوطني.. وهذا القبيلي الذي لا ينزل البندقية عن عاتقه صار مزارعاً في عمران يزود أهله في المهرة بالبطاطس, وذلك الحضرمي صار له «مطعم للحم المندي» في صعدة, وصار العدني مصاهراً للمحويتي, وصارت السدود تحتجز المياه وتدخرها للناس لقضاء حوائجهم في الاستقرار والعيش الكريم.إن واحدة من مهام الحكومة دائماً الاستمرار في قهر الجبال والحواجز وعوامل ضعف مخزون المياه, وذلك بمزيد من الطرقات والسدود وآبار الشرب وحواضن السيول, وعندما يقول جهاز الرقابة والمحاسبة إن نصف مشاريع الطرق والسدود والحواجز المائية في موازنة 2006م متعثرة فمن واجبها التصدي للفاسدين وكل الحواجز والسدود التي أدت إلى هذه النتيجة.
|
تقارير
غضون
أخبار متعلقة