فيما أمريكا متفائلة بشأن العراق رغم اشتداد العنف وأزمة الحكومة
الجنرال ريموند أوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق يتحدث خلال مؤتمر صحفي في بغداد
لندن/ واشنطن /14أكتوبر/ رويترز:نقلت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية عن رئيس أركان الجيش العراقي قوله أن الجيش العراقي لن يكون قادرا على ضمان أمن البلاد قبل عام 2020 وانه يجب أن تبقي الولايات المتحدة قوات في العراق حتى ذلك الحين.وقالت الصحيفة أمس أن الفريق أول بابكر زيباري ابلغ مؤتمرا في بغداد أن الجيش العراقي لن يكون قادرا على مسايرة هذا الوضع بدون مساندة من القوات الأمريكية.وبموجب خطط حكومة اوباما من المقرر ان تبدأ القوات الأمريكية الانسحاب من العراق في نهاية اغسطس ماعدا 50 الف جندي سيساندون القوات العراقية ويساعدون على تدريبها قبل مغادرة البلاد في نهاية عام 2011.ونقل عن زيباري قوله «في هذه المرحلة فان الانسحاب يسير بشكل جيد لأنهم ما زالوا هنا. لكن المشكلة ستبدأ بعد 2011 ويجب على الساسة إيجاد سبل أخرى لملء الفراغ بعد 2011».وأضاف قوله «لو سئلت عن الانسحاب لقلت للسياسيين ..الجيش الأمريكي يجب أن يبقى حتى يصبح الجيش العراقي جاهزا تماما في عام 2020».
رئيس اركان الجيش العراقي الفريق أول بابكر زيباري يتحدث لوسائل الاعلام في بغداد.
وقد انحسر العنف في العراق منذ بلغ ذروته في 2006 - 2007 لكن عدد الوفيات بين المدنيين من جراء الحوادث اليومية من التفجيرات وإطلاق الرصاص والهجمات الأخرى زاد زيادة حادة في يوليو .وكان مسؤولون أمريكيون قالوا أنهم يتوقعون أن يشتد العنف وأن يستغل نشطاء تنظيم القاعدة إخفاق الزعماء السياسيين في الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية التي جرت في مارس الماضي. من جانب آخرقدم مسؤولون أمريكيون تقييما متفائلا للوضع في العراق أمس الاول رغم إخفاق السياسيين العراقيين في تشكيل حكومة بعد مرور خمسة أشهر على الانتخابات ورغم زيادة حادة في عدد القتلى من المدنيين في شهر يوليو الماضي.وقال بن رودس نائب مستشار الأمن القومي للرئيس باراك اوباما للصحفيين في البيت الأبيض «العراق في مسار ايجابي».وكان رودس يتحدث في يوم قتل فيه مسلحون ثمانية جنود عراقيين في محافظة ديالى الشمالية وشرطيين في بغداد في احدث هجمات على قوات الأمن العراقية مع استعداد القوات الأمريكية لإنهاء مهامها القتالية في 31 أغسطس .وأطلع الجنرال ريموند أوديرنو أعلى قائد عسكري أمريكي في العراق اوباما ومجلسه للأمن القومي على الوضع وقال للرئيس ان شهر يوليو كان ثالث أقل الشهور عنفا في العراق منذ يناير عام 2004 .وتقر واشنطن بأن العنف مستمر لكنها تؤكد تراجعه بشدة منذ بلغ ذروته في عامي 2006 و2007 حينما قتل آلاف العراقيين في صراع طائفي بين الشيعة والسنة.ويتوقع مسؤولون أمريكيون تصاعدا في العنف مع محاولة مقاتلي القاعدة استغلال عدم اتفاق الفصائل السياسية على حكومة جديدة بعد الانتخابات البرلمانية في مارس.واندلع عنف طائفي بعد الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2005 عندما استغرق التفاوض حول تشكيل حكومة جديدة أكثر من خمسة أشهر.وقال توني بلينكن عضو مجلس الأمن القومي إن تنظيم القاعدة «يحاول العودة إلى اللعبة» بعد مقتل أو اعتقال 34 من بين أكبر 42 قائدا بالتنظيم في الأشهر الأربعة الأخيرة.وأضاف قوله «لقد نكسوا نكسة شديدة لكنهم لم يخرجوا بعد من الصورة».وتقول الوزارات العراقية إن عدد المدنيين الذين قتلوا في تفجيرات وحوادث إطلاق رصاص وهجمات أخرى تضاعف تقريبا في يوليو إلى 396 من 204 في يونيو حزيران. وقتل أيضا 50 جنديا و89 شرطيا.ويؤكد مسؤولون أمريكيون ما تراه واشنطن من تزايد قدرات قوات الأمن العراقية التي ستتولى المسؤولية في 31 أغسطس عندما يتحول دور القوة الأمريكية التي سيبلغ قوامها نحو 50 ألفا في ذلك الوقت إلى دور استشاري ومساعد فقط.ووعد أوباما بسحب كل القوات الأمريكية من العراق بحلول نهاية عام 2011 بموجب اتفاق أمني وقعته الولايات المتحدة والعراق وقال رودس ان «كل الأنظمة» في الحكومة الأمريكية تعمل نحو الالتزام بهذا الموعد.لكن مسؤولين أمريكيين قالوا أن بعض العسكريين سيبقون للمساعدة على تدريب القوات العراقية على استخدام المعدات العسكرية التي يشتريها العراق من الولايات المتحدة.وقال بلينكن أن أولئك العسكريين الذين قد يكون عددهم بالعشرات «وربما مئات» سيعملون تحت إشراف السفير الأمريكي وسيكون مقرهم السفارة الأمريكية.وقال جيم جونز مستشار الأمن القومي لاوباما أن الجيش الأمريكي درب جيوشا أجنبية في أنحاء العالم وقدم لها المشورة.وأضاف في مقابلة مع قناة سي.ان.ان الإخبارية «مع وجود علاقة طبيعية مع عراق جديد وحكومة جديدة نعتزم أن نقيم تلك العلاقة».غير أنه أضاف أنه لن يكون هناك وجود كبير للقوات الأمريكية في العراق بعد نهاية 2011 .