بالإصرار على مقاضاة قتلة أبنائهم
فلسطين المحتلة/وكالات :يحيي فلسطينيو 48 يوم اليوم السبت الذكرى السادسة لهبة القدس والأقصى بسلسلة فعاليات سياسية وسط أزمة متراكمة بينهم وبين المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة فاقمها العدوان على لبنان. وتشمل الفعاليات انطلاق قافلة من المراكب (مسيرة الوفاء للشهداء) التي تحمل الرايات السوداء والأعلام الفلسطينية، تنطلق من المثلث إلى الجليل مرورا بالبلدات العربية تنتهي في مدينة سخنين حيث يقام مهرجان سياسي جماهيري. ويسود أوساط واسعة من فلسطينيي 48 مشاعر غضب وتحامل على السلطات الإسرائيلية التي لم تقدم للمحاكمة أيا من المسئولين عن قتل 12 مواطنا منهم وجرح المئات لمشاركتهم في مظاهرات احتجاجية على زيارة أرييل شارون للحرم القدسي الشريف في 29 سبتمبر عام 2000. وكانت الشرطة الإسرائيلية قد شرعت بعد ضغط جماهيري واسع في التحقيق مع أفرادها المسؤولين عن استهداف المواطنين، لكنها سرعان ما أغلقت الملف مطلع العام الجاري دونما تقديم أحد للمحاكمة بحجة أن أهالي الشهداء يعارضون استخراج جثث ذويهم بغية تشريحها.وقال رئيس لجنة ذوي الشهداء حسن عاصلة إن ثمة ثغرات جدية في التحقيق اكتشفت بعد معاينة الملف المذكور والذي تم الاطلاع عليه بعد التماس قضائي. واتهم الشرطة باعتماد التغطية على المتهمين وبالمماطلة والتسويف، وقال إن لجنته لن تتخلى عن مقاضاة المجرمين.يذكر أن اللجنة الرسمية المعروفة بـ"لجنة أور" التي حققت في أحداث عام 2000 قد أدانت في تقريرها في سبتمبر 2003 بعض قيادات قوات الأمن الميدانية لكنها لم تحمل القادة السياسيين مسؤولية قتل المواطنين العرب. وأوصت بفتح تحقيق ضد أفراد الشرطة وحرس الحدود المتورطين بقتل الشبان الفلسطينيين بـ"دم بارد"، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تجاهلت هذه التوصيات وشكلت لجنة وزارية خرجت بتوصيات ظالمة اعتبر فلسطينيو 48 أنها تقلب الحقائق رأسا على عقب.ووجهت هذه التوصيات المزيد من اللوم إلى الضحية والتحريض على المواطنين العرب وقيادتهم، ومحاولة ترسيخ الأسرلة من خلال فرض الخدمة القومية والعسكرية.كما أوصت اللجنة بالإسراع في إزالة الغبن المتراكم على المواطنين العرب في إسرائيل ومساواتهم في مجال الحقوق المدنية، فيما يواصل القاضي أور توجيه الانتقادات الحادة للحكومة على بقاء توصياته "حبرا على ورق".وفي سياق متصل حمل رئيس الوزراء إيهود أولمرت في حديث للإذاعة الإسرائيلية على قيادات فلسطينيي 48 وأبدى قلقه من تصرفها، وقال إن سلوكهم لا يحتمل، في إشارة لزيارة بشارة ورفاقه الأخيرة لدمشق.وشدد أولمرت على أنه يعارض بشدة أن تتحول إسرائيل إلى دولة كل مواطنيها، لافتا أن هذه ستكون دولة صهيونية يهودية وستبقى كذلك إلى الأبد. وردا على هذه التصريحات وصف النائب د. عزمي بشارة مواقف وسلوك رئيس الحكومة ورفاقه وقتلهم أطفال فلسطين ولبنان، بأنها مشينة ولا تحتمل.