إعداد / أماني العسيري كنا قد تحدثنا سابقا عن البلاستيك أنه نعمة نتجت عن التطور العلمي للبشرية وكيف تحولت هذه النعمة إلى نقمة بما تحتويه بعض المصنوعات البلاستيكية من مواد ضارة بصحة الإنسان والبيئة أيضا .. ونستعرض في هذه الحلقة كيف تؤثر المواد الضارة الموجودة في البلاستيك على المواد الغذائية وغيرها حين القيام بحفظها فيها أو عندما يتم استخدامها منزليا ، فقد حذرت عدد من الدراسات من الخطر الذي ينتج عن استخدام البلاستيك بطرق خاطئة ومن خطورة عدم معرفة الأنواع الضارة منه ..حذرت الباحثة زينب محمد إسماعيل إبراهيم بقسم الأغذية وعلوم الأطعمة بكلية الاقتصاد المنزلي المصرية في دراستها للماجستير، من خطورة تأثير تعبئة الفول المدمس وهو ساخن في أكياس من البلاستيك خفيف الكثافة، على الصحة العامة للإنسان، وهى الظاهرة التي تنتشر في كثير من الأحياء والشوارع المصرية (وفي العالم بأسره).وأوضحت الدراسة بصورة قاطعة أن تعبئة الفول المدمس وهو ساخن عند درجة 100مئوية في أكياس من البلاستيك خفيف الكثافة لمدة 30 دقيقة، يؤدى إلى انتقال عديد من المركبات الكيميائية العضوية المعروفة بتأثيراتها السامة من جدران الأكياس إلى داخل عينات الفول المدمس المعبأة داخلها.وأثبتت دراسات أن تخزين الفول المدمس المعبأ داخل الأكياس البلاستيكية في الفريزر عند درجة 20 مئوية، يؤدى إلى انتقال العديد من المركبات الكيميائية السامة إلى داخل عينات الفول المدمس من جدران الأكياس نتيجة للتصدعات والتشققات التي حدثت لها، والتي تم كشفها بالميكروسكوبات عالية التقنية.كما أظهرت الدراسات أن استخدام بعض الإضافات الغذائية مثل الشطة والطحينة والليمون ومهروس البصل والثوم وإضافتها إلى الفول المدمس المعبأ في أكياس من البلاستيك، يقلل بدرجة محدودة من المخاطر السامة السابقة.ومن جانبها حذرت الدكتورة سحر العقبي رئيس قسم علوم الأطعمة والأغذية بالمركز القومي المصري للبحوث من استخدام أكياس البلاستيك والنايلون وعلب البلاستيك في نقل أو حفظ الطعام مثل الخبز أو الفول أو الكشري أو حمص الشام خاصة إذا ماكان بداخل الكيس ساخناً.وأوضحت العقبي أن خطورة البلاستيك ترجع إلى المواد الكيماوية التي تدخل في تركيبه والتي تتفاعل مع المادة الغذائية التي بداخلها وهو ما يهدد بحدوث الأورام السرطانية مع تكرار استخدام الأكياس البلاستيكية بصورة يومية.وبشكل عام تحتوي مادة البلاستيك على مادة «الديوكسين» الكيميائية التي تسبب مرض السرطان، خاصةً سرطان الثدي.ويحذر العلماء من تغطية الخبز والطعام الساخن بالأكياس والأغطية البلاستيكية، حيث ستذيب السموم الموجودة بالبلاستيك، وبالتالي تختلط هذه السموم مع الطعام المكشوف الحرارة، فمن الأفضل تغطية الطعام بالورق بدلاً من البلاستيك.[c1]أضرار الأكياس البلاستيكية[/c]- غير قابلة للتحلل ولا تتم إعادة تصنيعها، ما يجعلها عبئا على المكان الذي تستقر به، مسببة تلوث التربة والهواء والماء حتى في حال حرقها.- نتيجة لتعلق الأكياس بكل ما تصادفه في طريقها فإنها تشوه المسحة الجمالية للبيئة، هذا التأثير على المسحة الجمالية تصاحبه إعاقة لنمو النباتات عن طريق منع أشعة الشمس والهواء من الوصول إليها ووجودها بين الحشائش ومعلقة على أغصان الأشجار يضعها في طريق الحيوانات التي تبحث عما تأكل.- تبتلعها الحيوانات، ما يسبب انسداد القناة الهضمية وموتها. ومن هذه الحالات موت عدد من الجمال في كثير من المحميات.- تتناولها السلاحف البحرية لاعتقادها بأنها من قناديل البحر، و تسبب لها الموت اختناقاً.- تعمل على سد خياشيم التنفس للأسماك، ما يؤدي إلى موت جماعي لهذه الأسماك.- التفاف أكياس البلاستيك حول الشعاب المرجانية سيحرمها من ضوء الشمس ومن التيارات المائية المتجددة الداخلة والخارجة منها وإليها والتي تحمل لها الطعام والأكسجين.- تكون وعاء لتجمع الماء وتكاثر الجراثيم وتسبب تعطل آلات تشغيل السفن والسيارات.- تحتوي أكياس البلاستيك على مواد كيماوية تذوب في الغذاء وتسبب أمراضاً في الكبد والرئة وان استخدام هذه الأكياس أدى إلى وجود متبقيات من مواد التصنيع في دم الإنسان والتي تعتبر متسببا أساسياً في الأمراض الخبيثة.- هناك خطر مباشر لهذه المواد على صحة الإنسان بالنظر إلى استخدام الأكياس البلاستيكية في حمل الوجبات الغذائية الساخنة على نحو ملحوظ، ما يجعل حمل الأطعمة الساخنة بداخلها خطراً مباشراً على صحة الإنسان.[c1]بدائل للبعد عن مخاطر المواد البلاستيكية[/c]- يمكن الاستعاضة عن الأكياس البلاستيكية أو أكياس النايلون أثناء تسوقك بحقيبة التسوق الخاصة بك.- عدم شراء المواد الغذائية وخصوصاً الساخنة منها في أكياس النايلون واحمل معك وعاءك الخاص.- الحرص على شراء واستخدام أوعية الماء الزجاجية بدلاً من البلاستيكية.- في حال شراء قنينة الماء البلاستيكية لا تقم بإعادة تعبئتها أو تجميدها في الفريزر.
البلاستيك نعمة تحولت إلى نقمة (2 - 2)
أخبار متعلقة