أقواس
قرأنا مؤخراً بياناً صادراً عن المفكرين والمثقفين والمبدعين العرب يدين بشدة حملة الرسوم المسيئة لسيدنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ، وقد وقع على البيان الجريء حوالي 300 مثقف من شعراء وكتاب وفنانين وصحفيين عرب . لكن الخطة الدينماركية الاوروبية مستمرة في تمرير حملتها الرامية الى مد جسور من العداء بين الاوروبيين الصهاينة والعرب تحت المظلة التعبيرية التي حولت حرية الرأي الى مؤامرة سياسية جديدة تستهدف النيل من شخص نبينا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم وكفاحه النبيل . كل هذا يجري والمجتمع العربي والاسلامي لم يتوصل الى صيغة تضمن مقاطعة ( الدينمارك ) بموافقة جميع الاطراف العربية والاسلامية كونها بلد الحكومة القائمة التي رفض رئيس وزرائها تقديم الاعتذار لسائر العرب والمسلمين عن تلك الاساءة التي شكلت وتشكل احراجاً كبيراً للموقف الاوروبي من هذه القضية . مايثير السخرية حقاً التبرير الذي قدمه بعض الساسة العرب بأن الموضوع يحتاج لترتيبات واجتماعات مكثفة خصوصاً وان معظم هذه القيادات كانت ومازالت على علاقة مباشرة مع معونات السوق الاوروبية المشتركة وبالذات المنتجات الدينماركية وان هذه المقاطعة خاصة لن تكون في صالحنا العربي لاننا غير منتجين ( لابو بقرة ) !اذن هل يحدث في الجامعة العربية ماحدث ويحدث في الشارع العربي الآن ؟ انظار المثقفين العرب تتجه الى الجامعة العربية التي قد تطرح إذا ماعقد مؤتمرها الاستثنائي بهذا الشأن فكرة تحويل المؤتمر الى تظاهرة سياسية لصالح الادانة فقط لكن ليس الحل بدليل فشل الضغوطات الاخيرة التي تصاعدت حدتها في جاكرتا ومانيلا واسلام اباد وهكذا لم يتم الاكتفاء باستفزاز المشاعر الانسانية للجماهير العربية والاسلامية لان الرسوم مازالت تنشر في مواقع خبرية خاصة تتبع عدداً من الدول الغربية . ومع ان بيان المثقفين العرب اكثر خطورة من مشاورات الساسة العرب عبر المكالمات التلفونية التي وصفها احد المثقفين العرب والذي قال ان رئيس الوزراء الدينماركي سوف يتفهم موقف القيادات العربية ولن يزعل منهم او يغضب عليهم بموجب قانون حرية التعبير فلاداعي للخوف ابداً . الم تكن محاولات الاحتواء هذه متخاذلة ؟ اذن هل هذا كله لن يضرب في الصميم التزاماتهم المالية والاقتصادية ومن اجل ايجاد صيغة جديدة لاحياء فكرة مقاطعة كامبد ديفيد علينا ان نميز بين الاوروبية والصهيونية كايديولوجية عنصرية تستنكر مؤامرتها التي حولت الحرية الى اساءة للمعتقدات الاسلامية باعتبارها موجهة ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم وضد البيت النبوي وبالخصوص حقنا الديني . وحين يصل هذا البيان الى الجميع سوف يصنع هزه عنيفة تضاف الى مسيرة المثقفين العرب لان تضامنهم من جديد سيشكل ضربة للانظمة العربية المتخاذلة وسيعتبر عاماً لانتصار الثقافة العربية والموقف العربي الجاد والاصيل الذي لم يخرج من عباءة السلطات الرسمية التي استعمل معها الدينماركيون كما يقول المثل ذهب المعز وسيفه . * نهله عبدالله