متابعة / محمد عبدالواسع - تصوير / عبدالقادر بن عبدالقادر :المتحف القابع في صهاريج الطويلة بمدنية كريتر .. تأسس في عام 1930م كمتحف للآثار وكان النواة الأولى للمتاحف ليس على مستوى اليمن فحسب وإنما على مستوى جنوب الجزيرة العربية .وكانت بداية مصادر جمع الآثار في مدينة عدن من خلال مجموعة من الهواة اليمنيين والفرس والهنود والانجليز والأقليات الموجودة من التجار حينذاك في المدينة.وفي بداية تأسيس المتحف في الثلاثينيات لم يكن هو الوحيد كمتحف للآثار بل كان هناك متحف أخر في صهاريج عدن. و بعد توسع الاهتمام في الآثار تم بناء متحف في منطقة التواهي بعد أن قام أهالي عدن بشراء قطعة أرض لبناء هذا المتحف عليها بموافقة السلطات البريطانية انذاك .. حيث تم نقل المجموعات الآثارية من متحف صهاريج الطويلة لتوضع في متحف التواهي الذي سمى بمتحف الآثار.. بينما أصبح متحف الطويلة أقدم متحف في مدينة كريتر مختصاً فقط بالتراث، وهذا كان في حقبة الستينات من القرن الماضي.[c1]اهتمام الدولة بالآثار [/c]وبعد استقلال جنوب اليمن اهتمت الدولة بالآثار من خلال إنشاء المركز اليمني للأبحاث الثقافية للآثار والمتاحف وبدأت أعمال المسوحات والتنقيب عن الآثار التي تعد من أهم أهداف أعمال المركز في ذلك الوقت كما ظهرت عدد من البعثات العلمية كالبعثة اليمنية _ السوفيتية ــ والبعثة اليمنية ــ الفرنسية فضلاً عن البعثة الأمريكية التي تعتبر من أوائل البعثات واهتمت اهتماماً كبيراً بعملية المسوحات والتنقيبات عن الآثار وكان لها الفضل في الكشوفات الأثرية، وأصبحت المتاحف منظمة كرنولوجي وكرومولوجي أي زمني ومكاني هذا التقسيم نتاج لتلك المكتشفات أي أن هناك أصبحت وفرة اللقى الاثارية أي المكتشفات المادية من المواقع .. ونتيجة لهذا التوسع انتقل المتحف من منطقة التواهي إلى القصر (قصر البراق) في ثمانينات القرن الماضي، وأصبحت المتاحف في عدن تتحدث عن حلقات تاريخ الحضارة اليمنية بشكل علمي ومنظم تعرض نماذج لحقب تاريخية على نحو التالي:عصور ما قبل التاريخ والعصر البرونزي، فتراث الممالك اليمنية المختلفة سبأ، قتبان، اوسان، حضرموت كما أن هناك في متحف القصر صالة للفن الإسلامي ... اما متحف التراث الشعبي هو الأخر يتحدث عن دورة نشاط حياة الإنسان كاملة منذ ولادته وحتى وفاته وما صاحب هذه الحياة من نشاطات تشمل الحرف الشعبية والفنون الأخرى والطقوس وغيرها.ويعتبر متحف التراث من أقدم متاحف الجمهورية اليمنية حيث تم تأسيسه في عام 1991م وتم افتتاحه عام 1992م.
[c1]دور هيئة الآثار بعدن[/c]وللهيئة العامة للآثار والمتاحف دور لايستهان به كجهة مسؤولة عن هذه المتاحف والاهتمام بالمواقع الاثارية بالمحافظة وكان لابد لنا من أن نلتقي الأخت الدكتورة / رجاء صالح بالطويل مدير عام مكتب الهيئة العامة للآثار والمتاحف بعدن حيث قالت أنه سيجري قريباً الموسم الخامس لاستمرار عملية المسح الاثاري لمدينة عدن الكبرى لمديريتي المعلا وخورمكسر بالمحافظة، مشيره إلى أن المكتب قد انهى دراسة تقييمية لأعمال المسح المديريات: كريتر _ التواهي _ البريقة _ الشيخ عثمان وذلك بهدف إعداد الخارطة الآثارية السياحية لعموم اليمن حيث تسقط هذه المعالم على الخارطة السياحية الاثارية وتصبح من المعالم والمواقع التي يمنع المساس بها.وأضافت أن عملية المسح لهذه المواسم قام بها فريق من المختصين من مكتب الهيئة بعدن برئاسة المدير العام .. وكانت ميزة هذا المسح لمدينة كريتر أن المكتب التنفيذي للمحافظة عدن برئاسة الأخ / أحمد محمد الكحلاني محافظ المحافظة والأخ / عبدالكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي وأعضاء المكتب التنفيذي بالمحافظة قد تفاعلوا مع هذه الدراسة المقدمة للمكتب التنفيذي من خلال استصدار قرار إعلان مدينة كريتر(صيرة) مدينة تاريخية بالتجهيز والإعداد لاستصدار القرار النهائي من قبل دولة الأخ د / علي مجور رئيس مجلس الوزراء كما هو متعامل به وفق النظم عند الإعلان للمدن التاريخية كزبيد وشبام وصنعاء القديمة والهجرين مؤخراً.[c1]استصدار قرار أعلى [/c]وقالت د . باطويل: أن المكتب قد انهى الدراسة التي كلف بها، وحالياً تتهيأ قيادة المحافظة ممثلة بالأخ المحافظ باستصدار القرار الأعلى من قبل دولة الأخ / رئيس مجلس الوزراء.
د. رجاء باطويل
واعتبرت أن هذا الانجاز يعد أحد الأهداف التي سعى إليها المكتب منذ أن كان يسمى المركز اليمني للأبحاث الثقافية كما يعد أيضاً أحد طموحاته التي استطاع أن يحققها على أرض الواقع وسيكون تتويجه بالقرار النهائي.وقالت: نتمنى استصدار القرار حتى نستطيع الإسهام جميعاً في الحفاظ على مدينة كريتر تراثها وتاريخها و آثارها خاصة أن تراث هذه المدينة تراث إنساني وذاكرة للأمة والحفاظ عليه تعد مسألة يتوجب على الجميع القيام بها.[c1]معرض الصور التاريخية [/c] من جانب آخر وفي إطار الاهتمام بالتراث العربي افتتح في منتصف الشهر الجاري معرض الصور الفوتوغرافية “مائة سنة من الصور في شبه الجزيرة العربية” الذي تنظمه الحكومة الفرنسية بالتعاون مع الحكومة اليمنية ممثلة بوزارة الثقافة والذي يستمر حتى نهاية مارس 2008م.وتحتوي قاعات المتحف الوطني على صور فوتوغرافية نادرة لذكريات شبه الجزيرة العربية، وهو ايضاً معرض تراثي يضم حوالي (150) صورة فوتوغرافية ويرافقه عرض لأعمال فنية راقية يعكس مدى الاهتمام الفرنسي بالماضي والتراث الفني لهذه المنطقة وخاصة اليمن.الدكتورة رجاء باطويل مدير عام الهيئة العامة للاثار والمتاحف بعدن أو ضحت أن صور المعرض تحكي عن واقع شبه الجزيرة العربية التي تعتبر ذات تاريخ وعادات وتقاليد واحدة، مشيرة إلى أن إقامة هذا المعرض جاء بهدف إعادة توحيد تاريخ الجزيرة التي تغيرت في فترات سابقة بفعل الصراعات السياسية.وأضافت أن صور المعرض التقطها بحاره فرنسيون وأجانب في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين لكون فن التصوير الشمسي قد بدأ في عام 1830م وكان فقط حكراً على العسكريين والآثاريين لأنها لم تكن فكرة رائدة حينذاك، وفي عام 1850م بدأ يتوسع هذا الفن من ناحية الاستخدامات وأكدت د. با طويل أن اختيار افتتاح هذا المعرض في اليمن لكونها تميزت بين الدول بواقعها التراثي والتاريخي في شبه الجزيرة العربية وخصوصاً مدينتي صنعاء وعدن اللتين لعبتا دوراً لا يستهان به في التاريخ.
[c1]تجهيزات قبل العرض[/c]وعن التجهيزات التي قام بها المكتب قبل افتتاح المعرض قالت : لقد تلقف مكتب الهيئة توجيهات قيادة المحافظة ممثلة بشخص الأخ أحمد محمد الحكلاني محافظ عدن.. وبفضل الكادر الموجود بالهيئة في عدن رعى المعرض منذ التجهيز الذي استمر 3 أيام وكذا الزملاء الفرنسيين منظمي المعرض استطعنا في زمن قياسي وبمساندة الأخوة في صندوق النظافة ممثلة بالأخ المهندس/ قائد راشد أنعم المدير التنفيذي للصندوق القيام بعمليات التجميل لصالات المتحف وتجهيزها بشكل لائق لهذه المناسبة منطلقين من أهمية مدينة عدن وما قامت به من دور ثقافي منذ ثلاثينات القرن الماضي ليس على مستوى اليمن وإنما على مستوى جنوب الجزيرة العربية وميناؤها القديم عدن الذي يعد من أشهر الموانئ الثلاثة في العالم إن لم يكن أشهرها.وأكدت د. با طويل أن المعرض قد حقق نجاحاً باهراً وذلك من خلال اطلاعنا على دفتر الملاحظات لاستقبال الزوار حيث زار المتحف مديرو المكاتب التنفيذية بالمحافظة وقناصل الدول العربية المعتمدين في عدن وأعضاء السلطة المحلية والجمعيات ولفيف من المثقفين والمهتمين بالتراث الثقافي ومجموعة من الطلاب والطالبات والسياح الأجانب وغيرهم مشيرة إلى أنه خلال الأسبوع الأول بلغ عدد زوار المعرض نحو ألفي زائر ويتوقع أن يصل عدد الزائرين للمعرض إلى أكثر من هذا العدد.واختتمت الدكتورة رجاء با طويل حديثها قائلة : “ إن إقامة مثل هذه المعارض في المتحف تعطي أهمية خاصة كون موضوع المعارض يرتبط بوظيفة المتحف وتخصصه “.وثمنت عالياً المستوى الرفيع للوعي الثقافي لسكان مدينة عدن، بمختلف شرائحهم الاجتماعية، الذي عكسه الحضور الكبير والطيب الذي لمسه الجميع.