خاطرة
لازلت اتذكر ذلك الرجل وكانني اراه الان امامي كشريط مصور يمر الان امام عيني .- لقد احببت ذلك الرجل منذ الوهلة الاولى دون ان اعرف عنه شيئاً ومن النظرة الاولى له . - احببته على الرغم من ان الناس اخبروني عنه الكثير والكثير من الاشياء ، اخبروني بأنه صلب كالحجر.وبأنه رجل يصعب على المرء التخاطب معه . - فكلما اراه وهو يجلس وراء مكتبه وعيناه لاتفارق الاوراق ويداه لاتكفان عن الكتابة . يزداد اعجابي به فأخطف نظرة سريعة لأراه دون ان يراني .- فأنا متيمه بذلك الرجل الذي احسست منذ النظرة الاولى بأنه يختلف اختلافاً جذرياً عن باقي رجال العالم .- فكلما جلست مع صديقاتي اطلب منهن بل استعطفهن لكي يحدثنني عن ذلك الرجل الذي لا اراه ابداً الا وهو يجلس وراء مكتبه ويطالع الاوراق ولايكف عن العمل ليلاً ونهاراً.- فهو لايعرف عني شيئاً سوى اسمي .- لايعرف ولم يعرف ولن يعرف عني شيئاً.- لانني مجرد فتاة صغيرة في العمر كبيرة في العقل فكلهم يقولون عني نفس الكلام بأن عقلي قد سبق سني.- وهل من العيب ان اغرم برجل صلب كالحجر .وهل من العيب ان افكر بذلك الرجل كحبيب وكنصف آخر مكمل لشخصيتي ونصفي الاول .- لايهمني مايقوله عني الناس لماذا الحكم على حب لم ير بعد النور بالاعدام يريدونني ان اصبر ولايعرفون ان للصبر حدوداً ويريدون مني المقاومة ولايعلمون ان اعصار الحب يأخذ كل من يسلك طريقه !- كفى اتركوني اجرب حب ذلك الرجل مهما كانت النتائج والفروق التي تفصل بيني وبينه الا اني سابقي احبه مهما كلفني الامر . -لا اريده ان يبادلني المشاعر ذاتها يكفيني ان اراه دائماً وان لايكف انفي عن شم رائحة عطره الذكية .. لااريده ان يراني دائماً يكفي ان اراه واسمع صوته بقلبي مهما فصل بيني وبينه مائة حائط فصوته لايفارق اذني وصورته لاتفارق عيني وعطره لايفارق انفي وحبه لايفارق قلبي ..- لا اريد ان ينتقدني الناس ويقولون عني بأني مستهترة وطائشة ولا اريد هم ان ينتقدوا ذلك الرجل ويقولون عنه ليس جديراً لان يصبح حبيبي . - لقد جدبني الى الرجل قدرته على تحريك الاشياء وهو جالس في مكانه وقابع وراء مكتبه الذي اصبحت اغار منه واحسده في نفس الوقت فهويقضي معظم بل كل وقته معه. - فأنا كنت احتفظ بهذا الحب كسر في بئر عميق من المشاعر الجميلة التي اكنها لذلك الرجل الذي اتمنى ان اصبح ذات يوم وهو مثلى الاعلى ولن اسمح لاحد ان يشوه صورة ذلك الرجل الذي احببته وسأظل لآخر يوم في عمري ولاخر نفس احبه . - اما الان فلم يعد حبي لذلك الرجل سراً فقد اعلنته وعرفه الملايين وذلك الرجل او لهم .