غضون
- الحزب الديمقراطي اليميني في الدانمارك ـ وهو حليف برلماني للحكومة ـ اتخذ موقفاً بإلحاق عقاب جماعي باليمنيين.. وقف المساعدات المقدمة لليمن.. وذلك رداً على مقاطعة السلع الدانماركية.. وليس من حقنا أن ننزعج من هذا الإجراء لأننا سرنا خلف المتطرفين الذين تبنوا حملة لمعاقبة شعب الدانمارك كله بسبب أن رساماً أو مجموعة رسامين أساؤوا لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي نقول نحن إنه رسول إلى العالمين بما في ذلك شعب الدانمارك..- التطرف هنا قوّى التطرف هناك.. وقد حذرنا وحذر كثير من الكتاب والعلماء من خطورة الانجرار وراء دعوات المتطرفين الذين يريدون أن يحلوا محل الحكومة والسياسيين والمفكرين والمثقفين ويحددوا طبيعة علاقاتنا مع الدول.- لقد استخدم هؤلاء العواطف الدينية لدى الناس وجروهم إلى رد فعل غبي وغير عادل، ومن المؤسف أن مسؤولين وجهات حكومية تورطت إلى جانب المتطرفين في الدعوة إلى عقاب جماعي ضد شعب الدانمارك الذي أدانت نخبه السياسية العقلانية والدينية الإساءة حتى قبل أن يصلنا خبرها!- إن المتطرفين المحسوبين على الإسلام هم الذين تسببوا في إنتاج أزمة الرسوم المسيئة.. لأن صوتهم هو العالي ولأن أخبار الإرهابيين والمفجرين والانتحاريين هي التي تصل إلى الغرب مسجلة بماركة الإسلام.. هل كان على أولئك الرسامين أن يخونوا ضمائرهم ويلغوا عقولهم عندما تعين عليهم تجسيد انطباعاتهم عن الإسلام وفقاً لخبرتهم مع الرسالة التي نقلت إليهم الإسلام بصورة الإرهابي والمفجر والانتحاري؟..- وبالمناسبة لاحظوا أيضاً أن المهرجانات ودعوات المقاطعة للسلع الدانماركية مستمرة رغم أن نشر الرسوم تم مرة، وفي وقت سابق.. وهذا يدل على أن المعركة ضد الدانمارك جزء من خطة المتطرفين للتعبير عن اشكاليتهم مع الغرب خصوصاً وكل من يختلف معهم عموماً..