التلفزيون أصبح اليوم جزءاً لا يتجزأ من حياة كل أسرة ..ولكن إنتشاره هذا وإجتذابه لنا لا يشفع له ولا يعني أن نقابل بتسامح كل ما يقدمه فيما يتعلق بالعنف على وجه الخصوص .. يعتقد الكثيرون أن الشاشة الصغيرة قد تجاوزت الحد خاصة في مخاطبتها الأطفال في بريطانيا أرتكب طفلان في العاشرة جريمة مروعة راح ضحيتها طفل آخر في الثانية من عمره قتلاه بوحشية لا تصدق وقد تبين فيما بعد أنهما قد نفذا بالحرف بعض المشاهد التي رأياها في فيلم للأطفال .ورغم كل مايتردد وما يقال حول الموضوع فإن التلفزيون لا يقلل من جرعة العنف التي يقدمها والضحية الأولى : تكون الطفل .. والآباء يشعرون بالقلق لأن هذا العنف يوجه حتى للأطفال حديثي السن فبعض الرسوم المتحركة الموجهة لهؤلاء المشاهدين الصغار تحتوي على عنف شديد ولا شك في أنها لم تكن قد أثرت بالفعل فسوف تؤثر علي سلوك هؤلاء الصغار على المدى الطويل.فالأطفال يتأثرون بما يشاهدونه وأحياناً يترجمون تأثرهم بطريقة مأساوية تماماً فمشكلة العنف أصبحت مطروحة تقريباً في كل مكان في دول العالم الثالث على حد سواء.وفي نفس الوقت هناك برامج رسوم متحركة تنتج في بلادها من أجل شريحة سنية أكبر ولكنها تذاع في بلدان أخرى على أنها مخصصة للصغار ومن ذلك بعض مسلسلات الرسوم المتحركة اليابانية التي تذاع في الولايات المتحدة للمراهقين وعلى أي حال وأياً كان الوضع فإن العنف يبدو كأنه من الصعب التحكم فيه.إننا أنفسنا نشاهد في المسلسل البوليسي الواحد بين جريمتين إلى أربع جرائم قتل فماذا لو جلسنا أمام التلفزيون لفترة أطول ؟ أما الصغار فقد ثبت من الاحصاءات أنهم يجلسون أمام التلفزيون لمدة ثلاث ساعات يومياً على الأقل ليس من قبيل المصادفة إذ أن ينتشر العنف في المدارس وبين الاطفال ويكفي لكي نتأكد من ذلك أن نقرأ الجريدة أو أن نفتح التلفزيون!فالاطفال لا يتأثرون جميعاً بالعنف بنفس الطريقة فالعنف يتم استيعابه من قبلهم بطريقة مختلفة وفقاً للسن.فبداية من سن السابعة مثلاً يستطيع الطفل أن يميز بوضوح بين الخيال والواقع ومن هنا يمكن إعتبار التأثر عندئذ حاسماً .. وفي النهاية فإن الأمر يتوقف على الآباء الذين يجب أن يوجهوا أو يؤثروا علي سلوك اطفالهم تجاه التلفزيون وعلى المسؤولين أن ينتبهوا الى هذا العنف ويأخذوه بعين الاعتبار ويقللوا من جرعته.[c1]ميسون عدنان الصادق [/c]
أطفالنا والتلفزيون
أخبار متعلقة