الأغاني الوطنية تظهر من جديد مع أصوات القصف الإسرائيلي
بيروت/وكالات :يصعب على اللبناني ايام الحرب الركون الى المحطات الاذاعية او التلفزيونية الا لسماع او مشاهدة نشرات الاخبار والمقابلات السياسية التي تحلل المواقف على مدار الساعة. وصار يمضي اكثر من نصف يومه متسمرا امام الشاشة الصغيرة او مصغيا الى محطة اذاعية اعتاد الاستماع الى نشرات اخبارها اليومية. ومنذ بداية حرب 12 يوليو (تموز) غابت البرامج التلفزيونية العادية عن الشاشات المحلية وحلّت محلها الريبورتاجات الميدانية والاحاديث السياسية وموجزات الاخبار المتتالية، وجميعها تترافق مع الاعلان عن الاحداث الآنية في ملاحق اخبارية او من خلال كتابتها بالخط العريض على اسفل الشاشة تحت عنوان "خبر عاجل".وكما في التلفزيون كذلك في الاذاعات، فقد غاب عنها تماما بث الاغاني الطربية او الخفيفة، لتحل مكانها الاغاني الوطنية التي تحمل في كلماتها معاني الكرامة والصمود. وهكذا صار المشاهد ينتظر اطلالة المطرب وديع الصافي في اغنية "الله معك يا بيت صامد في الجنوب" بدل فقرة احد المسلسلات المكسيكية، او اغنية ماجدة الرومي "اضرب عدوك" المصورة في الحفلة التي احيتها في ساحة الشهداء ابان تظاهرة الاستقلال في 14 مارس (اذار) 2005، بدل المسلسل المحلي "غنوجة بيا" الذي سافرت بطلته ريتا برصونا الى ايطاليا اثر اندلاع هذه الحرب.وتكررت اغاني مارسيل خليفة واحمد قعبور على بعض الشاشات المحلية والفضائية التي تدعو الى الوحدة والالتصاق بالوطن، وبينها "اناديكم" و"بدي غني للناس" فتحولت برنامجا بحد ذاته يتابعه اللبنانيون دون ملل مرددين كلماتها متسائلين ما اذا كانت معانيها قد تتحقق يوما ما. كما عادت اصوات مطربين تشدو من جديد على اثير الاذاعات وشاشات التلفزة بعد غياب قسري عنها تسببت به الحملات الاعلانية المكثفة لاغان تجارية راجت في الفترة الاخيرة لفنانين صاعدين. فاسترجع ايلي شويري مكانته المعروفة من خلال اغانيه الوطنية التي طالما رددها اللبناني في ايام سوداء ماضية عاشها في ظل حرب السبعينات والثمانينات، فكانت بمثابة اناشيد وطنية يعتز بها ويتفاءل بسماعها، وبينها "بكتب اسمِك يا بلادي". وكذلك الامر بالنسبة الى غسان صليبا الذي اطل بصوته يغني في حفلات مسجلة "شو هم الارض" بعدما افتقدته الساحة الفنية اثر انفصاله عن شركة روتانا للانتاج الفني وبحثه الدائم عمن يتبنى نجوميته. وكما غسان كذلك جوليا بطرس التي عرفت منذ بداياتها بالاغاني الوطنية التي تحض على حب الوطن، وبينها "منرفض نحنا نموت" و"انا بتنشق حرية" التي علّق احد مذيعي الفترات المباشرة على اذاعة معروفة بالقول انها دون شك تبعث نبض الحرية في داخلك.اما اغاني فيروز والرحابنة فقد غزت الوسائل الاعلامية المرئية والمسموعة بشكل مكثف وكما هي العادة في كل مناسبة وطنية او ظروف مأساوية يمر بها لبنان، فصارت محط كلام غالبا ما ينهي به المغتربون اتصالاتهم مع اهاليهم في لبنان كالقول "بحبك يا لبنان" او "خدني زرعني بارض لبنان".وانكب عدد من الفنانين في المقابل على التحضير لاغان وطنية جديدة تواكب المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان فتجعلهم يشاركون في الصمود على طريقتهم. وقال الموسيقي الياس الرحباني ان من شأن الاغاني الوطنية ان تجعل اللبناني يحافظ على رباطة جأشه ويتحلى بالشجاعة والاندفاع، لان كلماتها مشبعة بالاحساس الوطني المرهف كما كتبها كل شاعر وفق صورة حية تراءت له في مخيلته واستوحاها من وطنه الجريح لبنان.