غضون
* أن تمنح الحكومة أموالاً وسيارات للشيوخ في المناطق القبلية مقابل التعاون معها في مكافحة الإرهاب فذلك ليس قراراً مضموناً على الدوام، فتنظيم القاعدة تلقى في الشهرين الماضيين نحو مليوني ريال سعودي ومجوهرات جمعتها إحدى نساء التنظيم في السعودية من رجال ونساء هناك باسم مساعدة اليتامى وبناء المساجد وغوث الأرامل، والمحققون السعوديون قالوا: إن الأموال والمجوهرات تسلمها الرجل الثاني في القاعدة سعيد الشهري عبر وسطاء عبروا الحدود السعودية إلى اليمن، ويستطيع التنظيم، وربما هو يفعل ذلك، منح مشايخ قبائل مجوهرات وأموالاً بالدولار والريال السعودي مقابل التعاون معه أيضاً.. والتجربة اليمنية في مجال الازدواجية معروفة.. خذ من هذا ومن ذاك.. وجمهوري في النهار وملكي في الليل!* لا نشكك في كل المشايخ ولا ننفي فعالية تلك الطريقة التقليدية في كسبهم إلى جانب الدولة لأن تلك الطريقة لم تختبر فعاليتها بعد.. لكننا نعتقد أن حرمان الإرهابيين من الملاذ الآمن وضرب خططهم في المناطق القبلية كمأرب مثلاً ينبغي أن يرتكز على رؤية وطنية وإستراتيجية متكاملة ومحكمة تعتمد على تنمية تلك المناطق وربط سكانها بمصالحهم الحيوية وإشغالهم بمشاريع زراعية ورعوية وسياحية وصناعية لكي يجدوا في الأخير أن أي عنف أو إرهاب وعدم استقرار عدو لهم وعليهم أن يقفوا ضده.. هذا إلى جانب إلزام المشايخ بأن يحددوا خياراتهم ويعلنوا مواقفهم الواضحة.. وفي الوقت نفسه على الحكومة أن تبقي على الحل الأمني أسلوباً قائماً وأن تحمي أيضاً المتعاونين معها ضد الإرهاب.. لأن تنظيم القاعدة سوف يستهدفهم.. وقد قتل كثيرين من هؤلاء في مأرب خاصة لأنه وجدهم أهدافاً سهلة بعد أن صعب عليه الوصول إلى أهدافه الكبيرة.* الزميل يحيى نوري.. كان يحدثني أمس بشأن هذا الموضوع، وقال إن القبائل في مأرب مثلاً لديها مشاكل كثيرة وهي بحاجة إلى مساعدة الدولة أكثر من حاجة الدولة إلى مساعدة شيوخ أو أفراد، فعليها أن تساعد سكان هذه المناطق بالتنمية والمشاريع الخدمية والمشاريع الخاصة التي تساعد السكان على تنمية أنفسهم والتطلع إلى الحياة.. أن ينزلوا الأسلحة من على عواتقهم وأن يشتغلوا بما يحفظ أمنهم ويلبي احتياجات أسرهم.. وأن يتحولوا إلى مدنيين أو مواطنين وليس قبيلي «يدكم» قبيلي.. يقول نوري إن الإرهابيين يفضلون اللجوء إلى مناطق القبائل لأن تلك المناطق يسود فيها الفقر وتسود فيها أيضاً العصبية وتقاليد محترمة مثل إيواء الغريب.. والإرهابيون يستغلون هذه المزايا.. لكن سكان تلك المناطق لن يقبلوا بالغريب عندما يكتشفون أنه مصدر أذى لهم وعندما يجدون أنه عدو للوطن.