سطور
نجمي عبد المجيدنشرت مجلة الهلال الثقافية الرائدة في عددها الأخير الصادر في مايو 2010م، عدة دراسات عن حياة وأعمال الصحفي والأديب الأستاذ أنيس منصور، ويأتي هذا العمل من مستوى المكانة التي بلغها هذا العملاق في فنون الكتابة وعالم تأليف الكتب التي تجاوزت أكثر من 250 كتاباً تعد من الموسوعات الهامة في سجل الصحافة العربية.الفكر مع دنيا القلم تاريخها أكثر من نصف قرن وقراءات في خمس لغات ورحلات إلى معظم دول العالم وحوارات مع رجال السياسة والفن والعلم والفلسفة والأديان والتاريخ وغير هذا من صنوف المعرفة.قالت عنه الكاتبة سناء البسيس في هذا العدد من الهلال:”أنيس منصور الظاهر المتفرد في تاريخ الأدب المصري المعاصر، وأكثر مؤلفي اللغة العربية قبولاً عند ملايين القراء، الذي كتب عنه طه حسين يصفه كما لم يصف مؤلفاً من قبل في قدرته الفائقة على أن تكون اللغة أداة طيعة في يده يشكلها كما يجب في خفة ورشاقة وأناقة وجاذبية ليس لها حدود.”ومن هذا الاتساع الموسوعي في المعرفة والقدرة الأسلوبية على تطويع اللغة حتى تصبح واجهة الفكرة، ينطلق قلم أنيس منصور إلى عالم القراء، فهو يكتب عن عدة أمور منها السياسة التي أدخلته في عدة صراعات، ولكنه عاد منها ولديه الكثير من الملفات الهامة لمرحلة من تاريخ مصر والمنطقة العربية، وقدم في هذا الجانب عدة كتب مثل نار على الحدود، لا حرب ولا سلام في أكتوبر، وآخرها، من أوراق السادات، والذي قال عنه الكاتب سليمان جودة في العدد نفسه : “من النادر أن تقع هذه الأيام على كتاب يحقق لك المتعة والفائدة معاً، وأظن أن كتاب “من أوراق السادات” الذي صدر للأستاذ أنيس منصور، عن دار المعارف أول هذا العام، يظل على رأس الكتب التي من هذا النوع .. فقراءة واحدة له لا تكفي ولا قراءتان، وإنما سوف تكتشف حين تبدأ فيه، أنك متشوق للغاية، إلى نهايته، فإذا وصلت إلى خاتمته، فسوف تجد أنك تلقائياً وبلا تفكير منك، تعود لتبدأ صفحاته من جديد، وسوف تنسى كل شيء وأنت تنتقل من صفحة إلى أخرى.وأنيس منصور الذي درس الفلسفة ودرسها في الجامعة ودخل عالم الصحافة وأصبح من عمالقتها في هذا العصر، وكتب في الأدب الرواية والقصة القصيرة والمسرحية، وقدم عدداً من المؤلفات حول الأدب الإيطالي والألماني والأمريكي وترجم عن عدة لغات عالمية، وكتب العمود الصحفي على مدى سنوات طويلة، وجعل من المقالة الصحفية مدرسة لها خصائصها في التعبير الذي يصل بالفكرة إلى عند القارئ البسيط، يقول عن علاقته مع الصحافة :”بدأت حياتي الصحفية في الصفحة الأخيرة، ولا زال في الصفحة الأخيرة منذ سنة 1948 وحتى الآن وعندما أكتب في الجرائد المختلفة أكتب في الصفحة الأخيرة”.عالم أنيس منصور مع دنيا الصحافة والأدب والسياسة تجربة علمت أجيالاً على مساحة الوطن العربي وما زالت ترفد عالم المعرفة بكل جديد يساعد على توسع الرؤية عند الفرد، لذلك يكون الاحتفاء بهذا الكاتب هو تكريم لمراحل من العطاء الفكري الذي ظل متواصلاً فيها مسارات واتجاهات ومعارف ولكن ظل قلم أنيس منصور الباحث عن المعرفة في صالون الصحافة حيث لا نهاية للبحث عن المعارف وتوقف عند حدود للمعاني مادامت للحياة مراحل من التجدد.