يخطئ من يفصل بين الارهاب وثقافة التطرف التي انتجته! ولقد قام تنظيم القاعدة وحركة طالبان على عقيدة وأفكار الدعوة الوهابية التي كفرت المسلمين من كل شاكلة ليست على المشجب الوهابي المسمى (بكتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - ) زوراً وبهتاناً!! .. ولم نزل نعجز القوم - كما أحسب - عندما نستفسرهم أن يأتوا لنا بارهابي تكفيري تفجيري انتحاري من الصوفية ( ! ) .. أو الشيعة ( ! ) .. او الزيدية ( ! ) .. أو الحداثية ( ! ) .. اذ أن جميعهم سلفيون وهابيون حتى أسامة بن لادن ، وأيمن الظواهري ، والزرقاوي والحارثي ،وغيرهم وغيرهم كلهم خريجو المدرسة السلفية وعلى الملة الوهابية لا يختلف في ذلك اثنان .. ولا يشك فيه فضلان !! نعم .. قد يكون من الانصاف القول : إنه ليس جميع السلفيين ارهابيين ! .. ولكن يكون حقاً كذلك أن القاعدة وارهابييها سلفيون وهابيون ؟ ومن هذه الحقيقة السابقة أستطيع القول : ان الفكر السلفي مشبع بالالغام الموقوتة التي يجيد المارقون تطويعها بسهولة وحرف مسارها وتربية الايادي على العبث بها لتدمر الأمن والسلام والدين والايمان باسم الخلافة الراشدة الموعودة ( ! ) .. وهو الوهم السلفي الذي ارتكز على نصوص خداعة لم تصح في ميزان العقل وقوانين العلم الاجتماعية والتاريخية .. فتمسك بها القوم ، وغنوا على وترها الحان العودة ! .. واعتمد عليها الارهابيون القتلة ، فأبادوا الخضراء ودمروا الحياة والانفس من أجل الانتصار لدين الله كما زعموا !! . ان هؤلاء القوم يصرون على تلقين الصغار في حلقات المساجد والمدارس الأهلية التابعة لبعض الجمعيات الخيراوية ( ! ) .. مسائل تحريم الغناء والموسيقى والاختلاط ووجوب تقصير الثوب واطلاق اللحية وان المخالف في ذلك فاسق ملعون لا رحمة له من الله ولا دين عنده .. وهذه أول الجرعات السامة التي يتغذى بها فكر الصغير ثم يزداد حشو مسائل التحريم يومياً .. وشحن القلب يومياً بثقافة الكراهية وحب الغاء الآخر من طريق المسلم بأي طريقة تحقق له الاستعلاء في الأرض وبطش الآخرين بالباطل حتى ولو كانوا من المسلمين المخالفين في الرأي والاعتقاد !! فيتربى جيل إثر جيل لا يجيد أن يسمع إلا هذه الثقافة فقط ! ولا يجيد أن يسمع إلا لهؤلاء فقط ( !) .. ومعايير الامامة والتبعية عند هؤلاء القوم هي التقيد بمظهر اللحية المنفوشة ( ! ) .. والعود الاميري ( ! ) .. والقميص الى ما تحت الركبتين ! .. وحمل السواك ثم عليك بالخطوات التالية التي تجعلك في زمن قياسي رجل القوم وداعية السنة وهاهي الخطوات : الأولى : أكثر من التكفير - والتبديع - والتحريم - والتشكيك !! . الثانية : أقلل من الانصاف - والتثبت - وتحري الصواب - وحسن الظن !! . الثالثة : غال ِ في : الصحابة - والسلف - وابن تيمية - وابن عبدالوهاب !! . الرابعة : انتقص من : الشيعة - والاشاعرة - والصوفية - والليبراليين !! اذا فعلت جميع ذلك فقد أصبحت داعية وعالماً في مدة وجيزة مستحقاً عندهم لدخول الجنة !! كما أصبحت سهماً ورمحاً جارحين في كل اتجاه !! هذه هي مأساة ديننا .. وهذه بليتنا .. واذا ظللنا نردد التنديد بالارهاب .. وبيدنا معاوله ورماحه فعلى من نضحك ؟ على الآخرين ؟ أم على أنفسنا ؟ .. أم على تاريخنا وديننا ؟؟! إقرأ معي - عزيزي القارئ الكريم - ما قاله واحد من كبار السلفية المعاصرين انه د. مانع حماد الجهني في موسوعته الميسرة للفرق والاحزاب المعاصرة في معرض حديثه عن الوهابية منحازاً لها في المجلد الاول ص - 165 - قال : (( عندما حوربت الدعوة الوهابية كان تأثير أنصارها في الجيش المحارب لها كبيراً ، حتى كتبوا عنها يقولون : والقوم ( أي الوهابية ) إذا دخل وقت الصلاة أذن المؤذنون ، وينتظمون صفوفاً خلف امام واحد بخشوع وخضوع ! وينادون في معسكرهم : هلموا الى حرب المشركين ( !) المحلّقين للذقون ( ! ) المستبيحين للزناء واللواط ( !! ) الشاربين للخمور (!) التاركين للصلاة ( ! ) الآكلين للربا ( ! ) المستحلين للحرمات (!) . انتهى . فبالله ثم بالله هل يجوز اطلاق هذه الأوصاف على المسلم المختلف معه .. لقد ذكر الله القتال بين المؤمنين فقال (( وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما .. )) .. وقال فيمن هم مشركون : (( ولا يجرمنكم شنئان قوم أنصدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا..)) وكيف غرس الوهابيون في نفوس أتباعهم استحلال قتل المحلقين للذقون !! ووصف المسلمين بالزناء واللواط وشرب الخمر وأكل الربا ؟ انها تؤكد ما سبق ان قلناه: إن هذا المذهب هو التربة الخصبة للارهاب وعندما كنت يافعاً حدثاً ولم يكن الارهاب مستوياً على قوائمه بعد كانت أوائل بشائره ما علمته من ضرب بعض الوهابيين لأمه لأنها أطلت من البلكون ( شرفة المنزل ) بدون حجاب ( !! ) .. وآخر هجر أباه لأنه يحلق لحيته ( ! ) .. وآخر هجر اباه ومات أبوه وهو عليه غضبان ولم يخرج هو في جنازة أبيه كل ذلك بسبب أن أباه يحلق لحيته ويقرأ موالد الصوفية( !! ) . ان هؤلاء القوم لا يجدون حرجاً من الضحك على أنفسهم ولا حياء ولا كرامة .. وقد حاربوا فكرة التقية عند الشيعة .. واذا بهم يستلفون التقية من الشيعة عند الحاجة ولسان حالهم يقول: ندين قتل الكفار والمسلمين وقلوبنا ترضاها ( !! ) . أما الاسلام الذي أكمله الله نعمة على الأمة بخاتم رسله - محمد صلى الله عليه وسلم - فهو الذي يقول ربه في كتابه : (( ان الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون )) . ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.. والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم .. والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )) .
أخبار متعلقة