لو سألت شاباً أو فتاةً، ما هي مقومات الزواج الناجح؟ لاختلف مع الأجوبة باختلاف المستويات والأعمار فبعض ينظر إلى أنّ الزواج الناجح هو أن تكون العَلاقة حميمة بين الطرفين وبعض يرى أنّ الزوج تكون شخصيته مرموقة ومعه سكن وسيارة والآخر أن يكون الزوج حسن السيرة والسلوك ويؤدي الفروض وبعض يرى أن تكون الزوجة موظفة من أجل أن تساعده في الحياة وبعض أن تكون ربة بيت إلى جانب الأخلاق والجمال أكيد لكلا الطرفين وهات من تعريفات حالمة.فبمجرد كتب الكتاب "النصيب" حسب قول أخواننا المصريين وترزق الأسرة بمولود حتى تتحول الأحلام الوردية إلى إحمرارية، فالزوجة تصرخ لم أعد أطيق أهلك يشوفيني وأهم بالطفل الثاني، والزوج يقول زوجتي مقصرة في حقي لم تعد تهتم بي أجمل وجبة في الفطور روتي وجبن مثلث ما فيش داعي أذكر النوعية طبعاً الزوج يقوم بالواجب، الزوجة تشخر بخ بخ بخ حتى ساعة الظهر الطفل أمسى يبكي يرجع الزوج إلى المنزل فين الغداء روتي وبيض هكذا، والزوجة الموظفة تتصل بزوجها على الموبايل أسمع أتغدي عصيد وربع دجاج شوفني تعبانة من العمل وإلا روح أطبخ لنفسك، وياما أمواج تقذف بهذا الشراع الذي بدأ يبحر.ثقافة ضعف الانتماء للأسرة يعاني الشباب في اليمن من عدم قدرة الدولة على تمكينه من "منزل" لأسرته الزوجية مما خلق هذا الوضع حالة من الخوف على مستقبله ومستقبل أولاده فبعض يجازف بمستقبله وبحياته فيذهب نحو بناء عش للزوجية دون مقومات أساسية لا وظيفة والراتب ضئيل وانعدام مسكن الزوجية وبمجرد أن يكتب لهما التوفيق من الله (بذرية) حتى يدخلان في مشاكل منها أسرية مع أهل الشاب أو عدم قدرته على توفير المستلزمات للطفل والزوجة وهلمجرا.هؤلاء لا يحملون أية مشروع أو طموح نحو بناء أسرة سعيدة تنعم بالحب والفضيلة والأخلاق، بقدر ما يهم الارتباط بالزواج إرضاءً للعَلاقات الاجتماعية البالية التي خلقتها القبيلة أو القرية أو تربية الشارع، كما في المدينة أو تبرير "الزواج نصف الدين" تتحمل الأسرة لكل من الشاب والفتاة المسئولية الكاملة وراء هذا الفشل والتفكك والذي يؤدي إلى الانحلال في الأخلاق أما الشاب أو الفتاة والطفل الذي سيصبح في المستقبل متسولاً في الشوارع وضعيف الانتماء وبعض الشباب المثابر والمجتهد لا يقدم على هذه الخطوة إلا متى ما توافرت له الظروف من وظيفة ممتازة واستطاع البحث عن شريكة حياته يرسمان المستقبل بعيداً عن المنغصات من أجل أن ينعم بالرحمة والمودة من الله.ولهذا فإنّ تفكك الأسر الزوجية وارتفاع معدلاتها مؤشر سلبي على التنمية لأنّها تخلق جيل متسلح بثقافة ضعف الانتماء للأسرة فماذا تريد منه أن يصبح في المستقبل إن لم يكن طريق الانحراف عنوانه والتسول مدرسته، إن على الدولة واجباً كبيراً نحو الشباب من خلال تعريفهم بمخاطر الزواج المبكر وما يسببه من ضرر خاصة عندما يكون الشاب غير مستعد معنوي ومادي والبحث عن حلول لأزمة السكن خصوصاًوأنّ ارتفاع إيجارات المساكن اثقلت كاهل رب الأسرة.
الطلاق في أوساط الشباب
أخبار متعلقة