[c1]نهرو طنطاوي*[/c][email protected] يحاول البعض تقسيم الإسلام إلى إسلامين، إسلام مكي وإسلام مدني، ويقصدون بالإسلام المكي هو فترة الثلاثة عشر عاما التي قضاها الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة، والإسلام المدني هو العشرة أعوام التي قضاها الرسول في المدينة بعد الهجرة إليها من مكة. يزعم البعض وخصوصا بعض المثقفين الذين كانت لهم محاولات إصلاحية في فهم الإسلام، أو محاولات تأويل للإسلام بحيث يمكنه -أي الإسلام- أن يتعايش في العصر الحاضر عصر الديمقراطية والعلمانية والحرية والتقدم العلمي والتقني، حيث يزعم البعض أن الإسلام كمنهج لا يمكنه أن يتعايش في القرن الحادي والعشرين مع الآخر، وذلك لأن الإسلام حسب اعتقادهم وحسب فهمهم يحتوي على تشريعات لا يصلح تطبيقها الآن، وسوف نسرد الآن بعضاً من هذه الأفكار والآراء لبعض المثقفين حول المرحلة المكية والمرحلة المدنية:- البعض يرى أن الهجرة كانت خطوة تكتيكية واستراتيجية من الرسول لنشر الإسلام، بمعنى أن الهجرة كانت خطوة سياسية من الرسول أو من الله، حيث لم يستجب أهل مكة للدين الجديد.- البعض يرى وحسب فهمهم أن الجهاد شرع لقتال الكفار حتى يدخلوا في الإسلام، وذلك حين فشل الرسول في نشر الدعوة بالطرق السلمية على حد زعمهم فرأى الرسول أن ينتهج أسلوب القوة والعنف لنشر دعوته.- البعض يرى أنه من الواجب الرجوع لقرآن المرحلة المكية حيث أنه خالٍ تماما من أي تشريع يحض على القتال والجهاد، وكانت معظم آياته تتصف بالعفو والصفح عن الكافرين.- البعض يرى أنه أما وقد تم قيام دولة إسلامية وتم نشر الإسلام في بقاع كثيرة من الأرض فيجب العودة إلى الإسلام المكي الذي يدعو إلى العفو والصفح والصبر الجميل، ولم يعد هناك حاجة للإسلام المدني.- البعض يرى أن المرحلة المدنية نسخت المرحلة المكية التي كانت تتسم بالعفو والصفح (وهذا قول مفتيوا الإرهاب ورجال الدين المتعصبون وتلقفه البعض ممن يصطادون في الماء العكر).وهناك الكثير من الأقاويل التي قيلت والدراسات التي كتبت حول التفريق والتقسيم والتمييز بين المرحلة المكية والمرحلة المدنية، ولست أدري على أي شيء اعتمد هؤلاء في هذه القسمة وهذا التفريق وهذا التمييز الجائر والجاهل بحقيقة الإسلام؟، بل بلغت الجرأة ببعض المثقفين أنه قال إن الأصل في الإسلام هو المرحلة المكية، والمرحلة المدنية كانت مرحلة عابرة لتأمين الدعوة ونشر الإسلام ولا بد من نسخها وإلغائها (أي المرحلة المدنية) والرجوع مرة أخرى للمرحلة المكية، حتى أن بعض الكتاب الأقباط قد تلقف هذا القول وعرضه على إخوانه المسلمين كحل لمشكلة الإسلام المدني، وكي يصلحوا دينهم الذي أفسدته المرحلة المدنية الذي كان شعارها الدماء ثم الدماء ثم الدماء وهذا ما قاله بالنص:(وللحل هو بإصلاح أعمال المسلمين بتقديم إسلام مكي وليس مدني لان الإسلام في المدينة (المدني) هو كاره للآخر محط من قدره مستهين بعقيدة الأخر بل سافك ويستحل دماء الأخر)وأنا أعذر هؤلاء المثقفين والكتاب، وألومهم في نفس الوقت.أولا: أعذرهم لأن ما قالوه لم يكن نتيجة بحث ودراسة للقرآن، إنما نقلوه كما هو دون غربلة ودون تحقيق ودون تفنيد من كتب الفقهاء وكتب السير والتفاسير وكتب المجتهدين والملفقين والناسخين والمضللين والمضلين الذين ابتلي بهم الإسلام والقرآن، فقام بعض المثقفين بنقل كلامهم حرفيا وتقسيماتهم واجتهاداتهم وكذبهم على الله ورسوله وجعلوه في أطروحاتهم الإصلاحية المزعومة، وكأن ما جاء به الفقهاء والمفسرون والمجتهدون هو الإسلام.وتعمد البعض التجاهل والتغافل تماما للقرآن الكريم والنظر فيه وتدبره، وكأن الإسلام فقط هو كتب التفاسير وآراء واجتهادات الفقهاء وكتب الأحاديث، وليس من ذكر إطلاقا للقرآن، وكأن القرآن نزل لدين آخر غير الإسلام، أو نزل لأناس يعيشون في كوكب زحل.وإن ذكر أحد منهم القرآن أو استدل بشيء منه، يكون على الطريقة المعهودة طريقة انتقاء بعض الجمل وبعض الكلمات التي تخدم بعض التوجهات وبعض الأغراض الفكرية الشخصية. وهذه هي طريقة بعض المثقفين التي عودونا عليها في التعامل مع الإسلام، فهم يلعنون رجال الدين والفقهاء والمفسرين الذين حرفوا الإسلام وأضافوا إليه وأنقصوا منه، وهذا حينما تقتضي مصلحة المثقف وتوجهه ذلك، أما حين يقوم المثقف بوضع خطة إصلاحية على حد زعمه لإصلاح الإسلام أو انتقاده، فماذا يفعل المثقف؟ يقوم بانتقاء بعض الاختلاقات وبعض التقسيمات وبعض الاجتهادات التي وضعها الفقهاء والمجتهدون ليجعلها أساسا يبني عليه خطته الإصلاحية للإسلام، مع أن نفس المثقف يصرخ ليل نهار في كل كتاباته بأن اجتهادات الفقهاء ما هي إلا أفكار بشرية يؤخذ منها ويرد وتحتمل الصواب وتحتمل الخطأ، وليست من الدين في شيء.والله لقد احترنا مع هؤلاء المثقفين فلا نعلم ماذا يريدون؟؟ تارة يتبرءون من الفقهاء ورجال الدين، وتارة يعتمدون في معظم أطروحاتهم ومقالاتهم وانتقاداتهم على اجتهادات الفقهاء ورجال الدين، لماذا يفعلون ذلك؟ الله وحده يعلم ما تخفي الصدور. ثانيا: ألوم هؤلاء المثقفين على عدم دراستهم للإسلام من منبعه الأساسي والحقيقي والصافي وهو القرآن الكريم. والآن نناقش موضوع الجهاد بين المرحلة المكية والمرحلة المدنية لنرى ما هي الحقيقة حول هذا الموضوع وهل هناك إسلامان إسلام مكي وإسلام مدني كما يدعي البعض؟ وهل الإسلام المكي كان يعتمد على الصفح والعفو والصبر في دعوته، بينما الإسلام المدني اعتمد العنف وسفك الدماء والقوة في دعوته كما يزعم البعض؟.هذا ما سنناقشه الآن، وسيكون نقاشنا في محورين: الأول: توضيح حقيقة المرحلة المكية وحقيقة المرحلة المدنية في الإسلام، والثاني: هل الإسلام المدني نسخ الإسلام المكي والعكس؟[c1]أولا: المرحلة المكية[/c]يقول البعض أن المرحلة المكية كانت تتصف بالعفو والصفح والمسامحة والصبر على الأذى، والمرحلة المدنية كانت على غير ذلك تماما، فقد كانت للقتال وعدم العفو وعدم الصفح وكان الانتقام من أبرز سماتها، وهنا مغالطة خطيرة، إن المرحلة المكية كان من سماتها العفو والصفح والصبر على الأذى لأن رد فعل أهل مكة على الدعوة الجديدة لم يتجاوز الأذى المحتمل والذي يمكن احتماله كالسب والشتم والتطاول والاستهزاء والسخرية والحبس والمنع والمصادرة وبعض الأذى الجسدي، فبالتالي أمر الله سبحانه الرسول وأصحابه بالصبر والعفو والصفح والإعراض عنهم، ولكن تطور الأمر في نهاية المرحلة المكية وتطور رد فعل أهل مكة على الدعوة الجديدة، فبدلا من السب والشتم والسخرية والاستهزاء والحبس والمنع والمصادرة، تطور الأمر لديهم إلى النفي والتآمر بالقتل والتصفية الجسدية ومصادرة الأموال والأولاد والبيوت والتعذيب الشديد حتى أنهم أقاموا معسكرات للتعذيب لثني أتباع الرسول عن هذا الدين الجديد بالقوة، فما كان من الله سبحانه بعد هجرة المسلمين إلى المدينة وتكوين دولة وجيش إلا الأمر بقتال أهل مكة، لا لأجل كفرهم بهذا الدين وتكذيبهم له، كلا، بل لاسترداد ما اغتصب من المسلمين من ديار وأموال وحقوق ورفع الظلم والتعذيب عن المستضعفين الذين عجزوا عن الهجرة مع الرسول والمسلمين إلى المدينة، وبعد استرداد الحقوق المغتصبة ورجوع الحق لأهله ورفع الظلم والاضطهاد عن الضعفاء، يتم العودة مرة أخري إلى العفو والصفح والصبر على الإهانة والسخرية والأذى .[c1]المرحلة المكية كما جاءت في القرآن[/c]بدأ الإسلام واستمر في مرحلتين رئيسيتين الأولى: لقد بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس كافة، فبدأ بعشيرته يدعوهم إلى الإسلام وعبادة الله الواحد وترك عبادة الأصنام والأوثان، ثم إلى قومه، ثم إلى أهل مكة والناس جميعا، فما أن بدأ الرسول يبلغ رسالته ودينه إلى الناس إلا وعارضه القوم وآذوه وناصبوه العداء، فما كان من رسول الله إلا أن صبر على ما أوذي، فأمره ربه أن يعرض عمن أذاه وأن يعفو عنهم ويصفح الصفح الجميل، وهذا ما كان من الرسول مع أهل مكة في بداية الدعوة في مكة على النحو التالي:[c1] موقف الرسول من قومه وأهل مكة[/c]- دعا الرسول قومه إلى الدين الإسلامي بالحكمة والموعظة الحسنة. - تحمل الرسول أذى قومه له، فصبر وعفا وصفح الصفح الجميل. - لم يعتد رسول الله على أحد ولم يجبر أحدا على اعتناق الإسلام . - كل ما فعله الرسول لم يتجاوز حدود الكلمة والنقد والرأي والحوار. - عرض ما لديه من دين وعقيدة وانتقد ما عليه أهل مكة من وثنية وعادات سيئة. - لم ينازع أحدا على سلطة أو جاه أو سيادة . وهذه بعض الآيات التي وردت في السور المكية والتي تدلل على ما ذكرنا:قال تعالى: (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين)وقال تعالى: (ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء)وقال تعالى: (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين * وما كان لنفس ان تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون) وقال تعالى: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)وقال تعالى: (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين)وقال تعالى: (قل لا تسألون عما أجرمنا و لا نسأل عما تعملون)وقال تعالى: (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون)وقال تعالى: (ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء)وقال تعالى: (وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء ولكن ذكرى لعلهم يتقون) وقال تعالى: (إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون)وقال تعالى: (وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعكم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين)وقال تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل)وقال تعالى: (ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل)قال تعالى: (فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر)قال تعالى: (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين) قال تعالى: (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم)قال تعالى: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) ثم مضت الأيام والشهور والسنين، فما كان من القوم إلا أن اشتد أذاهم لرسول الله ومن معه إلى أن وصل الأذى إلى ذروته، فتآمروا لقتله ونفيه من وطنه هو ومن آمن معه، فأمر الله رسوله أن يغادر وطنه ويذهب إلى المدينة هو ومن آمن معه واستولى المستكبرون والطغاة من أقوياء مكة على أموال المسلمين وديارهم وأبناءهم ومنعوهم من العودة إلى وطنهم مرة ثانية، وانقسم اتباع الرسول إلى قسمين قسم هاجر معه أو لحق به بعد الهجرة وقسم بقى في مكة ولم يهاجر، والذين لم يهاجروا انقسموا إلى قسمين: قسم كانوا يستطيعون الهجرة ولم يهاجروا. وقسم لم يستطيعوا الهجرة مطلقا لعدم قدرتهم وضعفهم وضيق ذات الحال بهم. ونخلص من هذه المرحلة بثلاث مواقف مختلفة هي كالتالي: موقف الرسول من قومه وأهل مكة وقد سبق ذكره. موقف أهل مكة من الرسول وأتباعه . موقف أتباع الرسول . ونفصل الموقفين في النقاط التالية:[c1] موقف أهل مكة من الرسول وأتباعه[/c]- آذوا رسول الله وأتباعه واضطهدوهم وعذبوهم .- لم يردوا على الحوار بالحوار ولا الرأي بالرأي ولا النقد بالنقد . - منعوا الناس من اتباعه بالقوة والقهر والتعذيب . - تآمروا على رسول الله لنفيه واستفزازه من الأرض أو قتله . - النتيجة كانت خروج الرسول مكرها من مكة وتركه لوطنه متخفيا ولجوئه إلى المدينة . قال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) 30 - الأنفالوقال تعالى: (وَإِن كَادُواْ لَيَسْتَفِزُّونَكَ مِنَ الأَرْضِ لِيُخْرِجوكَ مِنْهَا وَإِذًا لاَّ يَلْبَثُونَ خِلافَكَ إِلاَّ قَلِيلاً) 76 - الإٍسراءوقال تعالى: (وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ) 13 - محمدوقال تعالى: (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا) 40 - التوبةوقال تعالى: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) 40 - الحجوقال تعالى: (فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهمْ وَلأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّن عِندِ اللّهِ وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ) 195 - آل عمرانوقال تعالى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) 8 - الحشروقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ) 1 - الممتحنةوقال تعالى: (إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) 9 - الممتحنةوقال تعالى: (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) 110 - النحلمن هذه النصوص القرآنية نتبين كذب ادعاءات البعض ممن قالوا أن الهجرة كانت خطوة سياسية من الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن هذه النصوص القرآنية نتبين أيضا أن أهل مكة هم من طردوا رسول الله ومن آمن معه من المسلمين من وطنهم وحاولوا قتلهم، ونتبين أيضا أن الرسول هاجرا رغما عنه، وأخرج هو وأصحابه بالقوة والإرهاب وتم الاستيلاء على ديارهم وأموالهم وأبناءهم بغير حق.وقد ورد في بعض كتب السير أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال عن مكة بعد الهجرة: (والله إنك من أحب البلاد إلى قلبي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت) وهذا يتفق تماما مع ما جاء في القرآن.[c1]موقف اتباع الرسول[/c]أتباع الرسول كانوا على قسمين: قسم هاجر قبل هجرة الرسول ومعه وبعده واستولى أهل مكة على أموالهم وديارهم وأبناءهم. قال تعالى: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ)40-الحجوقال تعالى: (فَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُواْ فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُواْ وَقُتِلُواْ لأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهمْ) 195 - آل عمرانوقال تعالى: (لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) 8-الحشروقال تعالى: (ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُواْ مِن بَعْدِ مَا فُتِنُواْ ثُمَّ جَاهَدُواْ وَصَبَرُواْ إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ) 110-النحل[c1] قسم اتبعوا الرسول وبقوا في مكة ولم يهاجروا وهم على قسمين[/c]- قسم استطاعوا أن يهاجروا ولم يهاجروا . قال تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)72 - الأنفالوقال تعالى: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللّهُ أَرْكَسَهُم بِمَا كَسَبُواْ أَتُرِيدُونَ أَن تَهْدُواْ مَنْ أَضَلَّ اللّهُ وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً * وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ)88 - 89 النساءوقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرً ا)97 - النساء- قسم لم يستطيعوا الهجرة لضعفهم وفقرهم . قال تعالى: (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً * فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا * وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) 98 - 99 - 100 النساء.في الحلقة القادمة من هذا المقال ستناول المرحلة المدنية بمزيد من الفراءة والبحث والتحليل.[c1]( يتبع يوم السبت القادم )[/c] * داعية اسلامي مصري ومدرس في الازهر
الإسلام المكي والإسلام المدني وهل نسخ المدني المكي؟(1-2)
أخبار متعلقة