الدبلوماسية الأمريكية
تناولت (مارغريت تاتوايلر) وكيلة وزارة الخارجية الامريكية للشؤون العامة في وثيقة قدمتها الى فرانك وولفرئيس لجنة الاعتمادات وعضو الكونغرس "سيرانو" وقامت بنشرها مجلة المستقبل العربي العدد 301 تقول فيها نعرف جميعاً ان بلدنا يعاني - لسوء الطالع - مشكلة في انحاء كثيرة من العالم اليوم بدرجة مفرطة ، وهي مشكلة من المؤسف اننا نميناها على مدى سنوات عديدة عبر ادارات جمهورية وديمقراطية على السواء وهي ايضاً مشكلة لا تجد لها حلاً سريعاً او منفرداً وكما انها استغرقت سنوات لتصل الى وضعها الراهن فان سنستغرق سنوات كثيرة ايضاً من عمل شاق لنخرج منها فنحن بحاجة لأن نواصل التركيز على تلك المناطق من العالم حيث يوجد تدهور في النظرة الى امتنا وبحاجة الى ان ندعم برامجنا وانشطتنا لتصل الى العمق لوقف هذه النظرة وعكس اتجاهه وعلينا البحث عن مبادرات جديدة وتحسين المبادرات القديمة على امل الوصول الى جمهور اصغر سناً واوسع نطاقاً وأكثر عمقاً .الشبان المفتاح الى عالم المستقبل السلمي يجب علينا ان نشترك وننصت ونتفاعل معهم وان الاتصال بالعالم العربي والاسلامي اولوية قصوى ، وفيما يتعلق بالتبادل فان نسبة (52 بالمائة) من اعتمادات مكتب الشؤون التعليمية والثقافية ستذهب الى برامج الشرق الاوسط وجنوب آسيا في السنة المالية 2004م مقارنة بنسبة (17 بالمائة) في السنة المالية 2002م ولقد بدأنا من جديد برنامج "فولبرايت" في افغانستان بعد 25 عاماً من التوقف وسيصل عشرون من الافغان من الحاصلين على منح برنامج فولبرايت وقبل ايام وصل "25 طالباً عراقياً" للبرنامج ذاته لتوجيههم قبل ان يبدأوا دراساتهم النظامية ، وثمة برنامج آخر يعد بالكثير هو "برنامج زوايا امريكية" الذي يشكل شراكات بين السفارات الامريكية ومؤسسات محلية مثل المكتبات العامة والجامعات وغرف التجارة وهذه الزوايا هي مصدر للوصول الى المعلومات عند مستوى القواعد ، تعليم الانجليزية لتقوية برامج تعليم الانجليزية يكرس مكتب الشؤون التعليمية والثقافية مبلغ اضافي لينشء خمسة مواقع لموظفين جدد اقليميين لتعليم اللغة الانجليزية ليصل عددهم الاجمالي الى عشرين وهذا غير كاف لانجاز اهداف الدبلوماسية العامة وعلى سبيل المثال فان سفارتنا في دمشق نقدر انها خلال السنوات الخمس الماضية دربت أكثر من "9 آلاف" من معلمي اللغة الانجليزية في سوريا البالغ عددهم "21 الفاً" وهو مثل رائع على الوصول الى الجيل الثاني في سوريا ."برامج الكتب" : طورت الوزارة "مجموعات كتب" عن التاريخ والثقافة والقيم الامريكية لجمهور الشباب في انحاء العالم وتمنح السفارات "مجموعة الكتب"" للمكتبات المحلية والمدارس الابتدائية ، الثانوية وبحلول / سبتمبر 2003م كانت السفارة في انحاء العالم قد وزعت من "مجموعات الكتب" ما تربو قيمته على 400 الف دولار ونتفحص بالمثل مشتريات كتبنا والمطبوعات الدورية في الخارج بالمثل .واختتمت ورقتها انني متفائلة في واقعية بأن باستطاعتنا ان نحقق مع الوقت انطباعاً افضل واصح واكثر دقة عن امتنا وشعبنا ولا احد يستهين بقدر التحدي والمهمة الصعبة التي تنتظرنا ." الآن " وبعد ان انتهينا من قراءة "نص الوثيقة المنشورة في مجلة المستقبل العربي" نكون قد توصلنا الى الرؤية المنهجية للدبلوماسية الامريكية بخصوص نظرتها وكيفية تعاملها مع الشباب العربي والاسلامي وهذا الموضوع جدير بالقراءة والمناقشة والدراسة وعلينا ان نطرح سؤالاً لماذا هذا الاهتمام بهذه الشريحة بالدات وما هي ابعادها وادواتها وهل ستعمل تلك على قلب المفاهيم وتغيير الصورة العربية نحو الولايات المتحدة ، أليس انحيازها في الامم المتحدة والمنظمات الدولية الكامل لصالح الدولة الصهيونية هو الذي سبب لها هذا العداء ، العالم يعرف قصة اغتصاب اسرائيل للاراضي الفلسطينية قبل أكثر من (50 عاماً) وكيف تم تشريد وهدم الاراضي الفلسطينية وتجريف الاراضي الزراعية والى الآن تعمل الآلة العسكرية الاسرائيلية على تدمير البنى التحتية من مساكن ومنشآت تعليمية وصحية بل والقتل باستخدام الطائرات الاباتشي ومع هذا امريكا ترفع صوتها مساندة لاسرائيل ، وحالياً ذهبت امريكا الى العراق بدون غطاء دولي وقامت باحتلال العراق وعملت على اذكاء النعرات الطائفية يحدث يومياً القتل والتدمير في العراق لمصلحة من هذا يحدث .. امريكا بحاجة الى تغيير نظرتها نحو الشعوب العربية والعمل على مناصرة الشعب الفلسطيني حتى تتغير الصورة .