صباح الخير
[c1]اثمار هاشم[/c]قال الصحفي المصري أنيس منصور "الإنسان لا يعرف حدوداً.. لأن العقل بلا حدود".أي أن الإنسان قد يصل بتفكيره إلى اللامنتهى، فطالما كان عقله يفكر فإن عقله دون شك قد يوصله إلى أماكن ابعد مما قد يتصورها احد ويتخطى بذلك كل الحدود.والتفكير لدى الإنسان لا يأتي مصادفة بل عن طريق القراءة، والتجارب التي يخوضها في الحياة تدفعه ليفكر في كل ما يدور حوله ويسأل المحيطين به لان السؤال هو مفتاح المعرفة، فالإنسان عندما يبدأ بالتساؤل حول موضوع ما فإنه يخطو أهم الخطوات على طريق المعرفة، لكن ما يصدم المرء حقاً وهو يسعى لمحاولة فهم ما يدور حوله انه يصطدم أحياناً بأشخاص يقفون في طريقه، ففي بعض الأحيان مثلاً نجد أن هناك طلاباً لا يقبلون بكل معلومة يقدمها لهم مدرسوهم بل يصرون على طرح الأسئلة لرغبتهم في معرفة المزيد أو انهم قد يقومون بتصحيح خطأ المدرس ان وقع فيه وهذا شيء عادي لان المدرس أولاً وأخيراً بشر وقد يخطى، لكن في مقابل ذلك نجد أن بعض تصرفات المدرسين تصبح عدائية فنجدهم يتملصون من الإجابات عن الأسئلة التي طرحها طلابهم عن طريق توجيه الاتهامات أو وصفهم بالغباء وعدم التركيز.وشيء مشابه لذلك نجده في بعض المرافق الحكومية عندما يكون هناك أشخاص لا يملكون الماماً كافياً بمتطلبات الإدارات التي يشغلونها فان حدث وراجعهم موظف مبتدئ أو استفسر منهم عن شيء في صميم المهنة تراهم يعتدلون في كراسيهم وقد أصابتهم حالة من العصبية نتيجة لشعورهم بالإحراج من السؤال الذي لا يعرفون له جواباً متهمين ذلك الموظف المسكين بالتقصير في عمله وبانه لا يعرف مهام عمله على أكمل وجه ويبدأون بالحديث عن أشياء لا صلة لها بالسؤال جديدة في العمل حتى يجد الموظف المسكين نفسه مضطراً لسماع أحاديث طويلة دون أن يخرج بجواب عن السؤال الذي جاء من أجله.السؤال هنا لماذا يرفض البعض الاعتراف بجهله بمسألة ما ولا يقوم بتحويلها للشخص الذي قد يستطيع الإجابة عليها بدلاً من كل هذه الالتفافة الطويلة هل هو الخجل من الآخرين ما يدفعهم لذلك أم أنه الغرور المكابر؟!إن كلمة لا اعرف قد تكون صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في معناها إلا أنها بالتأكيد ستجعلنا نحترم أولئك الذين يقولونها بشجاعة وبدون أن يتحرجوامن قولها، لذلك نقول لكل الذين لا يعرفون لا تدعوا المعرفة في أشياء تجهلونها حتى لا تسقطوا بنظر غيركم ولا تقفوا عائقاً في طريق أشخاص يسألون ويحاولون ان يفهموا فمن يدري ما قد يصبح عليه هؤلاء غداً، وقد قال النواسي قديماً ما يصدق على هؤلاء النفر في همزيته الشهيرة:[c1]"وقل لمن يدعي في العلم معرفة ×××× عرفت شيئاً وغابت عنك أشياء"[/c]