صـباح الخـير
[c1]علي محمد جنيد[/c]في زمن البحار المعتق برائحة عرق الصيادين .. والغزاة.. كانت حورية تستحم قرب البراكين الخامدة التي داعبتها أكثر من موجة عابرة.. وفي زمن البارود، المخثر بدماء العاشقين.. تمددت بجسدها وكانت تغازل وجه الشمس.. وحمرة الحنا تزداد توهجاً كلما انحنت نحوها الجباه لتقبل جبينها الموشى بالخجل.. وفي زمن الأعاصير المحمل بكل أسى.. انتبذت الشاطئ تداعب بمدامعها رماله.. تلك هي (عدن) سيدة البحار ومدائن الأقوام.. الغزاة والعابرين.. والثوار والمقيمين صلوات تعبد في كنائسها ومعابدها والمرتلين آيات الخشوع والخوف.. والبقاء.[c1]أغنية وحقيقة !![/c]في ذات يوم أسود كانت المدينة تلبس رداءها الأسود حزناً وكمداً وتغتسل بدموع الثكالى والأرامل.. كان الكل لم يفق من هول الصدمة وفاجعة الحدث بعد فقد صار الحزن والنواح سمة كل بيت فيها وعنوان وجوه قاطنيها..عدن هي البحر مثلما هي البركان والميناء والقلاع والحصون والأسوار، هي الصهاريج والآبار هي، المنارة وصيرة وبوابة العقبة وقصر السلطان ومسجد أبان وجامع العيدروس.. هي الملاحات والمآذن والكنائس والمقابر مثلما هي اليوم عاصمتنا الاقتصادية والتجارية المنطقة الحرة.. لكل شيء في عدن مذاقه الخاص وكل ما فيها يحرض على الشعر والعشق.ثمة ذكريات وحكايات تربطني بعدن وخصوصاً منطقة "صيرة" التي عملت فيها سنوات في صيد الأسماك مع أبناء مدينتي "الخوخة ـ أبوزهر" عشت أيام جميلة وحلوة مع الملك الجليل "البحر" سيد العاشقين.. هناك في "صيرة".!عدن نهضت بثورة 14 أكتوبر وسجلت سيرة نضال وكفاح حتى طردت المستعمر في 30 نوفمبر 67م وأنهت الاحتلال البريطاني الذي دام 129 عاماً.. عدن ماضٍ عريق ومستقبل أجمل.. عدن فردوس الجمال.. وروح الطبيعة .. عدن نسمة تسكن أقصى جنوب القلب حكاية للبحر.. نجمة سماء متألقة.. وهي أغنية.. أقاصيد عشاق مشبعة بسيرة مدينة.. تحب وتحب وتعيد صياغة المكان والماء.. كل عابر في ذاكرته شيء من عدن المدينة.. والبحر ورشفة "شاهيها" وعذب لماها ورائحة أمكنتها.. مهجة للنفس وسمفونية يمانية وشلال ضوء مقدس ممزوجاً بالتسامح يحضر كضرورة في كل الأحاديث!![c1]مدينة الفل والرياحين[/c]عدن.. ثنائية لازمت نشأتها أزمنة ووجوه عابرة.. وظلت هي المكان الأثير عزيزة كثروة.. عزيزة كثورة.. في ذاكرتها أسئلة غابرة.. وتساؤلات متوقعة وغيرها من حُزم الأسئلة المتبرجة..وكانت عدن وتلاشت كل احزم السؤالات.. وأطقم العسكر ومصفحات الرفاق بوارج الأعداء.. وكل أدخنة الحرائق.. وبقت أدخنة براكينها وأدخنة مواقدها ومن أجلها..!!في جوار "مدن الملح" هي مدينة لا تذوب ومادام قد "جئنا نبيع الفل في الشيخ عثمان" إذاً فهي مدينة الفل والرياحين!في عيد ثورتها الثالث والأربعين لا يسع كل محبيها إلا أن يهدوها فلة وريحانة وذلك حق عليهم لمدينة "توردت بشفق الغروب الدامي" ونامت وسهرت مساءاتها حيناً على ضوء أعيرتهم النارية.. وحيناً كانت تصبح على "وجع الرفاق" أو تقضي نهاراتها على "صخب عشقهم الممجوج وجنون عشقهم".[c1]ذكرى حب ![/c]إذا كنت من أبناء عدن فهذا لا يهمك، وإذا لم تكن من أبنائها فانه لا يهمك أيضاً.. إنما يهم من يحب هذه المدينة ممن سكنوا أو يسكنون أو حتى من مروا بها واشتموا من هوائها العليل فهي بأماكنها وحاراتها وشوارعها وناسها تزرع الحب في قلوب الناس.. ما يجمعني بهذه المدينة هو حب لا استطيع له وصفاً، فمنذ أن وعيت وهي أمام ناظري كعروس متزينة وكل شيء فيها له في قلبي معنى، بساطة الناس ولطافتهم.. فهناك أحبائي الأفاضل وأساتذتي الأجلاء أمثال الشاعر عبدالرحمن السقاف والصحفي الرائع عيدروس نورجي، والقاص العملاق أديب قاسم الذي أهداني إحدى إبداعاته "أرجعي.. أرجعي ياسلمى" والكاتب الشاعر احمد السعيد والفنان التشكيلي منصور نور والمثقف أ. عوض سالم باسودان الذي شغفني جداً بحقيقة التقنية التعليمية في لحظات بمجمع السعيد التربوي عدن صورة الأمس.. وحلم الآتي الجميل.. والحاضر المفرد في سرب النوارس المهاجرة نحو الشواطئ البعيدة.. عدن مزهرية السنابل.. وأغنية الليل الطويل وفاتحة كل توحد.. وتحيا لكل هؤلاء الأحباء ولكل من يحمل حب عدن. وفي صحيفة (14أكتوبر) القلم المبدع في بلاط صاحبة الجلالة عبدالرؤوف هزاع، والرائع الآخر الجميل برشاقة خربشاته الحيوية نجيب مقبل مدير التحرير، ولا أنسى رائد النهضة الصحفية الذي أعاد لـ (14أكتوبر) حيويتها ومجدها الأستاذ احمد الحبيشي رئيس التحرير الذي أمتعني كثيراً بتناولاته الفكرية الأدبية على صفحات 26 سبتمبر، وفي 22 مايو، الوحدة، الميثاق وغيرها من الصحف اليمنية.[c1]وختاماً[/c]مدينة عدن شهدت نهضة عمرانية متسارعة تعيش اليوم واقع الحقيقة في وجدان أبنائها سلوكاً وممارسة ولضمان ديمومتها واستمرار تألقها تعيش في أيامنا هذه مع توجهات القائد المؤسس الرمز علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ـ حفظه الله ـ قائد المنجزات وعنوان كل المنجزات وملامح عابرة يرسمها "الكحلاني" لواقع عدن في صورة تجسد معالم عدن ماضيها عريق وحاضرها أصيل ومستقبلها يستشف آفاق الحضارة للمستقبل المرسوم في فكر الأخ أحمد الكحلاني محافظ عدن. مدينة عدن شهدت نهضة عمرانية متسارعة تعيش اليوم واقع الحقيقة في وجدان أبنائها سلوكاً وممارسة ولضمان ديمومتها واستمرار تألقها تعيش في أيامنا هذه مع توجهات القائد المؤسس الرمز علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية ـ حفظه الله ـ قائد المنجزات وعنوان كل المنجزات وملامح عابرة يرسمها "الكحلاني" لواقع عدن في صورة تجسد معالم عدن ماضيها عريق وحاضرها أصيل ومستقبلها يستشف آفاق الحضارة للمستقبل المرسوم في فكر الأخ أحمد الكحلاني محافظ عدن.