ا برلين / 14 أكتوبر / رويترز:وصل باراك أوباما المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية إلى العاصمة الألمانية برلين أمس الخميس ليلقي الخطاب العلني الوحيد في جولته الخارجية التي تستمر أسبوعاً ويتناول فيه العلاقات بين ضفتي المحيط الأطلسي والمنتظر أن يجتذب عشرات الآلاف في مسعى لتعزيز فرص وصوله إلى مقعد الرئاسة في البيت الأبيض. ويلتقي أوباما في ألمانيا حيث يتمتع بشعبية كبيرة وحيث تعقد في كثير من الأحيان مقارنة بينه وبين الرئيس الأمريكي الأسبق جون كنيدي بالمستشارة الألمانية انجيلا ميركل لأول مرة والتي عارضت فكرة سابقة لان يلقي المرشح الديمقراطي خطابه عند بوابة براندنبرج. وتقرر أن يلقي أوباما خطابه المسائي في الهواء الطلق عند “ عمود النصر” في متنزه تيرجارتن الرئيسي في برلين وإن بقيت البوابة في مجال الرؤية بعد أن ظلت طوال عقود وراء سور برلين علامة للحرب الباردة. ووصل أوباما إلى العاصمة الألمانية صباح أمس الخميس وسيلقي خطابه في المساء وقارنت الصحافة الألمانية بينه وبين خطاب ألقاه كنيدي عام 1963 وهو نفس العام الذي اغتيل فيه وقال فيه “أنا برليني.” وقال أوباما للصحفيين في إسرائيل قبل أن يغادر قاصداً ألمانيا “آمل أن يعتبر (الخطاب) تعبيراً ملموساً عن العلاقة التي أود أن أراها بين الولايات المتحدة وأوروبا. “آمل أن أنقل عبر الأطلسي قيمة هذه العلاقة وكيف نحتاج إلى بنائها.” وكانت العلاقات بين الولايات المتحدة وألمانيا قد تدنت إلى مستويات لم تحدث إلا خلال الحرب الباردة حين عارض جيرهارد شرودر المستشار الألماني السابق بشدة الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 . لكن ميركل المحافظة التي نشأت خلف سور برلين في ألمانيا الشرقية السابقة عملت بجهد لإصلاح العلاقات بين ضفتي المحيط وأصبحت من أوثق حلفاء الرئيس الأمريكي الجمهوري جورج بوش في أوروبا. وقبل وصول أوباما كشفت المستشارة الألمانية أنها من المعجبين بالمرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية رغم أنها لم تلتق به شخصياً حتى الآن. وحين سئلت في مؤتمر صحفي أمس الأول الأربعاء عن رأيها في أوباما أجابت ميركل “سأقول إنه مؤهل جيداً.. بدنياً وعقلياً وسياسياً.” ومن المقرر أن يجتمع اوباما مع ميركل لنحو ساعة قبل أن يلقي كلمته عند “عمود النصر” بمتنزه تيرجارتن ببرلين. ومن المتوقع أن يتوافد عشرات الآلاف من الألمان للاستماع إلى أوباما، وتشير استطلاعات للرأي إلى أن الألمان يفضلونه على منافسه الجمهوري جون مكين. وصرحت ميركل بأنها تنتظر أن تناقش مع أوباما التعاون بين دول حلف شمال الأطلسي والتغير المُناخي والتجارة خلال اجتماعهما صباحاً وقال المسؤولون الألمان إنه سيستمر نحو ساعة. كما من المتوقع أن يناقشا أيضاً الوضع في العراق وأفغانستان وهما دولتان بدأ بهما أوباما جولته التي شملت الشرق الأوسط ثم أوروبا. وقال أوباما في العاصمة الأفغانية كابول يوم الأحد الماضي إن الموقف هناك خطير وملح. وطالب المرشحان الديمقراطي والجمهوري على السواء أوروبا بزيادة جهودها في أفغانستان لكن ميركل قالت للصحفيين أمس الأول الأربعاء إنها ستبلغ أوباما أن هناك حدوداً لما يمكن أن تفعله ألمانيا. وسيطرت زيارة أوباما على الصحف الألمانية منذ أسبوع بل تسببت في خلاف بين ميركل ووزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير بشأن إلقاء أوباما الخطاب عند بوابة براندنبرج. ورأت ميركل أن هذه البوابة التاريخية التي وقف عندها الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان داعيا الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف لهدم سور برلين هي مكان لإلقاء خطب الرؤساء لا المرشحين. وسئل أوباما عما إذا كان قد قرأ الخطب التي ألقاها كنيدي وريجان في برلين وهو يستعد لزيارة العاصمة الألمانية فقال إنه حينها كان مجرد “مواطن”.واستطرد قائلاً “من الواضح أن برلين مثال على النجاح الاستثنائي لجهود ما بعد الحرب لتوحيد القارة وتوحيد الغرب.”ونشرت السلطات الألمانية نحو 700 رجل شرطة حول “عمود النصر” الذي يلقي عنده أوباما خطابه في المساء. وتفاوتت تقديرات الحشود التي ستتدفق على الموقع من عشرة آلاف إلى ما يقارب المليون شخص.وسينقل التلفزيون الألماني خطاب أوباما على الهواء مباشرة ومدته 45 دقيقة، ويبدأ الساعة السابعة مساء (17.00 بتوقيت جرينتش).وأظهر مركز بيو للأبحاث أن الألمان يفضلون أوباما على مكين بفارق 49 نقطة.