التعليم في الريف .. كيف تنظر إليه فتاة الجامعة؟
استطلاع / سميرة عبدالله من المعلوم لدى الجميع أن التعليم بمفهومه الشامل يعد الوسيلة الوحيدة لبناء العقول وصقل المواهب التي يمكن الرهان عليها بثقة في انتشال مختلف الشعوب والمجتمعات البشرية من براثين الجهل والفاقة والمرض ،مختلف مظاهر التخلف ،والنهوض بها للمضي قدماً في تلمس درب التقدم والتطور في مختلف مجالات ا لتنمية. الثروة الحقيقية لأي بلد من البلدان تكمن في واقع الأمر في سكانها سواء أكانوا رجالاً أم نساء والتعليم يعد المدخل الأساسي والحقيقي لبلورة هذه الثروة وإنمائها بوصف الإنسان وسيلة التنمية وغايتها معاً لذا لا غرابة في أن نجد ثروات الشعوب تقاس بما لديها من عقول نيرة والتحديث والتطور وصياغة معالم المستقبل وآفاقه وذلك انطلاقاً من قناعة يشهد لها الواقع في كل يوم يمر من حياتنا بأن العلم دون غيره العنصر المتحكم بمصير الأمم بل العالم اجمع ، كما أن الريف الذي يعتبر ( الدينمو) المحرك لأي بلد بما يمتلك من ثروات أهمها الكادر البشري يظل نصفه الآخر ( الفتاة) في تدنٍ مستمر بالنسبة للالتحاق بالتعليم. وهذا يشكل اختلالاً جوهرياً طبقاً لآخر إحصائية لوزارة التربية والتعليم 2008-2007م ما يزال هناك (25 %) من إجمالي العالم لسكان الفئة العمرية الموازية للتعليم الأساسي (6-4) سنوات لا يزالون خارج نطاق التغطية التعليمية الأساسية ومعظم هؤلاء من الإناث. وقد أجرت اللجنة الوطنية للمرأة دراسة حول العلاقة بين نسبة المعلمات ومعدل تسرب الفتيات في مرحلة التعليم الأساسي ، أظهرت أن التعلم من منظور النوع الاجتماعي لا يزال يعاني من إختلالات في التحاق الإناث مقارنة بالتحاق الذكور وهذا يعني انه مازال هناك عدد كبير من الفتيات في سن التعليم خارج التغطية التعليمية وترجع الدراسة هذه المشكلة إلى عدد من الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضرية الا أن التحديات التعليمية وخصوصاً تدني عدد المعلمات اللازمات لتغطية العملية التعليمية في المناطق الريفية يعد التحدي الأبرز والأشد تأثيراً في تدني معدلات التحاق الفتيات في هذه المرحلة التعليمية فنسبة مشاركة المعلمات في القوة التدريسية في مرحلة التعليم الأساسي للعامين 2008-2006م على مستوى الجمهورية لا تتعدى (24 %) أي إنها اقل من ربع القوة التدريسية وذلك مقابل (76 %) معلمين وتتركز القوة التدريسية للمعلمات في الحضر وهذا يعني أن هناك علاقة ارتباط طردية ايجابية بين نسبة المعلمات ومعدل التحاق الفتيات بمعنى انه كلما زادت نسبة المعلمات ازداد معدل التحاق الفتيات والعكس صحيح وبينت هذه الدراسة انه في حالة السعي إلى رفع معدل التحاق الفتيات إلى نسبة (٪90) في العام 2015 وفقاً لما هو مطروح في الإستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم الأساسي 2003 - 2015م فسنكون أمام مواجهة عدد من الطالبات الملتحقات يبلغ (2436878) طالبة وبالتالي نكون بحاجة إلى رفع عدد المعلمات تدريجياً من (39694) معلمة في 2008-2006م ليصل مع نهاية العام 2015م الى (69625) معلمة أي بفارق يبلغ (29931) معلماً وقد أوصت الدراسة بوضع برنامج لاستقطاب فتيات الريف المتعلمات للعمل معلمات في مناطقهن الريفية مع استثناء من يحملن مؤهلات اقل من الجامعة وكذلك تفعيل الأساليب المختلفة التي من شـأنها تحفيز المعلمات للعمل في المناطق الريفية مثل توفير السكن المناسب والمواصلات والحوافز المادية. وكذا الاستمرار في تنفيذ السياسات والإجراءات التي أثبتت نجاحها في استقطاب الفتيات للالتحاق بالتعليم في المناطق الريفية وبقائهن فيه. [c1]نريد حوافز مجدية [/c]وحول إمكانية تقبل طالبات الجامعة للعمل معلمات في الريف أجرينا هذه اللقاءات وكانت الردود كالتالي: * سمر الحكيمي / كلية التربية جامعة صنعاء / قسم انجليزي قالت: بالإمكان التدريس في الريف لان الريف في أمس الحاجة إلى ذلك ولا ننكر أن ريفنا اليمني فيه قيم ويحترم المرأة لكن حتى يسهل الأمر أفضل أن يكون لدي في الريف أهل حتى من بعيد. * سارة محمد احمد / جامعة صنعاء/ انجليزي قالت: نعم من السهل أن ادرس في الريف شريطة أن تكون الحوافز المادية مجدية وتتضمن ( بدل ريف ، وبدل سكن، بدل مخاطر) وفي حال تم ذلك لن أتردد في الذهاب إلى الريف . * أحلام الشرعبي / كلية التربية/ قسم فيزياء قالت: أنا مستعدة للتدريس في الريف شريطة ان يكون ذلك في قريتي فهي بحاجة إلى خدمة التعليم. * سمر وديع / التربية / قسم جغرافيا قالت: الريف بالفعل بحاجة إلى ذلك وأنا مع التدريس في الريف ولا أمانع شرط أن تكون المنطقة هي منطقتي حيث لن احتاج إلى وجود أهل ثم أن مدارس القرى لا يهتم بها كالاهتمام بمدارس المدينة لذلك اشترط أن تكون مدرسة غير مهملة. * أروى النزيلي / التربية / قسم جغرافيا لابد من النظر إلى وضع الريف بعين الاعتبار حيث أن معدل الالتحاق بالتعليم قليل والسبب عدم وجود مدرسات وأنا عندي استعداد لكن بشرط أن يتوظف معي احد أقاربي . * أمل الحيمي / التربية / قسم رياضيات قالت: أنا من الداعين والاهتمام بالريف وسأدرس فيه شريطة أن يكون معي أهلي وأفضل أن أوظف في منطقتي. * ندى عبدالله الحاشدي/ جامعة صنعاء / حاسوب قالت:الريف بحاجة إلى التعليم لكن المجتمع لا يستوعب مسألة ذهاب الفتاة إلى الريف لتعمل بمفردها لذلك نحن بحاجة إلى توعية الأهالي بأهمية ذلك ومن تم معالجة هذه المشكلة وأيضاً لابد من توفير بيئة مناسبة وتوفير مدرسة إمكانياتها مساعدة على التدريس في التخصص نفسه.* سمية علي/ قسم إسلامية / جامعة صنعاء قالت:الأمر طبيعي وضروري ولابد من البدء به لنعالج المشاكل المترتبة على غياب المدرسة في الريف ونحاول إزالة المعوقات وتوعية المجتمع.[c1]لابد أن نكون جماعة[/c]وللمعلمات في ذلك رأي:* المعلمة ريما إدريس من مدرسة السيدة مريم تقول من الملاحظ أن التعليم في الريف يحتاج إلى عناية حيث أنه وإن وجدت المعلمة فالتخصص والكادر المؤهل مفقود ومهم أن يرافق التعليم حوافز مثل بدل ريف وبدل مواصلات وسكن وتوظيف الزوج أو أحد الأقارب.[c1]لابد من إعادة النظر في الموازنة[/c]يقول الدكتور قائد عقلان/ نائب عميد المعهد الوطني للعلوم الإدارية:لابد من تدخلات مناسبة لإلحاق الفتيات بالتعليم والعمل على عدم التسرب وهذه التدخلات تستهدف معالجة الأسباب مجتمعة مع مراعاة الأولوية في المعالجة لتبدأ بالأهم فالمهم، وتوفير المعلمات ولابد من إعادة النظر على نحو عاجل في الموازنة الخاصة بقطاع التعليم عموماً والأساسي منه خصوصاً، ومن منطلق منظور النوع الاجتماعي على نحو يحدد الوظائف المعتمدة لكل من الذكور والإناث والمؤهل المطلوب والتخصص ومكان العمل وفقاً لخارطة الاحتياج بموضوعية مستندة إلى التخطيط التربوي ومبنية على أساس هدف عام يتجسد في رفع مشاركة الفتيات في التعليم الأساسي وضمان استمرارهن فيه وكذلك ضرورة التنسيق مع وزارات الخدمة المدنية والمالية والتخطيط والتربية والتعليم وكذا الصندوق الاجتماعي للتنمية.*د/ علي حسن وهبان/ اختصاصي علم نفس/ مركز الإرشاد جامعة صنعاء/ يقول:لاشك في أن هناك ضرورة ملحة لذهاب المعلمات للتدريس في الريف خصوصاً أننا نعاني من معدل التحاق ضئيل للفتيات ولكي تتم معالجة هذه المشكلة لابد من الاهتمام بالمعلمة حتى تستطيع القيام بهذه المهمة ومعالجة الإشكاليات ..[c1] التقسيم الجغرافي لهذه المناطق [/c]* يقول الدكتور/ عبدالسلام علي عشيش/ جامعة صنعاء:الريف أحوج إلى المعلمة أكثر من المعلم نظراً لأن سكان الريف يرفضون تعليم الفتيات الا بوجود معلمات وهذا طبعاً يحتاج إلى تحفيز للمعلمة حتى تقبل الانتقال إلى الريف وكذلك توفير وظيفة للزوج أما بالنسبة للمجتمع الريفي فهو يرحب بذلك بل يسعى إلى أن يحصل على معلمات لتعليم الفتيات.