منبر التراث
[c1]شخصية وهمية :[/c]في الآونة الأخيرة دار نقاشاً حاداً في الصحف المصرية بين الكثير من الأدباء والشعراء والمبدعين حول قضية قيس بن الملوح الذي عُرف في تاريخ الأدب العربي بمجنون ليلى . فبعض الأدباء ومعهم الشعراء يرون أنّ شخصية قيس بن الملوح شخصية وهمية وبتعبير آخر أنّ رواة السيرة والحكايات الشعبية هم الذين ابتكروا تلك الشخصية وصنفوها بأنها تعود إلى العصر الجاهلي وهم أيضاً الذين وضعوا على لسانه الأشعار . ولقد أيد عدد من المستشرقين تلك الآراء والأفكار أمثال المستشرق الأسباني Loomed المتخصص في الشعر الجاهلي بصورة خاصة والأدب العربي بصورة عامة بأن قيس بن الملوح شخصية موضوعة وضعها الأخباريون ، ورواة الحكايات الشعبية في وقت متأخر . [c1] في طبقات الشعراء :[/c] ويقول Loomed أنّ تاريخ الأدب العربي في العصر الجاهلي لا يضم في ثناياه اسم قيس بن الملوح , ولم تذكر رواية من الروايات النثرية قصة قيس وليلى أو مجنون ليلى . ومن يتتبع طبقات الشعراء الجاهليين أو الذين ينتمون إلى الشعر الجاهلي لا يجدون من بينهم قيس بن الملوح , ويقول :” المستشرق الإسباني هذا دليل واضح وقاطع أنّ هذا الشاعر شخصية وجدت من بنات أفكار رواة السيرة والحكايات الشعبية في وقت متأخر” . [c1]أقرب نقطة من الحقيقة :[/c]والحقيقة أنّ الأستاذ الدكتور شوقي ضيف ذكر أنّ قيس بن الملوح شخصية غير حقيقية كما يزعم الكثير من الأدباء والشعراء وبعض المستشرقين ولكن مع الأسف العميق لم يناقش تلك القضية مناقشة وافية ومستفيضة بل اكتفى بذكر ما قاله هؤلاء الأدباء الذين يزعمون أنّ ابن الملوح شخصية موضوعة مما جعل تلك القضية معلقة يكتنفها الكثير من الغموض والرؤية الضبابية , وكان من المنتظر أنّ يدلوا شوقي ضيف بدلوه في تلك القضية أو المسألة الهامة ولكن مع الأسف العميق لم يفعل ومن المحتمل إنّ فعل فإنه سيجلي الكثير من الشكوك حول شخصية قيس بن الملوح أو بعبارة أخرى سيكون لحكمه في تلك القضية وزنه الكبير نظراً لما يتمتع به شوقي ضيف من قامة عالية في سماء الأدب العربي فهو أشبه بالمؤرخ الذي يلم بكافة جوانب القضية ليصل إلى أقرب نقطة من الحقيقة .[c1]في العصر الأموي :[/c]ويشير بعض المستشرقين الفرنسيين أمثال Barium أنّ الأشعار التي وضعت على لسان الشاعر المزعوم قيس بن الملوح أشعار بعيدة كل البعد عن روح العصر الجاهلي من حيث المفردات والتراكيب الفنية للقصيدة . ويشيد Barium بالشعراء المتأخرين الذين وضعوا تلك الأشعار التي تنساب عذوبة ورقة على لسان الشخصية المزعومة قيس بن الملوح بأنهم يملكون قدرة أدبية رائعة أخاذة . ويظن بعض الأدباء والشعراء العرب ، بأن شخصية قيس بن الملوح نسجت في أواخر العصر الأموي أو في عصر العباسيين أو في العصر الأيوبي . [c1]عالمنا الخاص :[/c]والحقيقة لقد كانت تلك القضية حول شخصية قيس بن الملوح مدار حديث الشارع المصري . ولقد أجرت عدد من الصحف أحاديث صحفية مع بعض القراء , ولقد أجمعت أحاديثهم بأنّ المتشككين بحقيقة شخصية قيس بن الملوح بأنه شخصية وهمية أو نسجت من خيال رواة السيرة والحكايات الشعبية ، قائلين بما معناه : “ لا يهمنا من قريب أو بعيد وكل هل شخصية قيس بن الملوح حقيقية أو وهمية وكل الذي يهمنا هو أنّ تلك الشخصية عبرت ومازالت تعبر عن الحب العذري بأسمى معانيه ، فنحن لنا عالمنا الخاص المليء بالخيال والأحلام الوردية ، وهؤلاء المستشرقين لهم عالمهم المجرد من الخيال “ . ونحن بدورنا نطرح السؤال على أدبائنا وشعرائنا وهو هل في الإمكان أنّ بدلوهم في قضية قيس بن الملوح بأنه شخصية حقيقية أو شخصية وهمية وضعها رواة السيرة والحكايات الشعبية ؟ . وإننا لمنتظرون .