الهاشمي يقول ان الروح الاقصائية لقانون اجتثاث البعث تجعله لا يصدق عليه
طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي
بغداد / 14 أكتوبر / بول تيت : هز انفجاران سوقين مزدحمتين للحيوانات الأليفة في بغداد أمس الجمعة وأسفرا عن مقتل 72 شخصا في اشد الهجمات دموية بالعاصمة العراقية منذ ستة أشهر. وقالت الشرطة ان مهاجمة انتحارية قتلت 45 شخصا عندما فجرت نفسها في سوق للحيوانات الأليفة في وسط بغداد.، وأضافت ان 82 شخصا آخرين أصيبوا بجراح في الانفجار الذي وقع في سوق الغزل للحيوانات الأليفة والذي تعرض للتفجير ثلاث مرات على الأقل في العام الماضي. وفي هجوم آخر وقع بعد فترة وجيزة قالت الشرطة إن 27 شخصا قتلوا وأصيب 67 في سوق للطيور بجنوب بغداد نتج عن انفجار قنبلة زرعت على الطريق أو هجوم انتحاري آخر نفذته امرأة. وعلى الرغم من استمرار انخفاض الهجمات في أنحاء العراق إلا أن الهجومين الأخيرين يسلطان الضوء على تحذيرات الجيش الأمريكي من احتمال عودة العنف الذي دفع العراق إلى حافة الحرب الأهلية الطائفية. وقال شاهد يدعى أبو حيدر الذي غطته الدماء بينما كان يقف وسط الأكشاك المدمرة وجثث الطيور وغيرها من الحيوانات «جئت لكي استمتع . لا أعرف كيف نجوت. «كنت أقف هناك في الموقع عندما حدث الانفجار. طرحني أرضا. وعندما تمكنت من النهوض شاهدت عشرات الجثث والجرحى.» وقال آخر إن المهاجمة الانتحارية دخلت السوق وقالت إن لديها طيورا تريد بيعها. وأضاف أن العشرات تجمعوا حولها وعندئذ انفجرت قنبلة أخفتها تحت ملابسها. وقالت الشرطة إن الهجوم الثاني نتج عن انفجار قنبلة زرعت على الطريق.، غير أن العميد قاسم موسوى المتحدث باسم الجيش العراقي في بغداد قال إنه في كلا الهجومين حملت امرأة متفجرات ثم جرى تفجيرها عن بعد.، وتابع أنهم عثروا على الهاتفين المحمولين اللذين استخدما في التفجيرين. وقال شهود إن سيارات الإسعاف تحاول الوصول إلى الموقع بعد انفجار سوق الغزل الذي وقع في نفس موقع انفجار سابق تقريبا في 23 من نوفمبر تشرين الثاني وقتل فيه 13 شخصا.، وأضاف الشهود أن الشرطة ومسؤولي الدفاع المدني يكدسون الجرحى في سيارات وفي صناديق شاحنات مكشوفة بينما ساعد جنود أمريكيون في تأمين المنطقة. وقال شاهد يدعى حسن سلمان يبيع علف الطيور بسوق الغزل «أغلب الذين يزورون السوق فقراء ويذهبون من اجل الاستمتاع فقط .. لكنهم أتوا وقتلوا.» ويقام السوق أيام الجمعة فقط ويقصده المئات من سكان بغداد. وأسفر هجوم يوم 23 من نوفمبر تشرين الثاني بقنبلة مخبأة في قفص للطيور عن إصابة 57 شخصا أيضا. والهجوم الأخير هو الأكثر دموية في بغداد منذ ستة أشهر. وقتل 50 شخصا عندما انفجرت شاحنة وقود في العاصمة في أول أغسطس من العام الماضي.
من مخالفات الهجومين عل السوقين في بغداد
وانخفض العنف بشدة في أنحاء العراق مع تراجع الهجمات بنسبة 60 بالمائة منذ يونيو حزيران الماضي مما سمح للعراقيين بالخروج إلى الأسواق والمطاعم بينما يحاولون العودة إلى الحياة الطبيعية.، ورغم تحسن الأمن يحذر قادة أمريكيون من أن تنظيم القاعدة الذي يلقى عليه باللوم في أكبر الهجمات في العراق لايزال عدوا خطيرا. وأعاد التنظيم تجميع صفوفه في الشمال بعدما طرد من محافظة الأنبار بغرب البلاد ومناطق حول بغداد. وأظهرت بيانات للحكومة العراقية يوم الخميس أن 466 مدنيا عراقيا قتلوا في أعمال عنف في يناير بانخفاض بلغ أكثر من 76 بالمائة عن عدد القتلى في الفترة المقابلة من العام الماضي الذي بلغ 1971. وقتل 481 عراقيا في ديسمبر. سياسيا قال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي ان مجلس الرئاسة العراقي لن يصدق على الأرجح على قانون جديد يتيح للائتلاف من أعضاء حزب البعث السابق الذي كان يتزعمه صدام حسين العودة إلى وظائفهم القديمة. وستكون هذه الخطوة بمثابة ضربة لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي والولايات المتحدة التي أشادت بالموافقة على القانون في 12 يناير ووصفته بأنه خطوة مهمة لدفع جهود المصالحة الوطنية. وقال الهاشمي وهو سني عربي ان مشروع القانون الذي أقره البرلمان مليء بالعيوب لأنه يعني ان الكثير من الأشخاص الذين حصلوا على وظائف بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للإطاحة بصدام عام 2003 سيطردون منها حتى يتمكن البعثيون السابقون من العودة إليها. وقال الهاشمي في مقابلة «لا يمكن اعتباره (هذا القانون) خطوة باتجاه المصالحة الوطنية... وان الروح الاقصائية ولغة الثأر والانتقام واضحة في عدد من بنوده... وانه مدمر للمصالحة الوطنية.» وأضاف ان مجلس الرئاسة المكون من الرئيس ونائبيه «رفض التوقيع على القانون الجديد.»