عيادة رمضان
إعداد/ وردة العواضي: بيت الداء هي المعدة، وطريقة الأكل وما تأكل تحدد لك سلامتها أم لا.. والصيام له فوائد على المعدة مثلها كمثل بقية أعضاء الجسم.. وهناك قواعد لابد من اتباعها في هذا الشهر الكريم حتى بتحقق الفائدة الحقيقية للصيام على المعدة.. فهناك التركيب التشريحي للمعدة لابد من معرفتها حتى لا تصبح مكان لتعبئة الطعام.د/ علي الزخمي - مدير مركز طب العائلة يتحدث عن ذلك: [c1]المعدة بيت الداء[/c]في أغلب الاحيان يأتي المريض أو يزورون الناس عيادة الطبيب وهم يحملون هموم جمة وقد لا يستطيع المريض ان يلخص شكواه في نقطة واحدة أو الطبيب المستمع لا يستمع بما يحكى له من قبل هذا الشخص أو ذاك وفي نهاية المطاف لو ركزنا على أهم أسباب علتنا البعض يفتكر إنه عندما يلتهم كميات كبيرة من اللحوم والمواد الغذائية الاخرى قد اكتسب مادة غذائية هامة للجسم لكن بعكس ذلك فكلما زاد الأكل عن معدله الطبيعي كما في وصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) أي الثلث، فإنه يسبب المتاعب للإنسان، فيبدأ بالشكوى من الصداع وضيق النفس والاكتئاب في الشعور بالامتلاء دون ان يتذكر ان السبب يعود إلىه حين انه تعامل مع الأكل بدون تعقل وبالتالي يدفع ثمن تهوره كمن يقود السيارة بسرعة 150 كجم في الساعة وسط زحام السيارات وضيق الشوارع وبالتالي يشكي من حادث حصل دون ان يكون في الحسبان.والصيام يعد فرصة ذهبية للتغلب على متاعب صحية عديدة ويخفف من الآم بعض الأمراض، حيث انه بمثابة فترة راحة للجهاز الهضمي تستمر شهراً على مدار كامل من الاجهاد فمع بداية الصيام تتوقف عملية مضغ الطعام والبلع واما المعدة والامعا فإنها لا تتوقف عن العمل نظراً لان عملية هضم وامتصاص الطعام تستغرق ما يقرب من 12 - 14 ساعة ومعنى ذلك ان الجهاز الهمضي لن يتوقف عن العمل ولكنه سيستريح من عناء ادخال طعام على طعام آخر.ومن واقع العمل اليومي نلاحظ ان العيادات تمتلئ بالمرضى بشكواهم واحدة في اغلب الأحيان على سبيل المثال:- صراع شديد بعد تناول وجبة العشاء مصحوب بالدوار والغثيان.- عدم القدرة على التنفس والآم في البطن دون تحديد مكان معين فيها.- الشعور بالخمول الشديد وعدم القدرة على الحركة واضطرابات من نبضات القلب مع التعرق الشديد وسرعة حركة التنفس واسهال حاد مصحوب بالمادة المخاطية والدم وارتفاع درجة الحرارة والآم المفاصل. وهذا مرتبط ارتباطاً أساسياً بمائدة الطعام الرمضانية وللأسباب المذكورة ترونا نقدم لكم بعض من أطراف المعرفة حول الصيام والجهاز الهضمي..المعدة التركيب والوظيفة: المعدة هي جزء متسع من القناة الهضمية وتقع بين المريء والأمعاء الدقيقة ويقع معظمها تحت الغشاء المبطن للضلوع، وتتمثل على ظاهر البطن في المنطقة الشراسيفية ومنطقة السرة ومنطقة الربع الأيسر الأعلى من البطن انظر الشكل (1) وتحيط بها من الداخل الأعضاء التالية: من الأمام: الفص الأيسر من الكبد وجدار البطن الأمامي. ومن الخلف: الجزء الباطني من الشريان الأورطي والبنكرياس والطحال والكلية اليسرى والغدة الكظرية. ومن أعلى: الحجاب الحاجز والمريء والفص الأيسر من الكبد. ومن الأسفل: القولون المستعرض والأمعاء الدقيقة. ومن الأسفل لليسار: الحجاب الحاجز والطحال. ومن الأسفل لليمين: الكبد والاثنا عشر. وتتصل المعدة بالمريء عند الصمام الفؤادي وهذا يمنع رجوع الطعام الى المريء كما تتصل بالأمعاء الدقيقة عند صمام البواب والذي يقفل عندما تحتوي المعدة على الطعام، ويقسم علماء الطب المعدة إلى ثلاث مناطق:قاع المعدة وجسم المعدة، ومنطقة الغار البوابي، انظر الشكل(3) وتصل للمعدة الأعصاب الودية من الشبكة البطنية وهي المسؤولة عندما تثار وقت الشدة في تثبيط حركة الأمعاء وتثبيط إفراز العصارة المعدية، بينما تصل اليها الأعصاب نظيرة الودية من العصب المبهم وهي المسؤولة عن تنشيط حركة الأمعاء وتنشيط إفراز العصارة المعدية، ويتجمع الطعام في المعدة في هيئة طبقات يبقى الجزء الأخير منه في قاع المعدة لبعض الوقت ثم يخلط بالعصارة المعدية بالتدرج كما يبقى لبعض الوقت ايضا لإضافة العصارة الحمضية على الطعام لوقف عمل إنزيمات اللعاب. ويتركب جدار المعدة من ثلاث طبقات من العضلات: وطبقة متوسطة من الياف عضلية مستديرة، وطبقة داخلية من الياف عضلية مائلة، وهذا التنظيم يسمح بالحركة الطاحنة المميزة لنشاط المعدة بالإضافة الى حركتها الدودية، وتتقوى العضلات المستديرة في منطقة الغار البوابي والصمام البوابي، وذلك لإحكام إغلاق هذين الصمامين وقت الحاجة، اما الغشاء المبطن للمعدة فيكون في ثنايات طويلة او تجاعيد عندما تكون المعدة فارغة، وعند امتلائها تزول هذه التجاعيد وتصبح بطانة المعدة ذات ملمس مخملي، وتحت هذا الغشاء توجد غدد عديدة لإفراز العصارة المعدية، وتفرز المعدة حوالي لترين من هذه العصارات في اليوم.ويعتمد إفراغ المعدة على نوعية الطعام بداخلها، فوجبة الكاربوهيدرات تترك المعدة بعد 2.3 ساعات بينما تتأخر وجبة البروتينات إلى فترة أطول. وأما وجبة الدهنيات فتمكث فترة أطول منهما. [c1]الحجم الأقصى للمعدة[/c]يختلف حجم المعدة بحسب كمية الطعام التي تحتويها فحينما يدخل الطعام إلى المعدة نجدها تنفخ تدريجياً للخارج مستوعبة كميات أكبر وأكثر من الطعام حيث تتمتع الألياف العضلية الملساء في المعدة بخاصية المرونة حتى تصل إلى أقصى حد لها وهو حوالي لتر ونصف اللتر ويظل الغضط داخل المعدة منخفضاً حتى تقترب من هذا الحجم بناء على قانون لابلاس القائل بأنه كلما ازداد قطر الجسم كلما زاد التقعر في خداره فلا تسبب زيادة قطر المعدة إرتفاعاً في الضغط داخلها إلا بدرجات ضئيلة جداً وبما أن حجم المعدة حوالي 1500 ملمتر يمكن تقسيم حجم المعدة إلى ثلاثة أقسام متساوية سعة كل قسم نصف لتر (500 مل).المعدة ثلاثة أقسام: قال ابن القيم: ومراتب الغذاء ثلاثة 'احدها مرتبة الحاجة: والثانية: مرتبة الكفاية: والثالثة: مرتبة الفضلة'. فأخبر النبي انه يكفيه لقيمات يقمن صلبه، فلا تسقط قوته ولا تضعف معها، فإن تجاوزها: فليأكل في ثلث بطنه، ويدع الثلث الآخر للماء، والثالث للنفس. وهذا أنفع للبدن والقلب: فإن البطن إذا امتلأ من الطعام، ضاق عن الشراب. فإذا اورد عليه الشراب ضاق عن النفس وعرض له الكرب والتعب، وصار محمله بمنزلة حامل الحمل الثقيل. هذا الى ما يلزم ذلك من فساد القلب، وكل الجوارح عن الطاعات، وتحركها في الشهوات التي يستلزمها الشبع. وقال الحافظ ابن حجر قال القرطبي لو سمع بقراط بهذه القسمة لعجب من هذه الحكمة وقال الغزالي قبله من باب كسر الشهوتين ذكر هذا الحديث لبعض الفلاسفة فقال ما سمعت كلاماً من قلة الأكل أحكم من هذا ولا شك من أن أثر الحكمة في الحديث المذكور واضح وإنما خص الثلاثة بالذكر لأنها أسباب حياة الحيوان ولأنه لا يدخل البطن سواها وهل المراد بالثلث التساوي على ظاهر الخبر أو التقسيم إلى ثلاثة أقسام متقاربة محل احتمال والأول أولى.[c1]حجم هواء التنفس[/c] تلك لمراجع الطبية الحديثة انه كل شهيق وزفير في التنفس الطبيعي تدخل إلى الرئتين وتخرج منها حوالي 500 ملليمتر من الهواء مع كل تنفس وبما ان هذه الكمية تدخل وتخرج بانتظام كما البحر فإنها لذلك تسمى الحجم المدي وهو يقدر بجهاز خاص لقياس كمية الهواء المتبادل في عملية التنفس يسمى مقياس النفس. وهناك علاقة حيوية بين المعدة والتنفس حيث تكمن المعدة في الجزء العلوي من التجويف البطني تحت الحجاب الحاجز مباشرة وتستقبل الطعام بعد مضغه وبلعه ومروره بالمرئ وللمعدة قدرة كبيرة على تغيير حجمها فهي تبدو صغيرة عندما تكون فارغة وتتمدد كثيراً بعد تناول وجبة كبيرة وعندئذ يشعر الإنسان بعدم الراحة وصعوبة في التنفس ويعني ذلك أن المعدة قد امتلأت أكثر من اللازم حتى أصبحت تشغل حيزاً يزيد عن المعتاد فضطعت على الحجاب الحاجز فأوجد هذا صعوبة في تقلصه وإعاقته عن الحركة إلى أسفل بالقدر اللازم لحدوث تنفس عميق. [c1]الطعام وكيف يستفيد منه الجسم[/c]يتكون الطعام الذي نأكله من البروتينات، والكربوهيدرات، والدهون، والفيتامينات مخلوطة بأثر بسيط من معادن الأرض وقد هيأها الله سبحانه في صور شتى، وألوان مختلفة، وطعوم جذابة، ليتناولها الإنسان بشغف. ويستخدم الجسم من الطعام بتحوله الى مكوناته الأولية وتحرر الطاقة الكامنة فيه بين جزيئات مواده وذراتها عبر عملية تسمى بالمثيل الغذائي، والتي يمكن تلخيصها بعميلتي البناء والهدم. ففي عملية البناء تستخدم مكونات الغذاء المختلفة بعد تحللها بالعصارات الهضمية وامتصاصها في بناء الخلايا الجديدة، والمركبات الحيوية المختلفة، وفي عملية الهدم يقوم الجسم بحرق مكونات الطعام بخطوات دقيقة ومتدرجة حيث تؤكسد فيها: الكربوهيدرات، البروتينات والدهون، منتجة ثاني اوكسيد الكربون، والماء، والطاقة. ويستفيد الجسم من الطاقة التي حصل عليها في تشغيل أجهزته المختلفة، وفي الحركة، وفي إنتاج الحرارة اللازمة لحفظ درجة ثابتة لا تتغير، وما يزيد عن حاجته منها يخزن في مخازن خاصة تستجلب عند الحاجة إليها. [c1]أخيراً أضرار امتلاء المعدة[/c] لقد تعددت مظاهر استنباط العلماء للحكم الصحية في هذا الحديث، فقد افرد ابن القيّم في الطب النبوي فصلا حول هديه. في الاحتماء من التخم والزيادة في الأكل على قدر الحاجة، والقانون الذي ينبغي مراعاته في الأكل والشرب قال عليه الصلاة والسلام والأمراض نوعان: أمراض مادية تكون عن زيادة مادة: أفرطت في البدن حتى أضرت بأفعاله الطبيعية، وهي الأمراض الأكثرية وسببها: إدخال الطعام على البدن قبل هضم الاول، وزيادة في القدر الذي يحتاج إليه البدن، وتناول الأغذية القليلة النفع البطيئة الهضم، والإكثار من الأغذية المختلفة التراكيم المتنوعة. فإذا ملأ الآدمي بطنه من هذه الأغذية، واعتاد ذلك أورثته أمراضا متنوعة، منها بطيء الزوال أو سريعه. فإذا توسط في الغذاء، وتناول منه قدر الحاجة، وكان معتدلا في كميته وكيفيته كان انتفاع البدن به أكثر من انتفاعه بالغذاء الكثير. إذاً لابد من وجود (التوازن الغذائي) تؤكد جميع الأوساط العلمية المهتمة بالغذاء وصحة الإنسان ضرورة مراعاة التوازن الغذائي بين الطاقة المستهلكة والطاقة التي يتناولها الإنسان من خلال الطعام وفي هذا الحديث اشارة واضحة لذلك ويذكر العلماء أن الغذاء المتوازن لا يعتمد فقط على حجمه بل نوعه ويمكن تحديد كمية الطعام ونوعيته التي يحتاجها الفرد حسب نشاطه وعمله بناءاً على المعلومات الآتية:1- لابد أن يحتوي الغذاء على عناصره الأساسية من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون والفيتامينات والمعادن والماء.2- ينبغي أن تكون نسبة الكربوهيدرات في كمية الغذاء الواحد حوالي 60 ونسبة البروتينات حوالي 15 ونسبة الدهون حوالي 25.3- تقسم كمية السعرات الحرارية اللأزمة للشخص حسب طبيعة عمله من العناصر الثلاثة في الخطوة السابقة على ما يعطيه كل جرام منها من السعرات الحرارية (إذ يمده الجرام الواحد من كل منه الكربوهيدرات والبروتينات بـ 1-4 كيلو كالوري ويمده الجرام من الدهون بـ 9.3 كيلو كالوري ويمده الجرام من الدهون بـ 9.3 كيلو كالوري) وهكذا تحسب الكمية اللازمة بالضبط للفرد وعليه يمكن التحكم في كميات الطعام التي نتناولها على علم وفهم فان كان الشخص يعاني من البدانة فليتناول كمية أقل منها ويسحب من مخزونه من الطاقة باقي الكمية اللازمة لاحتياجاته اليومية وبالتالي يمكن ان يتخلص الإنسان من السمنة بسهولة بتطبيق هذا الحديث العظيم نتوفى الأخطار والمهالك مع تحقق المنفعة والفائدة لأجسامنا وأرواحنا .