صباح الخير
لكي نبقى أحياء ًوأحراراً وأصحاب كرامة ، نحن شعوب ودول ما يسمى بـ (العالم الثالث)، لابد أن تتعمق ثقتنا بأنفسنا كدول وكشعوب ، ونعرف ماذا نريد وكيف نسعى لتحقيقه على الأرض وفي النفوس والعقول ، وأن لا نقبل الوصاية والإملاء والضغوط الواقعة علينا من أي كان وتحت آية لافتة أو شعارات ، يجري إيهامنا بها من جديد بين الفينة والأخرى ، ولأنة يفترض بنا أن نكون قد بلغنا الرشد السياسي والاقتصادي والثقافي ، الذي يجعلنا ندير شؤوننا الداخلية بجدارة وإقتدار .ومن بين مهماتنا الملحة كشعوب وكدول نامية أن يستمر في بلداننا تعميم التعليم والصحة والعمل والسكن للجميع ، وتعميم الخدمات العامة من ماء وكهرباء وطرقات وإتصالات على طول وعرض بلداننا ، ليسهم جميع المواطنين في الدفاع عن سيادة أوطانهم وحريتهم واستقلالهم وأمنهم الوطني العام ، وتوفير شروط التنمية المستديمة لأوطانهم ، وخلق تكتلاتهم الوطنية والقومية القوية ، وترشيد استثماراتهم لثرواتهم الوطنية بعيداً عن إجحاف وتعسف الشركات الرأسمالية الكبرى ، فنحن لسنا أعداءً لشعوب أوروبا وأمريكا ولكن نحن ضد الرأسمالية المتوحشة التي دأبت على إبتزاز ثروات الشعوب المستضعفة .ولدول العالم الثالث وشعوبها الحق كل الحق أن تمتلك ما يمتلكه الآخرون من أسلحة تدافع بها عن نفسها تحت أي ظرف كان ، فمن حق المستضعفين أن يكونوا أقوياء ، ولإزالة نزعات الطغيان والهيمنة والسيطرة على الصغار من قبل الكبار ، وكذا لازالة نزعات الاستئثار والاستحواذ والاحتكار لموارد العالم من قبل الشركات المتعددة الجنسية، ولا يمكن وقف سباق التسلح في العالم إلاّ إذا بدأت العملية من عند الكبار وليس العكس ، وهذا هو شرط السلام العالمي التي تنشده كل شعوب الأرض منذ زمان بعيد .ومن بين المهمات القادمة أمام شعوب ودول العالم الثالث ، تجاوز انقساماتها وصراعاتها الوهمية الداخلية التي زرعها ومازال يغذيها المستعمرون القدامى والجدد ، ما بين قبائل ومناطق وعشائر وطوائف ومذاهب دينية أو عرقية فالوحدة الوطنية المتينة والصلبة هي عنوان مستقبل دول وشعوب العالم الثالث ، وضمان بقائها وتطورها وتقدمها وأزدهارها وتماسكها وقوتها وإنتصارها ، وهنا تأتي الديمقراطية الوطنية بمفهومها الشامل لتعزيز أكثر فأكثر روح الانتماء الوطني ، وإقرار حقوق الانسان ، والواجب الوطني .وإذا ما أستطعنا تحقيق هذه المهام في الواقع ستكون هذه الشعوب قد أسست للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتأهلت للتطور المنشود .