الغرب أضرم نارا تنذر بصدام الحضاراتتحت عنوان "حروب الكاريكاتير وصدام الحضارات" كتبت صحيفة تايمز تقريرا قالت فيه إن الحكومات الغربية دعت إلى التهدئة قبيل صلاة الجمعة في ظل تفاقم العاصفة التي خلفها نشر وإذاعة رسوم كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.كرت الصحيفة أن نشر بي بي سي وتشانل فور لهذه الرسوم ينذر بجر بريطانيا إلى مواجهة تتزايد بشاعتها بين الإسلام والغرب.وفي تعليق آخر قالت تايمز إن للمسلمين الحق في الاحتجاج على تلك الرسوم ومقاطعة وسائل الإعلام التي نشرتها, لكنها اعتبرت أن إلقاء المسؤولية على حكومات الدول التي نشرت فيها تلك الرسوم أو مقاطعة بضائعها غير مبرر.ونقلت عن المفتي البريطاني عبدول بركة الله قوله إنه مهما كان اعتدال المسلم فإنه لن يساوم في أي شيء يتعلق بشخص الرسول صلى الله عليه وسلم, لأنه بالنسبة للمسلمين فوق كل شيء في الكون وهو أحب إليهم من أنفسهم وأهليهم والعالم أجمع.وتحت عنوان "محمد: رسول الله" كتب بول فاللي تعليقا في صحيفة إندبندنت قال فيه إن المسلمين يقدسون الرسول صلى الله عليه وسلم ويعتبرون المساس بشخصه ردة توجب القتل.لكن فاللي لاحظ أن المشكلة تكمن في غياب فهم الغرب للإسلام وغطرسته في الوقت ذاته, مشيرا إلى أن الفرق بين الإسلام والديانات الأخرى هو في الأساس كونه دين "كلمة" وليس دين "صورة أو تمثال".وحذر الكاتب من أن الغرب قد أشعل نارا ربما تأخذها الرياح إلى مسافات بعيدة.يوم الغضبقالت صحيفة ديلي تلغراف إن عالم الدين البارز الدكتور يوسف القرضاوي دعا المسلمين إلى اعتبار اليوم (أمس الجمعة) "يوما دوليا للغضب والاحتجاج" بسبب الحملة الإعلامية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.ونقلت عنه قوله "لندع الجمعة تكون يوم غضب دولي لله ولرسوله".كما نقلت عن العالم الإسلامي في كوبنهاغن أحمد عكاري قوله إنه حضر لقاء لأعضاء في جهاز المخابرات الدانماركي لاحظوا فيه أن الوضع "متوتر للغاية".وذكر عكاري أن رسالة وزعت عبر الهاتف النقال على الشباب المسلمين في الدانمارك، تحثهم فيه على عدم الرد على استفزاز اليمين المتطرف، الذي قد يصل حد حرق نسخ من المصحف الشريف.لكنه أكد عدم ثقته في أن ذلك سيكبح جماح المسلمين في الدانمارك, مؤكدا أن كثيرا منهم قد يكون له رد فعل غاضب جدا.وأضاف أنه ما لم تتدخل الشرطة للمحافظة على النظام فإن هناك مخاوف من انفلات الوضع.ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن زعماء دول إسلامية تحذيرهم من أن هذه القضية التي جرحت مشاعر ملايين المسلمين، ستستغل من طرف المتشددين في حربهم ضد الغرب.حرية التعبير ليست حرية للكذبقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز إن الغضب انتشر بين المسلمين عبر العالم على أثر تزايد المؤسسات الإعلامية التي تعمد إلى إعادة نشر صور كاريكاتيرية مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم كانت صحيفة دانماركية قد نشرتها قبل أشهر.وذكرت الصحيفة أن الصراع تفاقم على أكثر من صعيد, حيث شمل تهديد مواطني الدول التي نشرت فيها تلك الرسوم, ومقاطعة بضائعها وحرق أعلامها في مظاهرات شملت أنحاء عدة من العالم الإسلامي.لكن الصحيفة نقلت عن رؤساء تحرير بعض الصحف وزعماء سياسيين ومنادين بحرية الصحافة، تحذيرهم من أن هذه الأحداث تهدد الحقوق الديمقراطية للأشخاص.ونقلت في هذا الإطار عن الرسام الكاريكاتوري السويسري باتريك شاباتي، قوله إن رد فعل المسلمين أصابه بالصدمة لأنه يظهر مدى تحكم الإسلام الأصولي في حياتهم, مضيفا أن الهدف هو حجب رسوم الكاريكاتير كما تحجب النساء.لكنها نقلت عن زعماء مسلمين اتهامهم للإعلام الغربي بأنه يعمل على إهانة الإسلام, حيث قال دليل أبوبكر إمام مسجد باريس المركزي إن حرية التعبير لا يمكن أن تعني حرية الكذب.وأشار إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبعث بدين إرهابي بل على العكس من ذلك جاء بدين الرحمة والسلام.وبدورها اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز أن حدة التوتر لم تخفّ فيما يتعلق بهذه القضية, مشيرة إلى أنها آخر مظاهر الصراع الثقافي المحتدم بين أوروبا والمسلمين الذين يمثلون 10 من سكان بعض الدول في تلك القارة.وأشارت الصحيفة إلى أن كل الدلائل تظهر أن الأوروبيين ماضون في التصعيد, رغم تحذير بعض علماء المسلمين من أن هذه القضية قد تكون ذريعة للمتشددين لدعم أعمال إرهابية أو تنفيذها.غضب إسلاميقالت صحيفة ليبراسيون إن التنديد والتهديد تجاه الأوروبيين وخاصة الفرنسيين زادت حدته بعد إعادة الصحافة الأوروبية نشر تلك الرسوم.وذكرت الصحيفة أن جهود الدول الإسلامية تضافرت على المستويين الرسمي والشعبي في التعبير عن الاستنكار, مشيرة إلى أن السعودية عبرت عن رغبتها في أن يشجب الفاتيكان هذا التصرف.أما الاتحاد الأوروبي فقالت الصحيفة إن ردود أفعال مسؤوليه تراوحت بين الاستنكار المبطن وبين الدفاع عن حرية التعبير، التي تعتبرها أوروبا جزءا لا يتجزأ من قيمها الديمقراطية.ونقلت في هذا الإطار قول المفوض الأوروبي للتجارة بيتر آندرسون، إن إعادة بعض الصحف الأوروبية نشر هذه الرسوم لم تؤد إلا لسكب الزيت على نار الإساءة الأصلية.الدانمارك تحبس أنفاسها في يوم الغضب الإسلاميذكرت صحيفة يالاندس بوسطن الدانماركية صاحبة مبادرة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أن وزير خارجية الدانمارك بار ستيغ موللر الذي ينتمي إلى حزب المحافظين الدانماركي أعلن خشيته من صلاة الجمعة في البلاد الإسلامية.وأبدى الوزير -الذي رفض الاعتذار عن نشر الصور- تخوفه من أن تؤثر خطب الجمعة اليوم سلباً على الدانمارك، في حالة قيام خطباء الجمعة في العالم الإسلامي بدعوة المصلين إلى مقاطعة البضائع والسلع الدانماركية، مما يهدد بانتشار تلك المقاطعة لتشمل مناطق ودولا جديدة في كلا العالمين العربي والإسلامي.وقالت الصحيفة إن هذا التخوف يأتي في ظل دعوة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشعوب الإسلامية في كل مكان بأن يجعلوا يوم الجمعة "يوم احتجاج وغضب عالمي لله ورسوله"، والدعوة التي أطلقها يوسف القرضاوي للدفاع عن نبي الإسلام على خلفية إعادة صحف في دول أوروبية عدة نشر الرسوم، وداعياً إلى سلاح المقاطعة لأنه الأكثر نجاحا وفاعلية إذ بدأ يؤتي ثماره.
عالم الصحافة
أخبار متعلقة