(في المصادر الاجنبية ) على هامش كتاب (الحضارم في الأرخبيل الهندي)
أديب قاسم لعب الحضارم، دونا عن سائر اليمنيين عامة، دورا عظيما في التاريخ العربي الاسلامي في اجتياحهم لكثير من بلدان العالم اما طلبا للمعرفة او سعيا وراء التجارة وفي غضون ذلك قاموا بنشر اللغة العربية ومعها نشروا الاسلام.وفيما كان العرب الجنوبيون قد اخترعوا البوصلة البحرية، فقد مكنهم ذلك من خوض غمممار البحار واللانتشار في كل ارجاء المعمورة .. عدا عن الطرق البرية، واحدى الطرق الكبيرة للقوافل كانت تذهب في اتجاه مدن شمال افريقيا، واخرى كانت تخترق الصحراء الى قلب القارة السوداء.. وهذا يفسر لنا وجود الاعداد الهائلة من الجاليات الحضرمية والعمانية حيث بدأ النفوذ العربي " يلمس " اثره منذ بداية القرن التاسع عشر ولايزال حتى اليوم في زنجبار وفي منطقة البحيرات والى ابعد من ذلك في الداخل الافريقي.وكانت ثمة طريق ثالثة امتدت الى اواسط آسيا وشمال الهند على طول ماسمي بالخليج الفارسي.على ان التركيز هنا ينصب على دور الحضارم وحده، وهم الذين وطدوا العديد من المستوطنات في افريقيا وامتدوا الى ابعد من ذلك حتى الارخبيل الهندي على امتداد شواطئ الهند وشبه جزيرة الملايو.وهذا ما ورد في كتاب امير علي (تاريخ المسلمين العرب) وقد جاء فيه ما يشير الى عظمة هذا الدور الذي لعبه الحضارم في تاريخ العرب والاسلام من خلال اتصالهم بقارات العالم القديم وتجوالهم بل وحلولهم في مختلف اقطاره حيث اشار الى انهم قد دفعوا بالنشاط الانساني في كل ناحية بشكل لم يسبق له مثيل ولايكاد يضارعه شيء .. ويظن انهم حتى قد اخترقوا المحيط حتى بلغوا امريكا، غير انه من المؤكد ان الصين في وقت مبكر من ذلك التاريخ كانت قد فتحت للعرب ومن جملتهم الحضارم (من المستوطنين والتجار) ابوباها المغلقة، وعلى ايديهم انتشر الدين الاسلامي في الصين.في هذا الاتجاه - تقريبا - كان قد صدر كتاب الدكتور مسعود عمشوش »الحضارم في الارخبيل الهندي« مؤخرا، ليضيف الى المكتب اليمنية كشفا لبعض اوراق هذا التاريخ شبه المغيب في الاجندات العربية لدور النشر، وتعزو مصادره في مراكز التوثيق داخل اليمن!.وكان بهذا قد جاء ليلقي الضوء على حلقة هامة من تاريخنا اليمني مما توافرت معرفته في المصادر الاجنبية وبعض المصادر العربية الشحيحة .. ودون ان تنصب عليه الرسائل الجامعية، او يعنى به احد من المؤرخين العرب ولملمة اوراقه (الحضرمية) المتناثرة فيما سطرته اقلام من الشرق والغرب كالمستشرق الهولندي فاندر مالن (وجوه سامية).او كالذي ألمّ به (امير علي) في كتابه (تاريخ العرب - المسلمين) غير بعض مؤلفات انجرامز ونفر من الكتاب الانجليز التي حظي بعضها بالترجمة الى العربية، واعنى ما يتصل منها بتاريخ الحضارم الذين انتشروا حول العالم لاسيما في العصور المتقدمة حتى العصر الوسيط، وقد امتد اثرهم الى ابعد ركن في العالم الاسلامي!.