خليجي (20) .. مهرجان رياضي وعرس خليجي كبير ابتهجت به عدن خاصة واليمن والجزيرة والخليج والبحر الأحمر عامة.. تاقت إليه الأفئدة، واحتشدت له الجماهير .. وأرجأت خلف ظهرها الأراجيف .. نورته ضيوف الوطن اليمني من كل دول الخليج من المنتخبات الرياضية ومشجعيها .. وزادته نوراً على نور رعاية الرئيس علي عبدالله صالح شخصياً له أولاً بأول وكذا المؤسسات والأجهزة التنفيذية المعنية به .. وزادت حلته بهاءً ونضرة مشاركة رئيسي إرتيريا وجيبوتي في عناق تاريخي أثبت عشق دول منطقة الجزيرة والخليج والبحر الأحمر للعيش بسلام ووئام وتفاهم واحترام .. هذا السلام الذي هو أساس التنمية عامة ومفتاح النهضة وصمام أمان المستقبل! وبدونه فإن حياة شعوب المنطقة والعالم هي الحرب والفقر والجهل والمرض والدمار.
إن خروج الجماهير بهذا الحشد العظيم وقد ازدانت شوارع عدن بزينة العرس الحقيقي الذي لا تصنعه القوة ولا الخوف ولا الإرهاب ولكن صنعته الجماهير بإدراكها معنى الوطن والحب والتفاهم والاحترام والسلام هو حقيقة غاية مطالب الشعوب عندما تدق القلوب من أبوابها تجد مجيب داعي المحبة والسلام لا يتردد في الظهور والتعبير والمساندة في التعاون على الخير وهذا هو حقيقة قوله تعالى من سورة المائدة : “وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ...”.هذا الخروج الجماهيري جسد عطش الشعب عامة إلى مثل هذه الدعوات والمشاريع السلمية والتنموية والإنسانية وهو درس يجب أن يستوعبه الساسة والمثقفون جيداً حتى لا تتيه بهم المواكب نحو مشاريع خارجة عن إرادة الإنسان اليمني وعن رغبته في حياة حرة كريمة ونبيلة ومعطاء!!.أهلاً بخليجي (20)! .. أهلاً بالأشقاء ! أهلاً بالأصدقاء! .. أهلاً بالسلام .. وبالمحبة والوئام! أهلاً بالفرحة! أهلاً بالحياة! هكذا رحبت اليمن بشيوخها ونسائها وشبابها وأطفالها! وهكذا نطقت الوجوه والصور! هكذا بدت السعادة فاتحة ذراعيها تحتضن الفرح والضيافة والتلاقي والحمد لله من قبل ومن بعد!.دعونا نفرح ونعتز ونسعد .. ورغم هذه الحياض المملوءة بالسعادة إلا أن ريح السموم تأبى على الناس سعادتهم (!) وتستكثر على الناس فرحتهم (!) وهذه في كل أدوار الزمان وديدنهم وعادتهم (!) .. فقد اطلعنا على تصريح منسوب إلى المجالس المحلية في عدن يستنكر بياناً منسوباً إلى عدد من (العلماء)! زعموا أن خليجي (20) فيه ما فيه من المخازي والمعاصي والشرور (!!) بالله ثم بالله متى يحل هؤلاء الأشقياء عنا؟ ورغم أننا لم نطلع على نص البيان سيئ الذكر ولا على الذين وقعوه إلا
الشيخ أنيس الحبيشي
أن الخطأ أيضاً يقع على السلطة المحلية التي يبدو تصميمها على تسمية هؤلاء بـ (العلماء). من الذي أعطاهم هذه الصفة؟ لو كان عندنا عشرة من العلماء فقط ترى هل كنا سنكون بلداً نامياً متخلفاً؟ أين دور هؤلاء (العلماء) في النهضة والتقدم والتنمية والسلام؟.إن غياب التقدم العلمي والاستكشافي يؤكد أن هؤلاء غير موجودين بالمرة؟ فعلام تدعوهم السلطة المحلية سامحها الله (بالعلماء) وهي التي تتجاهل المثقفين والتنويريين والأكاديميين ودورهم في التنمية البشرية وفقها الله للخير!.إن مثل هذه البيانات المعتادة تعكس نفسية هابطة في هؤلاء الأدعياء الذين لم نسمع لهم بياناً صاغوه عن طواعية ودون طلب من ولاة الأمر في إدانة الإرهاب وحوادثه، بل إن الإرهاب لو زعم زاعم أنه نتاج طبيعي لفكرهم التدميري والتكفيري المتخلف لخالفه الصواب وصدقته البراهين ولكن هؤلاء الأدعياء لا يهتدون!!.ثمة همسة مصدرها الدهشة والاستغراب وهي أن كل القنوات اليمنية وهي : (اليمن - عدن - سهيل - العقيق - سبأ) قد نقلت مباشرة وقائع احتفال التدشين وبدء الفعالية التي أعلنها الرئيس علي عبدالله صالح ما عدا قناة (الإيمان) اليمنية فهل هذا يعني أن الرياضة من لهو العمل ومن الشيطان وأنها ليست من الإيمان؟! ولماذا الإصرار على الانعزال في بوتقة التخلف والتطرف باسم الدين؟!! وعند (المسؤولين) الخبر اليقين!!.وأخيراً كنت أتمنى من أعماقي لمنتخبنا الوطني النصر في الدورة الأولى مع المنتخب السعودي إلا أنه في الأخير المنتصر هو هذا المهرجان الرياضي العظيم والمنتصر كذلك هو اليمن الكبير أرضاً وحضارة وإنساناً!.