متابعة/ عبدالله الضراسي استضافت مؤسسة السعيد للعلو م والثقافة صباح السبت الثامن عشر من شهر نوفمبر الجاري البروفيسور الهولندي المتخصص بالدراسات التاريخية كيس براورالذي القى محاضرة هامة عن المشهد التاريخي للعلاقات اليمنية الغربية من خلال التجربة التجارية لشركة الهند الشرقية وعلاقتها بميناء المخا التجاري كنموذج.براورهو أحد الباحثين الغربيين الذين درسوا هذه العلاقات الاقتصادية التجارية البحرية حيث أثمر هذا البحث "انسلب" وهذا الاهتمام بهذه القضية البحثية منظومة كتب سردت العديد من الحكايات والوقائع الاقتصادية التجارية التاريخية وكان حصاده بهذا المضمار البحثي كتابه الجديد الذي كرسه لدراسة ما مثله الميناء التجاري البحري بالمخا بمحافظةتعز من دور في هذه العلاقات الاقتصادية .[c1]مفتتح منتدى السعيد الثقافي[/c]في مستهل الفعالية تحدث الأستاذ/ فيصل سعيد فارع المدير العام لمؤسسة السعيد للعلوم والثقافة حيث جاء في سياق حديثه الثقافي الصباحي :(يسعدنا أن نرى هذا الحشد الصباحي الثقافي المتميز لثالث فعالية ثقافية صباحية للاقتراب من دوائر استنشاق اريج المعرفة عبر برنامج مؤسسة السعيد، حيث نهدف من خلال فعاليات المؤسسة الاقتراب من قضايا الثقافة والفكر التي تهم مجتمعنا وكذلك التواصل مع عوالم المعرفة والبحث والدراسة الأكاديمية الرفيعة .. وتتجلى جهود هذا الأكاديمي المستشرق الكبير من خلال علاقة بحثية "طالت" الثلاثة عقود، حيث كانت المخا كنموذج لعلاقات اقتصادية تجارية بحرية بين الشرق والغرب موضوعاً للبحث، ومعيناً لاينضب بالنسبة للباحث ، الذي كرس بحثه لدراسة الميناء في مساراتها التاريخية .. خاصة امام صعود وهبوط اهمية ميناء المخا عبر "متون رحلته التجارية البحرية التاريخية و"ينفد من خلالها كمحاضر بشكل وحجم ارتباطاتها التجارية الدولية لكونها وصلت بهذا السفر التاريخي البحري أن تكون "قلادة بحرية" في سفر حكايات الموانئ اليمنية حتى "طالت" هذه المكانة التجارية البحرية ، ومن منطلق هذه "الحكاية البحرية المخاوية" انطلقت مفردات "البروفيسور كيس براور " لتحكي مفردات متون سفرها البحري والاقتصادي ولع تاريخي لهذه القامة الاكاديمية لهولندية ، تشرفت مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة بأن يكون حاضر فيها ومشاركاً في مشروعهاالمعرفي للتواصل مع الاخر ..[c1]مفردات سفرالمخا التاريخ[/c]بتواضع العلماء بدأ البروفيسور الهولندي " الكبير كيس براور " حديثه عن تاريخ المخا التجاري البحري موضحاً أن منطقة المخا وحواليها لم تكن "مشهورة" قبل الإسلام لأنها كانت قرية صغيرة ولكنها بعد ذلك بفترة "تغيرت" من ميناء للصيادين إلى ميناء تجاري دولي حيث سارت على نفس الخط التاريخي كما حصل لميناء عدن.ولهذا عندما أحتل الانجليز مدينة عدن 1839م انعكس ذلك على ميناء عدن إذ اصبح في غضون سنوات بعد الاحتلال ميناء دولي بحكم موقعه في تجارة الترانزيت وهذا التطور الذي طرأعلى ميناء عدن اثر فيما بعد على ميناء المخا إذ هبط إلى مستوى أقل مما كان عليه قبيل احتلال الانجليز لعدن .[c1]ميناء المخأ وتجدد مكانته البحرية[/c]ولكن مع دخول المناطق الشمالية من اليمن بما فيها ميناء المخا في ظل السيادة العثمانية استعادت المخاوالميناء أهميتها .واصبح ميناء بحري تجاري مهم وبحكم متغيرات الأجواء السياسية التي شهدتها المناطق الشمالية، اصبح بفعل هذه الحالة السياسية ميناء على درجة سياسية مهمة .. كما اصبح طريقاً للسفن التجارية بحكم موقعه كطريق لتجارة البن والتوابل والمنسوجات .. واصبح ميناء المخا محطة تجارية بحرية لمرور السفن التجارية منه واليه حيث كانت ترتاده مختلف السفن ومن كل الجنسيات عرب وأجانب، وتمم فيه عمليات المقايضة حتى اصبح ميناء المخاطريقاً بحرياً وتجارياً مهماً في حركة الملاحة البحرية الدولية وجزءاً من حركة التجارة الاسيوية وهمزة وصل ومحطة اتصال مع تجارة دول المحيط الهندي كشبكة تجارة عالمية وحدث فيه تفاعل مع مختلف الاديان والمعتقدات الانسانية المختلفة وفتح مجالاً خصباً لتفاعل الاديان والثقافات والجنسيات، حيث عكست هذه التعددية الثقافية في " حوليات وتراجم الموزعي والعلوي .وتطرقت المحاضرة إلى هذا التفاعل الانساني لميناء المخاحتى " بروز" شركة الهند الشرقية كمصدر اقتصادي مهم دخلت فيه اقتصاديات ميناء المخاقرابة "150" عاماًَ . وامام هذا التفاعل الدولي للميناء بحكم موقعه التجاري البحري ، سمح للتجارة الهولندية بالاقتراب من هذا الميناء خاصة بعد ازدهار الجمهورية الهولندية قبل عقود زمنية وكأول جمهورية في العالم وإنعكاس ذلك على وضع التجارة والاقتصاد الهولندي ولهذا جاء تأسيس شركة الهند الشرقية الهندية عام 1604م في اغلب محطات حركة الملاحة الدولية من اليابان والصين والهند وبندر عباس البصرة وهو الأمر الذي ادى إلى ارسال اداريين وجنود في تلكم المحطات الملاحية البحرية الدولية وبما فيه ميناء المخأ ..ويمكن القول ان نمط وتركيب هذه الفترة الملاحية لميناء المخأ التجاري البحري "سطرت ودونت" في ارشيف شركة الهند الشرقية الهولندية لكونها درست حالة ميناء وتفاعلاته في ظل سيادة شركة الهند الشرقية وفي ظل السيادة الهولندية من تلكم الفترة التاريخيةعلى ميناء المخا.[c1]نقاشات مستفيضة[/c]وامام هذه "التطوافة" الأكاديمية من قبل البروفيسور كيس براور وبلغته العربية الهامسة كان من الطبيعي بمكان ان تقابل "أطروحاته " التاريخية الاكاديمية بكم من الاستفسارات الكبيرة والمتعددة خاصة وان الحضور "النخبوي" لمنتدى السعيد الثقافي "حمل" هذه المرة أصوات اكاديمية بحثية يمنية خاصة إسهامات الدكتور يحيى المدحجي بصدد المحاضرة وتخومها التاريخية وهي التي وجدت صدراً أكاديمياً رحباً من البروفيسور كيس براور للرد والتعقيب الاكاديميين عليها.[c1]سيرة البروفيسور كيس براور[/c]وفي الاخير وزع منتدى السعيد الثقافي "كعادته" ورقة "ببلوجرافية" عكست مدى احترام قيادة المنتدى لهذا الاخر الحاضر "بامتياز" كما في حيثيات تقديم الأستاذ فيصل سعيد فارع الحضر الفعالية.حيث تتحدث الورقة الببلوجرافية عن كيس براور بأنه ولد في امستردام عام 1936م وفيها درس الابتدائية حتى الثانوية وفي عام 1958م اصبح مدرساً مؤهلا وفي عام 1960م اتجه إلى دراستة اللغة والأدب الهولندي في جامعة امستردام بعد ذلك بدأ بدراسة اللغة العربية وتاريخ القرون الوسطى وفي عام 1967م اكمل رسالةماجستيرعن "ارنون فان اوفربيك" وهو شاعر عمل في خدمة شركة الهند الشرقية الهولندية ، كما كتب بحث مطولاً عن ابن الاثير كمؤرخ اعادة فتح القدس من قبل صلاح الدين عام 1187م، وفي عام 1974م عمل كمحاضر في معهد الدراسات الهولندية في الجامعة التي درس فيها، وبعد ذلك اكمل دراساته العربية في جامعتي امستردام وليدن، وقد قرر ان يجمع اهتماماته ونشاطاته المختلفة في بحث عن التاريخ الاقتصادي البحري لجنوب الجزيرة العربية في القرن السابع عشر "معتمداً" على سجلات شركة الهند الشرقية والتي احتفظت بمكتب شبه دائم في المخا ومستخدماً الكتابات التاريخية الحديثة لمؤرخين مثل طيحي ابن الحسين والموزعي "وقد قام بزيارة اليمن "شمال الوطن اليمني " حيث عكس ذلك في كتابة الاخير حول تاريخية المخا614 ـ 1655" وفي عام 1997م حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة وهي بعنوان "المخا"لمحةعن ميناء يمني كما صوره موظفو شركة الهند الشرقية 1614م 1640".
|
ثقافة
المشهد التاريخي لميناء المخا في منتدى السعيد
أخبار متعلقة