الدكتورة / روؤفة حسن الشرفي لـ 14 أكتوبر
حاورها / نصر مبارك باغريبتشهد مدينة عدن خلال الفترة من 19 / 30 ديسمبر 2006م أكبر تظاهرة ثقافية علمية منذ عدة سنوات، وذلك بأقامة المعرض الوطني الثالث لتاريخ اليمن المعاصر" رداء الدولة ومكونات الهوية: اليمن من عام 1948م إلى 2004م" والذي ستعقد على هامش فعالياته العديد من الأنشطة منها الندوة التحضيرية للمؤتمر الدولي للهجرة وغير ذلك من الفعاليات المهمة الاخرى، ولتسليط الضوء على أبرز أنشطة وفعاليات المعرض توجهت الصحيفة إلى الدكتورة/ رؤوفة حسن الشرفي رئيسة مؤسسة برامج التنمية الثقافية والشخصية الرائدة التي تقف وراء هذا المشهد الثقافي العلمي الكبير وصاحبة فكرته وتجسيده على الواقع الفعلي وكانت حصيلة اللقاء في الاسطر التالية :نسعى إلى ايجاد ذاكرة بصرية للتاريخ اليمني المعاصر الندوة الدولية للحوار الديمقراطي والندوة العالميةللهجرة هما أبرز الفعاليات العلمية للمعرضسننقل معرض رداء الدولة في المستقبل القريب إلى أوروبا [c1]* هل بالإمكان إعطاءنا فكرة أولية عن غرض هذا المعرض وأهدافه؟[/c]* أن الغرض من هذا المعرض هو إيجاد ذاكرة بصرية للتاريخ اليمني الحديث من الفترة 1948م وحتى 2004م لتعميق شعور الشباب اليمني بالشراكة والامتلاك لهذا التاريخ مع فهم عيوبه وجوانب قصوره وقوته، بتوجه يرى ان الأفضل لايزال قادماً وعلينا جميعاً العمل من أجله، كما ان المعرض يأتي كجزء من الجهود التي تقوم بها مؤسسة برامج التنمية الثقافية لتوسيع البيئة الاجتماعية والثقافية التي تشجع التسامح والفهم للذات والآخر، فهذا المشروع يهدف إلى تتبع التطورات التاريخية للمجتمع اليمني من خلال تحليل للمعاني الرمزية للملابس والإعلام والشعارات وغيرها من الرموز ذات الإرتباط بمظهر الدولة الأمة لستة عقود مضت.[c1]* سبق وان نظمتم فعاليات هذا المعرض في مدينتي صنعاء والمكلا على أي اساس تم التنظيم الحالي لمعرض عدن؟[/c]* لقد تمت جدولة مواعيد المعرض على أساس انعقاد المعرض الوطني في اليمن في ثلاث مدن بشكل متتابع، أولاً في صنعاء في 20-30 أغسطس 2005م في بيت الثقافة، ضمن الاحتفالات بالعام الخامس عشر للوحدة، تم في المكلا في الفترة 20-30 من شهر مارس مطلع العام 2006م، تم في مدينة عدن في الفترة من 19- 30 ديسمبر 2006م الجاري، ويتم العمل من اجل ان يصبح هذا المعرض مع شركاء آخرين من العالم معرضاً دائماً في اليمن وجزء منه ينتقل في أوروبا ويتطور عرضه بحسب تطورات مقتنياته ودراساته وابحاثه وتوفر التمويل اللازم لحركته.[c1]* منذ متى بدأت مؤسسة برامج التنمية الثقافية بالعمل في مشروع تنفيذ فكرة المعرض إلى الواقع المجسد؟[/c]* بدأ العمل بالمشروع منذ اربعة أعوام، وقد تركز في البداية على البحث في دلالات ملابس الرؤساء والقادة السياسيين رجالاً ونساء بحثاً عن الفهم لاسباب غياب الزي الوطني، ثم تطور البحث إلى الرموز الاخرى المرتبطة برداء الدولة/ الأمة ككل وهي الاناشيد الوطنية، الاعلام الوطنية، الشعارات الوطنية، الطوابع الوطنية والعملات الوطنية.ويقوم المعرض بعرض كل ما يتمكن من الحصول عليه من هذه المظاهر الخاصة برداء الدولة ومظهرها الخارجي، وتتخلل أيام المعرض العشرة فعاليات يومية صباحية ومسائية يتشارك في تنشيطها وإحيائها كل الجهات المهتمة بالثقافة والسياسة والاقتصاد سواء منها المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية أو القطاع الخاص ذلك ان هذه الشراكة هي جزء من مسؤولية مشتركة بين كل القطاعات وكل الوان الطيف الفكري والسياسي عن ذاكرة اليمن المعاصر قبل الوحدة وبعدها.[c1]* كيف تم تجهيز فعالية المعرض بعدن وتقسيم أنشطته المختلفة؟[/c]* هناك جزئين من التجهيزات للمعرض الذي سيقام بقاعة عدن مول للمعارض بكريتر، يتعلق الجزء الأول بعملية البناء والتركيب لنواة المعرض الاساسية بما في ذلك من صناديق زجاجية واضاءتها التي توضع بداخلها حاملات تعرض عليها الملابس الاصلية للقادة السياسيين التي نتمكن من جمعها، وكذلك الصناديق والعارضات الخشبية والزجاجية الكفيلة بعرض وحماية الطوابع والعملات والاعلام ونوتات الاناشيد والصور النادرة والتاريخية المعروضة، والملصقات والصور المكبرة للعملات والطوابع المصاحبة للمعرض، والطباعة والعمالة للقائمين بالتركيب والتصميم والتجهيز والاشراف على عرض وحماية المعروضات.أما الجزء الثاني فيتعلق بالانشطة والفعاليات اليومية الصباحية والمسائية، التي تشرف على تنفيذها الجهات المهتمة وتستهدف هذه الفعاليات الندوات والنقاشات والعروض الفنية والأدبية التوضيحية لكل المعروضات ودلالاتها السياسية والوطنية والتاريخية، وفي معرض عدن ستنعقد فعاليتان دوليتان من أنشطة المؤسسة: الأولى عن الحوار الديمقراطي حول الموازنة والاصلاح الاقتصادي واهداف الالفية، والثانية في طريق التحضير للمؤتمر الدولي للهجرة الذي سينعقد في اليمن.[c1]* حتى يتمكن الزائر للمعرض من الاطلاع الواقعي والمتسلسل لاحداث التاريخ اليمني المعاصر، كيف قمتم بتوزيع مقتنيات المعرض؟[/c]* لقد تم توزيع مقتنيات المعرض في أربعة أجنحة للعرض، فقد تم تقسيمها على أساس تسلسل فترات تاريخية، وقد روعي في هذا التقسيم الزمني عوامل سياسية اخرى، فالجناح الأول يمثل عشر سنوات من عام 1948م إلى عام 1958م وهي عشر سنوات كافية لتعكس الظروف المحيطة باليمن والتشردم إلى دويلات غير مكتملة المقومات، والجناح الثاني من الفترة 1959م إلى الفترة 1967م وهي فترة مقاومة ومحاولات تحرر واتحاد، والجناح الثالث يمثل استمرار لدولتين منفصلتين لمدة 26 عاماً والجناح الاخير لدولة الوحدة.[c1]* هل ثمة فعاليات اخرى ستقام على هامش المعرض بعدن؟[/c]* لقد انتهينا خلال اليومين الماضيين من وضع اللمسات الاخيرة للبدء بتدشين فعاليات المعرض الوطني الثالث لرداء الدولة في عدن والذي سيحتوي على معروضات تعرض لأول مرة، وذكرنا أبرزها فيما تقدم من الحديث ونضيف هنا الفعاليات الاخرى التي ستنظم ايضاً خلال هذه التظاهرة الثقافية العلمية المهمة والتي سيحضرها عدد كبير من مسؤولي الدولة والشخصيات الاكاديمية والاجتماعية والثقافية من داخل وخارج اليمن، حيث ستتضمن الفعاليات المصاحبة للمعرض ندوات وحلقات نقاش عديدة ستتطرق لاستخدامات فعلم السيميائية في دراسة تاريخ اليمن وايضاً التعريف بالتاريخ المعاصر لليمن والبحث في رؤية الذات والهوية بدون فجوات ودلالات الاعلام والشعارات والرموز والطوابع البريدية والاناشيد والعملات لكل الدويلات والسلطنات والمشيخات والجمهوريات التي كانت قائمة خلال الستين سنة الماضية وحتى قيام الجمهورية اليمنية ودور وسائل الاعلام في إبراز ذلك.[c1]* هل من كلمة اخيرة؟[/c]* إذا كان لابد من ذلك فاني اتقدم بالشكر لكل من ساهم في انجاح فكرة المعرض وتنفيذه على أرض الواقع وشارك في فعالياته وقدم الدعم المادي والمعنوي له، والشكر موصول للصحيفة وكل القائمين عليها.