قبل أن يجف مداد الاتفاق المكون من 16 نقطة اندلعت الاشتباكات
جنود الجيش اللبناني ينتشرون في بيروت
بغداد/14 أكتوبر/ تيم كوكس: كاد اتفاق يهدف إلى إنهاء القتال في حي مدينة الصدر معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في بغداد ينهار أمس الثلاثاء بعد أن شن مسلحون موجة من الهجمات على القوات الأمريكية. وتم أمس الأول الاثنين رسميا توقيع الاتفاق بين الائتلاف الشيعي الحاكم والتيار الصدري المعارض في البرلمان لوقف القتال في حي مدينة الصدر، ولكن قبل أن يجف مداد الاتفاق المكون من 16 نقطة اندلعت الاشتباكات أثناء الليل مما أثار الشكوك حول مدى سيطرة رجل الدين المناهض للولايات المتحدة على بعض من عشرات الألوف من المسلحين الذين يعلنون الولاء له. وقال كاظم المقدادي الأستاذ بجامعة بغداد «من الواضح أن الصدر لا يسيطر على جميع الجماعات المسلحة التي تشكل جيش المهدي... هذا القتال قد يستمر لفترة طويلة.» وقال سكان أن بيانا من قيادة جيش المهدي تلي في مساجد حي مدينة الصدر مساء أمس الأول الاثنين أفاد انه يتعين احترام الاتفاق.، ومع ذلك قال الجيش الأمريكي إن القتال اندلع الليلة قبل الماضية بين القوات الأمريكية وبين مسلحين في مدينة الصدر حيث أسفرت اشتباكات استمرت سبعة أسابيع عن سقوط مئات القتلى. وقال شاهد انه نشبت أمس الثلاثاء معارك عنيفة بين قوات الأمن العراقية وميليشيات في حي الشعلة وهو معقل للصدر في شمال غرب بغداد. وقالت الشرطة العراقية إن 11 شخصا قتلوا وأصيب 20 بجروح في اشتباكات بحي مدينة الصدر الواقع في شرق بغداد منذ الليلة قبل الماضية، ولم تورد الشرطة تفاصيل دقيقة لكن الجيش الأمريكي قال انه قتل ثلاثة على الأقل من المسلحين كانوا يحاولون زرع قنابل على الطريق. وقال الجيش إن القوات الأمريكية تعرضت للهجوم عدة مرات بأسلحة نارية صغيرة. وقال اللفتنانت كولونيل ستيفين ستوفر المتحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد إن القوات الأمريكية لم تستهدف سوى المقاتلين الذين شنوا هجمات.، وأضاف ستوفر «نحن لا نسعى لقتال... نحن نضمن حيا آمنا لسكان مدينة الصدر... (المقاتلون) من الواضح أنهم لا يستمعون لأي اتفاق.» وأعلن عن اتفاق وقف القتال يوم السبت الماضي ورحب به رئيس الوزراء نوري المالكي الذي قوبلت حملته على المقاتلين الشيعة في أواخر مارس آذار الماضي بمقاومة عنيفة خاصة من جيش المهدي. ويلقي الجيش الأمريكي اللوم في أعمال العنف في الفترة الأخيرة في بغداد على عناصر مارقة من جيش المهدي الموالي للصدر. ويقول إن هذه الجماعات تحصل على السلاح والمال والتدريب من إيران وبخاصة الصواريخ الحديثة التي أطلقت على المنطقة الخضراء التي تضم مقار الحكومة والبعثات الدبلوماسية في بغداد. وتنفي طهران هذه الاتهامات. ونأت الحركة السياسية الصدرية بنفسها أمس الثلاثاء عن عناصر من الميليشيا في مدينة الصدر. وقال النائب بهاء العراجي عضو البرلمان عن الحركة انه يعتقد أن جيش المهدي ملتزم بالاتفاق. وقال مسئول بارز بالجيش الأمريكي إن صاروخ ارض جو أطلق من شرق بغداد على طائرة أمريكية مساء يوم السبت الماضي. وأضاف أن الصاروخ انفجر دون أن يلحق أضراراً وانه الأول الذي يطلق منذ تصاعد حدة القتال في بغداد في أواخر مارس.، ولم يذكر نوع الطائرة التي تعرضت للهجوم لكن صحيفة (نيويورك تايمز) قالت إنها طائرة اباتشي مهاجمة. وأطلق الصاروخ بعد إعلان اتفاق وقف القتال في مدينة الصدر. ويقول المالكي إن العمليات ضد المقاتلين تستهدف فرض القانون والنظام. واتهمه مسئولون من التيار الصدري بمحاولة تهميش الحركة الصدرية قبيل الانتخابات المحلية في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. ومن المتوقع أن تبلي الحركة التي قاطعت الانتخابات المحلية السابقة عام 2005 بلاء حسنا على حساب أحزاب شيعية أخرى مؤيدة للمالكي خاصة في الجنوب الذي تقطنه أغلبية شيعية. وفرض الصدر الذي يعتقد انه موجود في إيران وقف القتال في بادئ الأمر على جيش المهدي في أغسطس آب الماضي في إطار محاولة لتأكيد سيطرته عليه. ورغم الالتزام بأوامره لعدة شهور إلا أنها بدت غير ذات جدوى في الأسابيع القليلة الماضية.