د/ زينب حزام :الحديث عن المرأة المبدعة لا ينتهي لماذا؟ لأنه كما قالت الأستاذة مريم محمد الوهابي: “ حيرتي تبدأ عندما يبدأ الحديث عن المرأة اليمنية المبدعة ، خاصة إذا كانت هذه المرأة كاتبة كبيرة في مجال القصة والرواية فهي تغوص في نفس المرأة العادية الرقيقة الجميلة وتكشف عن همومها وغموضها “” بهذه الكلمات الرائعة بدأت حديثي مع الأستاذة مريم محمد عبدالله الوهابي مديرة مدرسة حمزة في المعلا.تقول الأستاذة مريم الوهابي عن مشوار عملها في ميدان التعليم وكتابة القصة القصيرة تلقيت دارستي سنه أولى ابتدائي في مدينة الشيخ عثمان حيث مسقط رأسي ثم أكملت أول سنة ابتدائية في مدرسة الشهيدة فاطمة آنذاك ثم انتقلت أسرتي إلى المعلا بحسب اشتداد المقاومة والحرب ضد الاستعمار البريطاني في عدن وبعد ذلك انتقلت أسرتي إلى القلوعة ومازلنا حتى الآن .أما عن نشاطها في الجانب التعليمي في تلك المرحلة تقول: شاركت في العديد نمن الأنشطة في المدرسة وكنت في اتحاد الطلبة آنذاك وسكرتير أول أشيد في المدرسة وكنت أشارك في الحفلات المدرسية في المسرح المدرسي وكانت بداية انطلاقي فقي كتابة القصة القصيرة والحوار المسرحي وتواصل حديثها: أكملت دراستي وتوظفت كمدرسة ثم وكيلة ثم مديرة مدرسة وشاركت في العمل الجماهيري فأنا رئيسة اللجنة النقابية في المدرسة وممثل فرع النقابة في مديرية المعلا ومن قيادات المؤتمر الشعبي العام في الدائرة 23 مركز “ي”.البحث عن نبض الجماهير في كتابتها للقصة القصيرة تقول الأديبة والأستاذة مريم محمد الوهابي عن مشوارها الأدبي منذ البداية المبكرة تعرفت على الحقيقة وبقيت على قوتها كلما مرت بي الأعوام وكان لها ألأثر الأكبر في اختياري مجال التدريس وكتابة القصة القصيرة.الأديبة مريم الوهابي من مواليد مدينة عدن 1960م ومنذ صغرها كانت تتطلع إلى ألأدب لم تكن تعرف الطريق إلى إشباع رغبتها في تعليم مبادئ كتابة القصة القصيرة .. لكنها كانت تعرف جيداً أن هذا الطريق يأتي من عملها كمدرسة حيث تستطيع معرفة كل المعلومات والهموم التي تساعدها على كتابة القصة القصيرة وأن الأدب الحق هو ذلك الذي يهتم كل الاهتمام بتغذية الفكر وهندسة الكلمة.وتواصل الأديبة مريم محمد الوهابي حديثها عن أدب الثورة اليمنية قائلة: إنني عندما أكتب عن بلدي اليمن وبالذات مدينة عدن أكتب عن البحر الذي شهد معارك الشهداء من الصيادين اليمنيين في بحر صيرة ضد الكابتن هنس قائد البحرية البريطانية عند دخوله مدينة عدن وأكتب عن مقاومة الثوار في جبال ردفان وجبال شمسان أكتب عن النصر الذي تحقق في الثلاثين من نوفمبر 67م اكتب عن عدن ومتغيرات البحر المتحرك على شواطئها الذهبية عن الثقافة والفنون والسياسة .. أعني ممارسة الاقتراب من النفس عن بعد يسمح بسير الذ1ات في صفاء رؤية لا يتحقق إلا بهذا لابتعاد من أجل الاقتراب وذلك ما مررت به في حياتي .الشخصية ، حيث أجد في معظم كتباتي عن عدن هذه المدينة الصغيرة مع حساسيتها ورهافتها الحضارية والثقافية استطاعت بناء مجتمع حديث يسوده الأمن والديمقراطية .. وفي اليمن الحديث صورة مشرفة يعتمد فيها الإنسان على كده وفكره أكثر من ألاعتماده على ماله في بناء مجتمعه وتحسين معيشته.سؤال للأديبة مريم محمد الوهابي : هل يمكن أن نسترجع أحاسيسك يوم كتبت القصة القصيرة لأول مرة ، وماذا كتبت في البداية؟الذاكرة الفردية عن التواريخ والأيام كانت ولا تزال مطبعاً في ذاكرتي ولكني أتذكر بأنني كنت محاولة في المسرح وقد قدمتها في المسرح المدرسي عن قصة ثورة وطرد الاستعمار البريطاني من عدن وهي قصة “ أم الشهيد” وأخذت انشرها في المجلات المحلية ..ومع هذا لم أكن أشعر بما هو متعارف عليه من فرح وفخر لسبب بسيط كان وما يزال هو أننا نقترب قليلاً أو كثيراً من عالم القصة القصيرة الذي لم يصل إليه ‘لا النخبة القليلة من ذوي الكشف والتوهج ولا أعتقد حتى الآن أنني أنتمي إليهم.[c1]الثقافية الوطنية[/c]وعن الثقافة الوطنية تتحدث الأديبة مريم محمد الوهابي قائلة:الثقافة الوطنية هي تاريخ الدولة وهي ثقافة واسعة تتطلب منا العطاء والإبداع والابتعاد عن القراءات السطحية التي تحمل معايير أكل الدهر ليها وشرب إنها ثقافة تتطلب منا أن نضع معايير من لغتنا وتراثنا وإعادة صهرها في بوثقة العصر ونكتب بناء على توجيهات العقل الواعي وبأمانة وصدق لأن الثقافة الوطني تتطلب من الكاتب الحقيقي أن يفكر كإنسان حكيم ويكتب كإنسان بسيط وفي هذه الأيام ومع التطور التكنولوجي للمعلومات أصبحت الثقافة الوطنية تحمل معنى واسعاً ما يجعل الأفكار والمعاني والمعلومات تشكل القوة الدافعة للنمو الاقتصادي والذي يستدعي ضرورة حماية نتاج الفكر الإنساني وأنني أدعو هنا الأخ الدكتور عدنان الجفري بضرورة دعم الكتاب والأدباء في عملية نشر وتوثيق أعمالهم الأدبية حتى لا تذهب هذه الأعمال الأدبية والسياسية والاجتماعية والعليمة أدراج الرياح.مزاج الواقعية والشاعرية في قصص مريم الوهابي:يجد القارئ للأعمال الأدبية التي كتبتها الأديبة مريم محمد الوهابي ونشرتها في الصحف المحلية ولم تقدم بعد في طباعتها وهي بمستواها الفني وغزارتها الواضحة قياساً إلى المدة التي أنجزت فيها بقدر ما تنتمي إلى طبيعة مرحلتها في تطوير فن القصة القصيرة اليمنية وجميع كتاباتها جمعت بين الواقعية وهموم المواطن اليمني في ابحث عن تحسين معيشته والارتقاء إلى الحياة المعيشية المتطورة والتي تواكب التكنولوجيا في المجتمع الحديث كما يجد القارئ في اقصص القصيرة للأديبة مريم الوهابي جمال التصوير وتدفق المشاعر العفوية وسذاجة فلسفية وقدرة على مزج قصصها إلى رصد الأحوال الاجتماعية في المجتمع اليمني وبالذات الأحياء الشعبية التي يسكنها البسطاء من عامة الناس حيث نجد المشاعر الإنسانية المتعاطفة مع الطفولة.الأديبة والمربية الفاضلة مريم الوهابي في قصصها في جرأتها اللغوية حين استخدمتها عبارات حادة مكثفة وأيضاً في إشارة للوصف واعتمادها على المجاز .وفي قصتها “ نوارس صيرة” حيث تصور البحر وجمال النوارس وحب الناس في عدن إلى الجلوس على الشواطئ للتمتع بموسيقى الأمواج المتدفقة إلى الشاطئ وعشق الطبيعة وهي بهذا تهدف إلى تجسيد صورة ذهنية بقدر ما تكشف عن حالة شعورية .. وهذا ما يختص به فن الصورة الشعرية.عن الأديبة والمربية الفاضلة مريم الوهابي تندفع في هذه التراكمات التصويرية لأني ملابسة كما يقال توصلها إليها حاستها الأدبية ورغبتها في تكثيف اللحظة العاطفية وجلائها من كل المونولوج الشعري بصورة كثيفة .“آه .. نوارس بيضاء لؤلؤة البحر بحرارة تربة وطني يعبر العام .. ويأتي العام ونعبر الكون ونعود إليك ياعدن”إننا لا نتعسف حين نفسر الاتجاه الأدبي للأديبة والمربية الفاضلة مريم الوهابي إلى الشعر ببعد بدايتها مع القصة القصيرة الموفقة إلى الاستغراق في اللحظة وقدرتها على الوصف والتعبير عن الأحياء الشعبية مثل الحي الشعبي وهموم الساكنين فيه مثل حي “ القلوعة “ وهو من الأحياء الشعبية كثيف السكان والبسطاء فيه وروح النكهة الشعبية والفكاهة والجلوس في المقهى الشعبي لتناول الشاي بالهيل ورائحة الخبز عن التنورة ورائحة البن اليمني وبساطة الأهالي في هذا الحي الشعبي المزدحم بالمباني المتلاصقة .. كل الصورة تجسدت في القصص القصيرة للأديبة مريم محمد الوهابي تجلت فيها الشاعرية والواقعية على وفاق والتقى التجريد والتصوير وانبثق الحس الإنساني من صميم الانتماء الوطني وهذه السمات موجودة في قصص مريم الوهابي ولا نستطيع أن نتخذها أساسا لتصوير شعرها فيما يعد مذكرات “ حسناء” ولهذا يكمن أن نقول بكثير من الاطمئنان إن الشعر والقصة عند الأديبة مريم الوهابي أقوى عناصرها تميزاً وإيجابية إلى موهبتها التي نمت في رعايتها طموحها في كتابة القصة القصيرة التي نجدها أقرب إلى نفسها ما يجعل كتاب القصة القصيرة لديها شبه نزهة قصيرة أما كتابة الشعر عندها أشبه إلى رحلة مغامرة مجهولة قد تفضي إلى اكتشاف قارة في متاهات النفس الإنسانية الرحبة.