حديث بالمناسبة وتحية لكافة العاملين
محمد علي صالحالحديث عن 14 أكتوبر المدرسة الصحافية العريقة .. 14 أكتوبر المؤسسة الصحافية الحديثة بين الأمس واليوم في ذكرى تأسيسها الـ 38 شائق وذو شجون ومرادف لصعوبة مركبة .. بعد أن جرت مياه كثيرة تحت الجسور خلال الأربعة عقود الماضية من عمر المرحلة الوطنية استطاع شعبنا اليمني خلالها تحقيق جملة من التحولات الهامة والانتصارات العظيمة في مختلف المجالات.وما من شك أن الحديث في هذه الأثناء هام بامتياز لان تأسيسها والرسالة والدور الذي اضطلعت به اقترن بميلاد عهد جديد وحدوث تغيير وانقلاب جذري في حياة شعبنا اليمني وبارتسام آفاق مرحلة وطنية حافلة بالمنجزات والنجاحات الكبيرة التي تحققت في جميع مناحي الحياة.ولأن 14 أكتوبر منذ تأسيسها أخذت على عاتقها مسؤولية التجسيد الخلاق والمبدع لمبادئ وأهداف الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر والتعبير عن آمال وتطلعات شعبنا اليمني المستقبلية والدفاع عن سيادته واستقلاله ومصالحه الوطنية، ولان الدور والأداء الذي اضطلعت به مهني وأخلاقي وتنويري ومتعلق باستنهاض وحشد طاقات الجماهير الشعبية في معركة البناء والتطوير والعبور إلى الغد المشرق والمستقبل الوضاء.ولذلك نعود إلى القول ان الحديث في ذكرى تأسيسها شائق وذو شجون ومرادف للصعوبة لانه مرتبط بتاريخ وطني ومرحلة سياسية وطنية عاشها اليمن نحن في أمس الحاجة إلى قراءتها بموضوعية وعقلانية وتقييم الإيجابيات والسلبيات لتلك الحقبة، وما من شك أن العودة إلى "14 أكتوبر" التي كانت بمثابة المرآة العاكسة لسيرورة التطور وذاكرة أرشيف لتلك المرحلة.وحتى لا نذهب بعيداً باتجاه الماضي الذي تعاقب منه على رئاسة 14 أكتوبر أكثر من رئيس تحرير فاننا نريد ان نتحدث في هذا التناول عن لحظة التوثب التي تعيشها 14 أكتوبر اليوم نحو المستقبل بعد ان ودعت وإلى غير رجعة سنوات الركود والانحسار التي عاشتها وبعد أن استقامت على قدميها واستعادت عافيتها من جديد وكيف استطاع الأستاذ احمد محمد الحبيشي في زمن قياسي ان يحدث انقلاب في أداء وعمل المؤسسة ويقود عملية إصلاح وتحديث وتطوير للهياكل والبنى العتيدة التي عفا عليها الزمن والتأهيل وتطوير مهارات وقدرات الكادر الصحفي والإعلامي وكافة الفريق الفني والإداري العامل فيها.وذهب لحشد الجهود والإمكانيات في بوتقة التحدي لاحداث التحول المطلوب وفي سبيل الارتقاء بأداء ونشاط وعمل المؤسسة وإعادتها إلى دائرة المنافسة والمواكبة للفوز بثقة القراء لتجديد التطور والحضور الفاعل المؤثر في فضاء العقل الإعلامي وتوجه في المقام الأول لإعادة النظر تجاه كثير من الآليات السابقة التي كانت تعمل بها والتي أوصلتها إلى ذلك المستوى من الانحدار إلى أرقى درجات العجز والتخلف التي منعتها من تأدية رسالتها الإعلامية الوطنية التي كان ينبغي عليها أن تقوم بها على أكمل وجه إلى جانب المؤسسات الإعلامية وأجهزة الإعلام الأخرى في بلادنا في زمن اليوم.وذهب أيضاً إلى ابتداع أساليب وطرائق جديدة لتطوير الأداء المهني وتحسين المادة الإعلامية وقبل ذلك ذهب إلى انتشال المؤسسة من وضعيتها المتردية التي كانت غارقة فيها التي استأت خلالها كثير الحالة المعيشية لكافة الزملاء وفقدت كوكبة من خيرة الأقلام الصحافية وأفضل الخبرات والقدرات الإعلامية في بلادنا وأصيب الكثير منهم بالاحباط واليأس حتى أن البعض ذهب لوضع أكثر من علامة استفهام حول ذلك الوضع المتردي والتراجع الذي انتابها وفقدان الزميل بعد الآخر بين لحظة وأخرى.وعلى ذكر تلك الوضعية المتردية التي كانت غارقة فيها المؤسسة فمن الأهمية بمكان القول انني عندما قرأت قبل عام الاستطلاع الذي أجرته صحيفة 26 سبتمبر مع العديد من الزملاء في الصحيفة التي أفردت له حيز كبير ونشرته تحت عنوان "14 أكتوبر تستعيد عافيتها من جديد.. تطور في الأداء وانتشار في التوزيع وزيادة في الطباعة" فانني لم اصدق أن 14 أكتوبر استعادة عافيتها بتلك السرعة وبعد أشهر من تولي الأستاذ احمد محمد الحبيشي لدفة القيادة لها.. لانني اعرف ان ما أصابها من جمود وتدهور خلال سنوات، وأن المؤسسة قد وصلت إلى حالة مأساوية يصعب تجاوزها بتلك السرعة وانها تحتاج إلى معجزة لإخراجها من وضعها المتردي وإلى سنوات من العمل المثابر والمتواصل لتجاوز ذلك المجال المأساوي وأقول ذلك على الرغم انني أعرف وعلى دراية ان قرار فخامة الرئيس علي عبدالله صالح بتعيين الأستاذ احمد لرئاستها جاء في الوقت المناسب لإنقاذ المؤسسة من حال التدهور ولإحداث نقلة نوعية في عملها.واعرف أيضا أن الأستاذ احمد الحبيشي من جيل الآباء المؤسسين لهذه الصحيفة ومشهود له بكفاءته وقدراته الإبداعية المهنية والإدارية إضافة إلى أنه على دراية واطلاع بكل الظروف والأوضاع وبسيكيولوجية ونفسية كافة العاملين وسوف يتعامل وفق تلك المعرفة والخصوصية.ومن ذلك المنطلق أيضا أقول إن الأستاذ احمد ينظر إلى المستقبل بتفاؤل ويعمل وفق احداثيات وتكنولوجيا العصر واحد المهتمين بجديد التقدم في عالم الثورة الاتصالية المعلوماتية وقلم مشاكس ومنفتح على قيم التطور المعاصر الإنسانية والحضارية ومحارب بلا هوادة للفكر الأصولي المتطرف واستخدام السلاح للإرهاب والتكفير والعنف والتعدي على حرية وخصوصية الآخر.ومع كل ذلك فانني لم اصدق حين ذلك أن أكتوبر استعادت عافيها ولكن ذلك الاعتقاد تغير تماماً بعد زيارتي في مطلع هذا العام 2007م وقبل أيام للصحيفة ـ المؤسسة وبعد ان شاهدت كيف تدار المؤسسة وفق آلية ومنظومة حديثة وعصرية متكاملة ومن مبنى حديث وصالات تحرير تشبه صالات تحرير الاهرام ولا ينقصها سوى المطبعة الحديثة التي سوف تمكنها من الصدور بشكل وقالب ملون وبذات المواصفات التي تصدر بها الكثير من الصحف في العالم والمطابع اصبحت اليوم هي أحد العوامل الهامة التي ترتكز عليها العملية الصحافية لمواكبة التطور وجديد التقدم الذي شهدته والجهة الإعلامية وأجهزة الفضائيات والجولات ودخول الانترنت لعالم الإعلام وما تترتب على ذلك من تحديات للصحافة المكتوبة اليوم.ولا أملك في هذه المناسب إلا أن احيي جهد الأستاذ احمد الحبيشي وجهود كافة الزملاء الذين يعملون بصمت ليل نهار ورفعوا اسم 14 أكتوبر عالياً بعد أن كانت في خير كان.