غضون
* مجلس النواب الحالي ليس أضعف من أي مجلس سابق ، وإلى جانب هذه الميزة التي تجري مجرى القاعدة اليمنية “يتبع ماقبله”! يعد المجلس في ولايته التي بدأت في ابريل 2003م أكثر المجالس فوضوية.. وقد سجلت في هذا الجانب عدة مظاهر من بينها أن معظم جلسات المجلس تعقد بحضور ثلث الأعضاء وتغيب الثلثين، بعذر وبدون عذر وهناك عضو واحد على الأقل حضر إلى المجلس مرة واحدة وذلك عندما أدى القسم بعد انتخابه عام 2003م ولم يحضر إلى الآن أي جلسة ومع ذلك يحسب ضمن الغائبين بعذر! * ومن مظاهر هذه الفوضى أن عدداً كبيراً من النواب انتشروا في ساحات مختلفة هنا وهناك يشكلون روابط ومنظمات وجمعيات ومنتديات مطلبية واحتجاجية يقولون إنهم يعملون من خلالها لصالح قضايا المجتمع! وهم لو فعلوا ذلك بعد انتهاء فترة عضويتهم في المجلس لكانوا مشكورين ومحل ثقة، أما أن يتركوا ساحتهم الحقيقية داخل مجلس النواب ويتخلون عن مهامهم وعن مهام المجلس النيابي ليشتغلوا بأمور أخرى أو يشكلون جماعات ضغط فهذه فوضى وعدم إدراك لأهمية المجلس النيابي ودوره في رعاية مصالح الشعب من خلال التشريع والرقابة وتحرك اللجان الدائمة المتخصصة داخل المجلس وخارجه لتحقيق تلك المصالح، ولفرض هيبة مجلس النواب .. مع ملاحظة أن مجلس النواب منذ عام 1993م وحتى اليوم لم يرس أي تقليد محترم يعرف به.* لقد لاحظ كثيرون أن أعضاء في مجلس النواب توزعوا إلى مجموعات عمل تعمل هنا وهناك في مهام لاعلاقة لها بدور ومهام واختصاصات وصلاحيات المجلس النيابي وأعضائه ، وهي عادة مجموعات مصالح يتداخل فيها المادي بالدعاية الإعلامية، حتى إن أحدهم قال:( إن مجلس النواب يقصد به النواب بالمعني العامي أي النحالين الذين انتشروا يرعون نوبهم هنا وهناك للحصول على العسل ، بينما حرّف الناس عبارة ممثل الشعب إلى ممثل على الشعب .. وهذه السخرية التي تنم عن عدم ثقة بالمجلس النيابي لم تأتٍ من فراغ بل استوحاها الناس من تجربتهم مع هذا المجلس ، والذي أصبح بحاجة إلى استغلال الفترة المتبقية له لتصحيح أوضاعه وتحسين صورته .