استهدفا قائد شرطة وزعيما سنيا يتعاون مع القوات الأمريكية ضد القاعدة
تفجير سياره مفخخة في احد الشوارع
بغداد/14 أكتوبر/ديفيد كلارك: قالت الشرطة العراقية ان 22 شخصا قتلوا وجرح 30 آخرون أمس الثلاثاء في تفجيرين بسيارتين ملغومتين في بلدة بيجي بشمال العراق استهدفا قائد شرطة البلدة وزعيما عشائريا سنيا يتعاون مع القوات الأمريكية في مواجهة مقاتلي القاعدة. وتوعدت القاعدة في العراق بتصعيد الهجمات في شهر رمضان وعلى الأخص استهداف مسئولين حكوميين وزعماء العشائر الذين قرروا التعاون مع القوات الأمريكية في مواجهة مقاتلين من السنة. وقالت الشرطة ان التفجيرين وقعا في بيجي بمحافظة صلاح الدين على بعد 180 كيلومترا شمالي العاصمة بغداد وهي مركز تكرير رئيسي للنفط الخام والغاز من حقول مدينة كركوك القريبة. واستهدف احد التفجيرين منزل قائد شرطة بيجي والثاني مسجدا. وذكرت الشرطة العراقية ان العقيد سعد نفوس قائد شرطة بيجي أصيب في هجوم بشاحنة ملغومة على منزله واستهدف الانفجار الثاني مسجدا. ولم يكن لدى الشرطة تفصيلا فوريا عن هوية القتلى الاثنين والعشرين. وخارج المسجد بحث الرجال عن ناجين وسط الأنقاض. وسوي بالأرض عدد من المنازل المتاخمة للمسجد. وقال إمام المسجد في بيجي انه كان يقف وسط مجموعة بجوار المسجد انتظارا لأداء صلاة الفجر وشاهد حافلة صغيرة زرقاء تقترب وان أحد القتلى أبلغه في وقت سابق انه يريد ان يؤم الصلاة.
قوات امريكية علئ أهبة الاستعداد
وذكرت الشرطة ان الانفجار الثاني الذي استهدف قائد شرطة بيجي كان بشاحنة صغيرة ملغومة وانه جرح في الهجوم. وقالت الشرطة والجيش الأمريكي ان التفجير الذي وقع عند المسجد كان يستهدف زعيما عشائريا. وحدث خلاف حول شخصية الزعيم القبلي المستهدف لكن الاثنين اللذين ورد اسماهما هما من زعماء مجالس الصحوة السنية في المنطقة. وقال مقدم الشرطة فاضل محمود من شرطة محافظة صلاح الدين ان التفجير الأول استهدف منزل شقيق قائد شرطة بيجي وان الانفجار دمر تماما ثلاثة منازل. وصرح بأن ثمانية أشخاص قتلوا وجرح 16 وان عمليات البحث عن جثث تحت الأنقاض مازالت جارية. وصرح محمود بأن التفجير الثاني استهدف منزل ثامر عطا الله القائد العسكري لمجلس صحوة صلاح الدين. وفي وقت سابق ذكر مصدر شرطة في بيجي ان المستهدف في الهجوم على المسجد هو الزعيم السني حمد الجبوري أحد زعماء مجلس صحوة صلاح الدين. ولم يعرف ما إذا كان قد أصيب في الانفجار. واستندت مثل هذه المجالس إلى نموذج طبق أولا في محافظة الانبار الغربية التي انضم فيها شيوخ عشائر سنية للقوات الأمريكية لطرد مقاتلي القاعدة من محافظتهم الصحراوية الكبيرة. ورحب الرئيس الأمريكي جورج بوش بما تحقق من تقدم أمني في الانبار كنموذج يحتذى به في أماكن أخرى من العراق. وكانت محافظة الانبار معقلا للمقاتلين السنة العرب وأخطر مناطق العراق على الجنود الأمريكيين ثم أصبحت أكثر أمنا منذ ان شكل زعماء العشائر وحدات من الشرطة من الشبان. وأعلن الجيش الأمريكي مؤخرا ان مجالس زعماء العشائر التي تعرف أيضا باسم مجالس "الصحوة" بدأت تنشط في محافظات أخرى مثل محافظة صلاح الدين حيث ظل كثيرون من السنة العرب موالين للرئيس العراقي السابق صدام حسين. وذكرت مصادر الشرطة انه في هجومين آخرين في شمال العراق قتل مسلحون أمس الثلاثاء نائب قائد شرطة محافظة نينوي في مدينة الموصل كما أصيب رئيس استخبارات الشرطة في كركوك في إطلاق نار من سيارة مسرعة. وفي العاصمة بغداد قالت الشرطة ان سيارتين ملغومتين قتلتا ثلاثة وأصابتا تسعة كما قتل شخص آخر وأصيب 11 في انفجار قنبلتين. وقال متحدث باسم القوات الأمريكية في شمال العراق انه على الرغم من ان حالة قائد شرطة بيجي مستقرة بعد الهجوم إلا انه لم تتضح على الفور حالة الزعيم العشائري. وقال اللفتنانت كولونيل مايكل دونيلي "انها محاولة فاشلة أخرى لكسر إرادة الشعب العراقي." ويلقي الجيش الأمريكي على القاعدة مسؤولية معظم الهجمات القاتلة التي تحدث في العراق ويعلن التنظيم عادة مسؤوليته عن قتل مسؤولين وزعماء عشائر. والقاعدة في العراق هي بدرجة كبيرة منظمة من الداخل ويقول الجيش الأمريكي ان بها قيادات أجنبية ولها صلات بشبكة القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن. وتقول واشنطن والقادة الأمريكيون ان الحملة الأمنية التي بدأت مع وصول قوات أمريكية إضافية للعراق قوامها 30 ألف جندي ساعدت على خفض عدد القتلى بين القوات الأمريكية والمدنيين العراقيين في شهر سبتمبر لكنهم يقرون ان العنف مازال سائدا في البلاد. وكان الهدف من الحملة هو إعطاء قادة العراق المنقسمين فسحة من الوقت لتمرير قوانين تحقق المصالحة بين الأغلبية الشيعية والأقلية السنية التي كانت مهيمنة في ظل حكم صدام. وجاءت هجمات الأمس بعد ان قتل (الاثنين) في تفجيرات بسيارات ملغومة وقنابل مزروعة في الطرق ما لا يقل عن 21 شخصا في شتى أنحاء العراق.