بيروت/14 أكتوبر/ ليلى بسام: أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى أمس السبت انه سيواصل جهوده لحث الزعماء اللبنانيين المتناحرين على الموافقة على خطة عربية لإنهاء الأزمة الرئاسية رغم عدم التوصل إلى اتفاق. وغادر موسى بيروت أمس بعد أربعة أيام من المحادثات المستفيضة مع زعماء سياسيينوقادة روحيين. وقال موسى في مؤتمر صحفي عقده في المطار قبيل مغادرته «أنا مغادر الآن ومعي حصيلة كبيرة من نتائج المشاورات وهناك جو ايجابي في محاولة الحركة نحو الحل وسوف أعود ان شاء الله في ظرف أيام لاستئناف هذه المساعي.» أضاف «الحصيلة هي إننا أعدنا الحياة إلى العمل السياسي لحلحلة ثم حل الموقف. أنا اعتقد إننا حققنا الحلحلة كخطوة نحو الحل.» وأشار الأمين العام للجامعة إلى انه ستكون هناك متغيرات خلال فترة غيابه «آمل فيها وأتوقعها ... سيكون هناك تطورات.» ولبنان بلا رئيس منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق إميل لحود في 23 نوفمبر. وأرجأ لبنان الجمعة انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا.. وهي الخطوة التي كانت مقررة اليوم.. إلى 21 يناير في تأجيل هو الثاني عشر. ويتعذر إجراء الانتخابات دون اتفاق بين الغالبية المدعومة من الغرب والمعارضة التي يتقدمها حزب الله. ويحاول لبنان انتخاب رئيس منذ 25 سبتمبر وهو أمر يتطلب حضور ثلثي أعضاء البرلمان على الأقل. وقاطع نواب المعارضة الجلسات المتتالية للبرلمان لمنع إجراء الانتخاب. وفشل موسى في محاولتين سابقتين للتوسط في حل أزمة لبنان وهي الأسوأ منذ الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990 . وكانت الحكومات العربية أقرت قبل أسبوع خطة لإنهاء الأزمة تنص على اختيار سليمان رئيسا للبنان. كما قضت بتشكيل حكومة وطنية على أن يكون سليمان هو الحكم بين الغالبية والمعارضة إضافة إلى إقرار قانون للانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل. ورحب الفرقاء اللبنانيون بالخطة لكنهم بدأوا بتقديم تفسيرات مختلفة لشكل الحكومة الجديدة. وقال زعماء المعارضة لموسى أنهم يصرون إما على توزيع المقاعد الوزارية بالتساوي أو إعطائهم حق النقض (الفيتو) وهما خياران رفضتهما الأكثرية الحاكمة من قبل. وذكرت مصادر سياسية ان موسى قال للمعارضة ان الخطة العربية لا تمنحها تمثيلا متساويا مع الأغلبية أو حق النقض في مجلس الوزراء لكنها أيضا تحرم الأكثرية الحاكمة من الحصول على الأغلبية البسيطة من خلال إعطاء عدد من المقاعد لرئيس الجمهورية الجديد. وأعلنت سوريا والمملكة العربية السعودية وهما قوتان إقليميتان تأييدهما للخطة التي جاءت بعد فشل جهود الوساطة الفرنسية. وجدد موسى وصفه للوضع بلبنان بأنه «لا يزال خطيرا طبعا ولذلك أنا سأعود.» موضحا ان «سوريا جزء من المبادرة العربية ودورها أنا اقرأه ايجابيا ...نعم سأزور دمشق ان شاء الله.» وقال موسى عقب اجتماعه مع زعيم الأغلبية البرلمانية سعد الحريري «ان الأيام المعدودة ستكون مخصصة للتفاهم والتشاور مع الوزراء العرب وإبلاغهم إننا ما زلنا على الطريق ونعمل على تنفيذ المبادرة العربية.»