مانديلا أمضى 27 عاماً في السجن لمقاومة الحكم العنصري
جوهانسبرغ / متابعات:عشرات الآلاف في جنوب إفريقيا وحول العالم احتفلوا بعيد ميلاد الرئيس السابق نيلسون مانديلا الثاني والتسعين، الذي صادف أمس الأحد، بتخصيص وقت لمساعدة الآخرين.وأطلقت الأمم المتحدة على يوم ميلاد مانديلا اسم «اليوم الدولي لنيلسون مانديلا» تدعيماً لدعوة رجل الدولة الملهم باستغلال عيد ميلاده في فعل الخير. وامضي مانديلا نفسه أمس في المنزل مع العائلة في جوهانسبرغ، بينما توجه نحو 100 طفل من موطنه في إقليم الكيب الشرقي إلى قريته مفيزو التي يقع فيها منزله للاحتفال معه بهذه المناسبة.وتعكف عشرات الشركات والمؤسسات العامة أيضاً على حشد العاملين بها وتشجيعهم على تخصيص ما لا يقل عن 67 دقيقة، ترمز للسنوات الـ67 التي كرسها مانديلا للعمل في مجال السياسة، من أجل الخير.وتطوع بعض المواطنين بالقراءة للأطفال في الملاجئ. وقام آخرون بتنظيف الحدائق العامة أو إعادة طلاء المدارس.كما قامت مجموعة تطلق على نفسها اسم «دراجون من أجل مانديلا» تضم 21 دراجاً، بقطع المسافة من جوهانسبرغ إلى كيب تاون هذا الأسبوع، والقيام بأعمال خيرية طوال الطريق.يُذكر أن مانديلا أمضى 27 عاماً في السجن في الفترة من 1963 إلى 1990، لمقاومته الحكم العنصري. وعند الإفراج عنه قاد المفاوضات مع سجانيه السابقين للانتقال بالبلاد إلى الديمقراطية، وهي عملية انتهت بانتخابه كأول رئيس أسود للبلاد في عام 1994.وتنحّى مانديلا عن منصبه في عام 1999 بعد فترة حكم واحدة وشغل نفسه بالأعمال الخيرية ومن بينها مؤسسة 46664 الخيرية لمكافحة الإيدز، وصندوق نيلسون مانديلا للطفولة.في الوقت نفسه تسعى مؤسسة نيلسون مانديلا لدعم تراثه الخاص بالمصالحة وبناء الأمة. كما أن مانديلا نفسه أبلغ العالم في أكثر من مناسبة «إن الأمر بأيديكم الآن».ونهض شعب جنوب إفريقيا هذا العام لقبول تحدي تنظيم كأس العالم لكرة القدم بنجاح هائل رغم غياب مانديلا عن حضور الكثير من فعالياته. ولم يحضر مانديلا حفل افتتاح مونديال (2010) في 11 حزيران (يونيو) الماضي نظراً لوفاة ابنة حفيدته زيناني مانديلا التي لقيت حتفها صباح ذلك اليوم في حادث سيارة.مع ذلك، حضر مانديلا حفل ختام المونديال في ملعب سوكر سيتي، وحيا أكثر من 84 ألف متفرج رجل الدولة مانديلا النحيل الذي تجول حول الملعب في سيارة غولف صغيرة مع زوجته الثالثة جراكا مايكل وهو يلوح ويبتسم للجماهير.وقال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف بلاتر «إن الرجل الذي عانى الكثير والذي شرع لدى خروجه من السجن في تحقيق السلام والتضامن ونشر المبادئ الإنسانية، كان لديه حلم، وحلمه هو أن يرى كأس العالم في بلاده.. وقد تحقق هذا الحلم الآن».