واشنطن / 14 أكتوبر / رويترز:قال محققون أمريكيون إن الولايات المتحدة ليس لديها خطة شاملة لبناء الجيش والشرطة الأفغانيين اللذين مازال تجهيزهما سيئاً وليسا مستعدين بدرجة كبيرة للعمل بدون مساعدة. وقال مكتب محاسبة الحكومة إنه يجب على الكونجرس ألا يقر أية مبالغ أخرى لتمويل القوات إلى أن تستكمل وزارتا الدفاع (البنتاجون) والخارجية الأمريكيتان خطة لتطويرها. وقال مكتب محاسبة الحكومة في تقرير: «إلى أن تستكمل خطة تفصيلية منسقة سيستمر الكونجرس في الافتقار إلى رؤية بشأن التقدم الذي تحقق حتى الآن وتكاليف استكمال هذه المهمة.» وقال إن الاستثمارات الأمريكية في المستقبل يجب أن تكون مشروطة بمثل هذه الخطة لقوات الأمن الوطني الأفغانية. ووفقاً لمكتب محاسبة الحكومة فإٍن الجيش والشرطة الأفغانيين بعيدان عن الاستعداد لتولي عمليات أمنية بدون مساعدة رئيسية من القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي. وقال المكتب إن وحدتين فقط من بين 105 وحدات بالجيش الأفغاني تعتبران لديهما قدرة كاملة.وقال التقرير إن نحو 36 في المائة يمكنها القيام بعملياتها بمفردها لكن بدعم دولي روتيني فقط. أما كل الوحدات الباقية فهي أقل قدرة بكثير. والشرطة الأفغانية أسوأ حالاً بكثير. ووفقا لمكتب محاسبة الحكومة فإنه لا توجد وحدة شرطة يمكن اعتبارها جاهزة تماماً لأداء مهامها. ويفتقر كل من الجيش والشرطة للأفراد والتدريب والتجهيز للقيام بعمليات رغم إنفاق أكثر من عشرة مليارات دولار من التمويل الأمريكي على مدى ست سنوات.وقال التقرير إن الجيش والشرطة الأفغانيين يعانيان من مشاكل بيروقراطية وفساد. ويقول مسؤولون أمريكيون إن بعض مصاعب الشرطة والجيش وخصوصاً الافتقار للتدريب له علاقة بعدم استعداد الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي لرسال مزيد من مدربي الأمن إلى مناطق أفغانستان الأكثر اضطراباً. وقال مكتب محاسبة الحكومة نقلاً عن مسؤولي دفاع أمريكيين إن تركيز واشنطن على العمليات العسكرية في العراق أسهم أيضاً في نقص التجهيز والتدريب في أفغانستان. وقال المكتب :«أرجع المسؤولون أوجه القصور إلى أولويات الولايات المتحدة بالنسبة لأفراد الدفاع ومن بينها الحرب في العراق.» وتدهور الأمن في أفغانستان على مدى العامين الماضيين وهي الفترة الأكثر دموية منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة والذي أطاح بحركة طالبان من السلطة في عام 2001م. وأرسل البنتاجون وحلف شمال الأطلسي قوات إضافية إلى أفغانستان بسبب العنف المتزايد مما رفع القوات الأجنبية إلى نحو 70 ألف جندي منهم نحو 32 ألف جندي من الولايات المتحدة. وفي الولايات المتحدة مازالت العمليات في العراق تغطي على ما يجري في أفغانستان حيث يوجد 147 ألف جندي في العراق. وحذر مكتب محاسبة الحكومة من أن الولايات المتحدة يمكن أن تستمر في تدريب ودعم قوات الأمن الأفغانية لأكثر من عشر سنوات بتكلفة تبلغ ملياري دولار سنوياً. ورفض البنتاجون النتائج التي توصل إليها مكتب محاسبة الحكومة وقال انه سيصدر تقريراً بشأن الحوافز في أفغانستان خلال أسابيع.