سطور
د. عبدالسلام عامر:الفعاليات كثيرة ومتنوعة التي يشهدها ملتقى الباهيصمي الثقافي بالمنصورة وهذا ليس بغريب على منتدى يقوده رجل نذر نفسه أن يكون متميزاً في خدمة الثقافة والفنون! وفي هذه المرة تميز وتفرد في تكريم شخصية فنية متميزة في المسرح اليمني والدراما اليمنية بصفة عامة!إن التكريم شيء بديهي واعتيادي وطبيعي ولا غرابة في معظم محافل التكريم سواء أكان من الدولة أو من المرفق للمبرزين والمبدعين في مختلف المجالات .. ولكن عندما يأتي التكريم من مؤسسة ثقافية إبداعية تحظى باعجاب من هم داخل أسوار الثقافة ومن هم خارجها، فهنا يكمن التميز النوعي!وعندما تكون الشخصية المكرمة بحجم الفنان المسرحي القدير والمتميز والجميل قاسم عمر.وعندما يتساءل البعض عن اهتمامي وتفردي في الكتابة حول هذا الموضوع، والذي أود من خلاله أن يصل إلى القارئ وإلى الجيل المسرحي الشباب وإلى الحكومة وإلى الدولة وإلى كل وزير وكل غفير وإلى كل إنسان يحب الفن ويعشق الحياة، لكي أقول لهم جميعاً، ان قاسم عمر لم تأت به الصدفة لكي يكون فناناً، بل إن الرجل قد حفر في الصخر وبإرادة فولاذية وموهبة فذة مع بقية زملائه النجوم المسرحيين من جيل السبعينات، لتثبيت دعائم وركائز وأعمدة المسرح اليمني الحديث، والمتطور والاكاديمي إن جاز لنا التعبير!فعندما سجل له التاريخ وزملائه تشكيل وتأسيس فرقة المسرح الوطني في اليمن وأول دفعة دراسية أكاديمية ذهبت لدراسة حرفية الإخراج المسرحي إلى الاتحاد السوفياتي عام 1980م..وعندما أجاد الكوميديا وأتقن التراجيديا بنفس المستوى والإنسيابية والحرفية لفن التمثيل الحقيقي.. وعندما يتأكد للناقد والمتابع لحرفية فنون المسرح، أن الرجل يمتلك أدوات الممثل المحترف وأكدها الكثيرون من النقاد والعرب وكبار الفنانين وعندما يؤكد الفنان والمخرج العراقي المبدع إسماعيل خليل بقوله: إن أداء قاسم عمر يفوق الكثير من الأسماء اللامعة في الدراما العربية، وعندما يقول لي أستاذ مادتي التمثيل والإخراج بمعهد الفنون المخرج العراقي رضا مهاوش: لو غادر قاسم عمر إلى خارج اليمن، لسطع نجمه في الدراما العربية الراقية والتاريخية والكلاسيكية، حيث أنه لايقل قدرة وإبداعاً عن كثيرين من نجوم مصر وبلاد الشام!إذاً فهنا تكمن قيمة التكريم، ليس لمجرد التكريم وإنما لقيمة المكرم نفسه، ورغم ذلك أقولها وبصدق، إن وجد بشر على الأرض لايحب التكريم المتعارف عليه، سنجده عند فنان المسرح الحقيقي، وليس الدخلاء على المهنة، لأن التكريم في نظر فنان المسرح هو الجمهور عندما يتوافد لمشاهدة العروض المسرحية.وعندما أكون على عجالة وأنا أسطر هذه الكلمات للأمانة التاريخية بحق الرجل، لابد أن أسجل للفنان الجميل قاسم الذي أبدع وأتقن كممثل، إلا أنه تألق وكبر كمخرج متمكن عرف كيف يستخدم ادواته الفنية العلمية في فن الاخراج المسرحي، وهذه ليست شطحات قلمي وإنما، عندما يعترف ويشهد فنان كبير وممثل قدير بحجم هاشم السيد، وعندما يقول الكاتب المسرحي الأستاذ أحمد عبدالله سعد، أن قاسم عمر ليس مخرجاً منفذاً لما يكتبه المؤلف وإنما مخرج يحمل رؤية وفكرة خاصة به من خلال مناقشته للمؤلف من أجل الوصول إلى رؤيته الاخراجية.وعندما يعترف الفنان الجميل والقدير أحمد عبدالله حسين بقدرات قاسم عمر الهائلة كممثل على الخشبة يستطيع أن يلتهم أي فنان امامه إذا لم يكن في مستواه على أقل تقدير!وأخيراً أقول: عندما يكرم فنان بحجم قاسم عمر فإنك تتعلم منه دروساً وعبراً.