على قدر من الأمل والاستبشار بقيت أتابع الخطوات الملكية التي كان يخطوها المبدع الشاب المخرج عمرو جمال (27 عاما) منذ أن تابعت له أولى مسرحياته في عدن، ومنها “حلا حلا يستاهل”، و”سيدتي الجميلة”، وأخيرا “معك نازل”، وقبلهن “عائلة دوت كوم” التي لم أشاهدها، عوضا عن بعض (الاسكتشات)، وكان آخرها العرض الصامت في أبريل الماضي بصنعاء . كان جمال وفرقته المسرحية المرتدية لأقنعة النمور، موجودين في فندق (مونفبيك) حيث أبهروا الحاضرين .. وحقا إنه إبداع ينبع من تحت الصمت فجأة ليعطي الانطباع الأكيد بأحقية الجدارة، بعيدا عن الضوضاء.إن جمال، وعلى الرغم من شحة الإمكانات، وصغر سنه، إلا أنه استطاع أن يشق طريقا عجز عنها كبار المسرحيين، وخصوصا في مدينة عدن التي عرفت المسرح قبل أن تعرفه اليمن، أو أن تعرفه دول الخليج، واحتفلت في مارس من العام الحالي بالذكرى المئوية لبداية أول عروض المسرح فيها في العقد الأول من القرن العشرين.ومع أن البداية كانت وفقا للإمكانات المتواضعة، إلا أن الإبداع كان متدفقا وكان يصعد بصاحبه إلى المراكز الأولى دائما، بداية بفوزه بجائزة رئيس الجمهورية للشباب في النص المسرحي عن مسرحية “الطابور السادس”، مرورا بالمركز الأول الذي كان يحتله متجاوزا كبار المسرحيين في مهرجانات ليالي عدن المسرحية، وصولا إلى تجاوز الحدود، وعرضه أول مسرحية يمنية على مسرح (جريس) الألماني في العاصمة برلين الأسبوع الماضي بعد أن كان وصل إليها وفرقته في 8 /6 /2010.ويطيب لي أن أشكر الزميل محمد الثور الذي قام بمرافقة فرقة «خليج عدن» المسرحية بقيادة المبدع عمرو جمال، في برلين ، والثور يعمل مراسلا صحفيا لموقع «مأرب برس» من ألمانيا، وكان من ضمن ما ذكره أن بيع التذاكر توقف في اليوم الأول من العرض بعد نفادها. وكنت أعتقد أن التذاكر تنفد في عدن، وفي سينما هريكن فقط، السينما التي تعودنا أن نلتقي فيها بإبداعات عمرو جمال في الأعياد، أما وقد نفدت في برلين، فقد أتى «عمرو جمال» بما لم تستطعه الأوائل.وكل ما أعرفه عن عمرو جمال، أنه لم يتجاوز السابعة والعشرين من عمره من مواليد 1983، وحائز على شهادة البكالوريوس من كلية الهندسة قسم تكنولوجيا المعلومات جامعة عدن، ويرأس فرقة «خليج عدن» للفنون المسرحية، إضافة إلى أنه عضو في نقابة المهن التمثيلية.إن شابا بهذا الإبداع وبهذا الزخم، وفي هذه السن العمرية، سيكون له شأن كبير في المستقبل وعلى مستوى المسرح الدولي، ولقد وجدناه ممثلا ومؤلفا ومخرجا، وقاصا، ولديه من المواهب بكل تأكيد ما لا أعرفها، ولكن الأهم منها، وهي الإخراج، فإنها كفيلة بأن تجعل منه نارا على علم.ولكم أتمنى من حكومتنا أن توليه اهتمامها، ورعايتها، كما أتمنى أيضا أن ينال تشجيع الجميع، وخاصة الطبقة المثقفة من الكتّاب والأدباء..وحقا أقول إن «عمرو جمال» مفخرة اليمن، ونبراسا لمسرح عدن المئوي.. وانتظروه مستقبلا، فإبداعاته القادمة ربما تأتي بشيء لم نتوقعه..وفقّه الله وسدد خطاه[c1][email protected][/c]
أخبار متعلقة