في برقية لفخامة الرئيس من المشاركين في ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية:
بعث المشاركون في ندوة توثيق تاريخ الثورة اليمنية (الإنطلاق.. التطور.. آفاق المستقبل) رسالة شكر وتقدير إلى فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.. فيما يلي نصها:فخامة الأخ المناضل الرئيس / على عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظكم الله ورعاكم يطيب لنا نحن مناضلو الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر المشاركون في ندوة الثورة اليمنية:( الانطلاق .. التطور .. آفاق المستقبل ) في جزئها الخامس الاستقلال ووحدة النضال الوطني المنعقد في عدن في الفترة من الأول إلى الخامس من ديسمبر 2007م أن نهنئكم باعياد الثورة اليمنية ونعبر لكم عن بالغ الشكر والتقدير لإشرافكم ورعايتكم لهذه الندوة معربين لكم عن جزيل امتناننا لما حظي به رجال الثورة ومناضليها القدماء وشهدائها من رعاية واهتمام كبيرين ترتقي إلى مستوى الأعمال والتضحيات الوطنية التي قدمها هؤلاء لوطنهم وشعبهم.كم أنت عظيم وخالد في وجدان وضمير وعقول كل المناضلين وأسرهم الذين بادلتهم الوفاء بالوفاء وحرصت على تكريمهم بتخليد أسمائهم ومآثرهم وأعمالهم البطولية في ذاكرة الوطن والتاريخ عند استدعائك لهم من كل ارجاء الوطن إلى ندوة توثيق تاريخ الثورة باجزائها الخمسة في وقت تعمد فيه الآخرون نسيانهم وتجاهل أدوارهم وتضحياتهم وفي هذه القاعة تسامت إلى ذرى المجد مشاعر هؤلاء المناضلين البسطاء الفياضة بالحب والوفاء والإخلاص لشخصكم كأول قائد وطني انصفهم وأعطى تضحياتهم واعمالهم في سبيل الوطن حق قدرها.فخامة الأخ الرئيس القائد..إن عقد هذه الندوة في مدينة عدن يمثل تكريما لهذه المدنية ولدورها النضالي الوحدوي الريادي .. هذه المدينة التي توجت في 22 مايو 1990 واحدة من اعظم صفحات نضالها عبر التاريخ على أيديكم وطليعة كل المناضلين الوحدويين حين رفعتم أول علم لدولة الوحدة خفاقا في سمائها ليؤكد للعالم والتاريخ عظمة تضحيات وعطاءات هذه المدينة ومكانتها ودورها الحاسم في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر كأحد أهم منابع وإنتاج الفكر والثقافة الوطنية التحررية والوحدوية.أن هذه المدينة التي تعرضت عبر تاريخها التليد للكثير من المآسي والويلات .. واستعصت على الغزاة والمستعمرين قهرت كل أشكال الغزو الثقافي وقيمه البالية القائمة على العصبية والمذهبية والانتماءات الضيقة المناقضة لمكانتها وقيمها الحضارية الجامعة لكل أبناء الوطن.هذه المدينة تدين لكم يا فخامة الرئيس بكل عمل جميل وبما شهدته من تطور وازدهار ونهوض حضاري أعاد لها شبابها ووجهها المشرق ومكانتها الحقيقية كبوابة لليمن على المستقبل ففي هذه المدينة وما تشهده من تطورات تنموية وتوسع عمراني واقتصادي واستثماري متسارع يتجلى بوضوح صواب خياراتكم وفاعلية نهجكم في قيادة البلد.فخامة الأخ الرئيس.أن مناضلي الثورة اليمنية يتابعون بفخر واعتزاز خطواتكم العملية وانتم تعيدون بناء هذه المدينة طوبه طوبه ويرون في كل حجر تضعونها أساساً لمشروع تنموي أو خدمي جديد انتصارا حقيقيا لا هداف الثورة التي ناضلوا من اجلها وإنجازا واقعيا لآمالهم وأحلامهم في الأمس فيما يجد أبناؤهم وأحفادهم في هذه اللبنات الصغيرة نافذة نحو الغد الجميل المشرق.على النقيض من ذلك تجد قوى التخلف والظلام في كل انتصار وإنجاز وطني يتحقق على يديك تعرية لمساوئها وعجزها وتقويضا لبنيانها المختل ومشروعها ألتآمري وما نسمعه اليوم من أصوات نشاز تتعالى هنا وهناك في الحقيقة إما حشرجات موت لقوى موتورة ومأزومة تعيش لحظات احتضارها وإما صرخات استغاثة مكلومة لقوى أخرى فقدت مصالحها وأفل نجمها من سماء الوطن وارتمت في مزبلة التاريخ تسحقها أقدام الجماهير الزاحفة نحو المستقبل الوحدوي الجميل.فخامة الأخ الرئيس.لقد سبق وأعلنا نحن مناضلو الثورة اليمنية مواقفنا من كل الأحداث والتطورات التي تشهدها الساحة الوطنية ومن كل التآمرات التي يتعرض لها وطن الـ22 من مايو في أكثر من مناسبة وهذه المواقف تمثل امتدادا عمليا لقيمنا ومبادئنا الثورية الوحدوية ولنضالاتنا وتضحياتنا ضد الإمامة والاستعمار وترسيخ قيم الثورة والوحدة والديمقراطية والدفاع عنها.وفي هذه الندوة جدد مناضلو الثورة عهدهم بالوفاء والولاء الوطني من خلال الكلمات التي ألقيت في افتتاح الندوة باسم الجهات المنظمة للندوة وباسم المناضلين المشاركين فيها وحرصنا أن تكون أعمال هذه الندوة احد أشكال تنمية الوعي والنضال المعاصر لحماية الثورة والوحدة من أعدائها التاريخيين المتربصين بها والتصدي القوى والحازم لكل دعاة التمزق والانفصال ولكل المحاولات التي تسيء للوطن والتاريخ النضالي لشعبنا وتضحياته الجسيمة.لقد علمتنا تجارب الماضي استحالة المضي قدما بأهداف الثورة والحل الناجز لاكثر مشاكل الواقع الوطني تعقيدا والتصدي لتحديات المستقبل إلا في ظل الأمن والاستقرار والسلام الاجتماعي وكبح جماح الغوغائيين ودعاة التخلف والانعزالية وقوى التآمر أيا كانت أهدافها أو مطالبها وشعاراتها السياسية وانتماءاتها الفكرية والجهوية ونحن على يقين من أن حماية الثورة والديمقراطية ستظل اليوم كما كانت بالأمس ضرورة تاريخية وسنة طبيعية للثورة واهم عناصرها وواجباتها على الإطلاق . فخامة الأخ الرئيس القائد.. لقد تميزت هذه الندوة عن سابقتها في ارتفاع عدد المشاركين فيها وبحضور فاعل للمرأة إلى جانب عدد من رجالات الدولة والباحثين المختصين من جامعة عدن مما اضفى على هذه الندوة المزيد من التنوع والشمولية في طبيعة أوراق الندوة ونقاشاتها.. والقضايا التي بحثتها ووثقتها. وفي الوقت ذاته شكلت هذه الندوة لوحة بانورامية وطنية جميلة لواقع النضال الوطني التحرري بشقيه المدني والعسكري، واختزلت جميع مكوناته السياسية الاجتماعية السائدة حينها بكل ما ساد فيها من اختلاف وتناقض في المواقف ووجهات النظر حول بعض القضايا التي لا زالت حتى اليوم محل اختلاف العديد من فرقاء النضال التحرري وهذا ما تجلي في بعض جلسات هذه الندوة التي اتسمت بحدة الطرح والمهاترات وتبادل الاتهامات التي أضفت على أعمال الندوة المزيد من الأهمية والبعد التاريخي في توثيق الوقائع والأحداث من وجهات نظر مختلفة ومتباينة تاركة للباحثين والمؤرخين مهمة فرز الغث من السمين وتصنيف هذه الوقائع والاحداث ودراستها وتحليلها من منظور علمي تاريخي ووفق تطور مذاهب التاريخ وفلسفاته وادواته النظرية والعلمية المعاصرة. فخامة الأخ الرئيس القائد.أن المشاركين في هذه الندوة يعتبرون كلمتكم التوجيهية التي ألقيت في الجلسة الافتتاحية احد أهم وثائق هذه الندوة بما تحمله من مضامين ذات أبعاد سياسية وطنية كبيرة تتجاوز معطيات الحاضر نحو معالجة إشكالات الماضي وتركته السياسية الاجتماعية المثقلة وتمهد الأرضية المناسبة لإعادة بنا حاضر الوطن ومستقبله على أسس وحدوية اجتماعية صحيحة ومتينة تعكس نهجكم التسامحي وحرصكم الدائم على معالجة جراحات الوطن وعلله المختلفة .لقد تحققت الوحدة المباركة في 22مايو 1990م وكانت قناعاتكم وتوجهاتكم صحيحة، من حين أعلنتم أن بناء الحاضر والمستقبل لا يمكن ان يتحقق بشكل سليم وناجز إلا من خلال معالجة جراحات الماضي وإشكالاته وموروثاته المختلفة التي لا زالت تفرض نفسها وآثارها السلبية على حاضرنا بفعل رواسبها المتخلفة المعشعشة في وجدان ووعى قطاع واسع من أبناء هذا الوطن وتتحكم في نمط تفكيرهم وسلوكهم المعاصر الذي يبدد قدرات الوطن وطاقاته البشرية الخلاقة من صراعات ومعارك ثار سياسية ثانوية ويحد من قدراتنا على الانطلاق نحو المستقبل . ان جهودكم المبكرة في معالجة مخلفات ورواسب وموروثات الماضي المتخلفة التي تعود جذورها إلى ما قبل الثورة اليمنية 26سبتمبر و14اكتوبر، تمثل بكل المعايير التاريخية احد أهم وأعظم واخطر معارككم التي تخوضون غمارها في سبيل الحفاظ على هذه الثورة وتجديد روحها، وفي سبيل صيانة وتعزيز عرى الوحدة الوطنية للشعب والظفر بالحاضر والمستقبل ولقد حققتم في هذه الحرب الضروس والمعقدة والمكلفة الكثير من الانتصارات والنجاحات التي لا ينكرها إلا جاحد أو معاد لهذا الوطن.فخامة الأخ الرئيس..ان إعلانكم رد الاعتبار لجميع أبناء الوطن الذين استشهدوا بعد الثورة في دوامات الصراعات الداخلية التناحرية من داخل كل شطر وبين الشطرين وتكريمهم معنويا وإنصافهم تاريخيا ورعاية ودعم أسرهم وأبنائهم يمثل امتداداً عضوياً لنجاحاتكم وأعمالكم في التصدي لإشكالات الواقع الاجتماعية المعاصرة من خلال معالجة جذورها الماضوية من مصادرها وتجاوز مسبباتها وآثارها السلبية. إننا نحن مناضلو الثورة اليمنية نعلن تأييدنا ودعمنا الكامل لهذه التوجيهات وننذر أنفسنا للعمل تحت قيادتكم لإنجاز مختلف مهام البناء الوطني التي تتصدون لها، ونؤكد لكم نحن المشاركون في هذه الندوة الذين عايشوا احداث الماضي وساهموا في صناعة نجاحاته وإيجابياته، كما ساهموا في صناعة اخفاقا ته وسلبياته، وان العديد ممن شاركوا في صناعة مآسي وإشكالات تلك المرحلة، لم يتخلوا عن مسؤوليتهم وسيكونون مشاركين فاعلين ومؤثرين في إنجاح هذه الدعوة.. وذكروا في رسالتهم بان مناضلي الثورة اليمنية كانوا وسيظلون حريصين على تنفيذ توجيهات الرئيس الخاصة بإغلاق ملفات الماضي، إلا انهم في الوقت ذاته يحرصون على توثيق هذه الملفات كجزء من تاريخ هذا الوطن في وجهه السلبي، حتى يتسنى للأجيال دراستها برؤية نقدية تحليلية واقعية تمكنهم الاستفادة من الأخطاء وعدم تكرارها أو إعادة انتاجها، فالذي لا يدرس التاريخ لا يتعلم من ماضيه، ولا يمكن له أن يتجاوز أخطاء هذا الماضي وسلبياته بل سيعمل على إعادة إنتاج سلبيات وإشكالات الماضي بوسائل وأشكال وأساليب معاصرة.. قالوا: قبل اربعين عاماً توج شعبنا نضالاته الوطنية التحررية بالاستقلال السياسي من السيطرة الاستعمارية بيد ان هذه الاستقلال السياسي لم يحقق كامل أهداف الثورة التي نجحت إلى حد كبير في أحداث تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية كبيرة، لم تصل إلى المستوى الذي يساعدها على التحرر من جمودها وشمولية السياسي وضيق قاعدته الاجتماعية وغيرها من السلبيات المولدة لدورات الصراعات السياسية التناحرية التي شهدها الوطن قبل الوحدة. وأشاروا إلى تمكن فخامة الرئيس من تجديد روح الثورة وتحريرها من جمودها الداخلي وقوالبها السياسية الاقتصادية والفكرية الجامدة وتحرير الوطن من براثن التشطير وإخماد جذور الفتن والصراعات والحروب الداخلية والشروع في بناء الدولة الوطنية المؤسسية الحديثة.. والاهم من ذلك الأخذ بالخيار الديمقراطي كأحد أهم الوسائل الحضارية المعاصرة لبناء وإعادة بناء الإنسان اليمني الجديد في ظل واقع جديد يحقق له الحرية السياسية والاقتصادية والفكرية والاجتماعية ويضمن صيانتها وحمايتها. وتطرق المناضلون إلى مبادرة فخامة الرئيس وأكدوا ان مبادرة الرئيس في التعديلات الدستورية وتطوير النظام السياسي الديمقراطي في بلادنا جاءت لتؤكد صواب خيارات وقدرة الرئيس العالية على فهم معطيات الواقع الوطني السياسي واحتياجاته المعاصرة والمستقبلية، وتمثل خطوة متقدمة في مسار ترسيخ وتطوير التجربة الديمقراطية وتوسيع نهج المشاركة الشعبية المباشرة في صناعة القرار وإدارة البلد وتهدف إلى تفعيل وتبسيط المنظومة الاجتماعية والسياسية وتطوير ادائها وتعزيز اسهاماتها العملية في بناء الوطن. وأوضحوا أن هذه المبادرة مثلت احد محاور الندوة التي تم بحثها ومناقشتها باستفاضة من قبل كافة المشاركين الذين اعتبروها ضرورة حتمية معاصرة اشترطتها قوانين تطوير التاريخ الوطني واحتياجات الوطن إلى حلول علمية واقعية لمشكلات الحاضر وتحديات المستقبل وتحديث البناء المؤسسي للدولة اليمنية. وعاهدوا فخامة الرئيس على المضى قدماً في دروب الثورة واستكمال المشوار الذي بدؤوه قبل نصف قرن والعمل المشترك تحت قيادة الرئيس الحكيمة لمواجهة مختلف التحديات المعاصرة برؤية وطنية موحدة تستمد قيمها وأهدافها من واحدية الثورة اليمنية...