انقسمت الصحف الإيطالية الصادرة اليوم الجمعة بين "الفرحة" بتأهل منتخب بلادها إلى الدور الثاني من مونديال ألمانيا 2006 اثر فوزه على نظيره التشيكي (2-0) أمس الأول الخميس في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الخامسة, وبين "المتخوفة" من أن تعم الفوضى الدوري المحلي اثر إحالة أربعة فرق كبيرة هي يوفنتوس وميلان ولاتسيو وفيورنتينا إلى القضاء الرياضي بسبب تورطها بالفساد والتلاعب بالنتائج.وعنونت "ايل ميساجيرو": "ايطاليا تأهلت لكن التيفوزي (المشجعون) في حالة خوف".وكان المدعي العام التابع للاتحاد الإيطالي ستيفانو بالاتزي أحال أمس الفرق الأربعة إلى القضاء الرياضي بسبب تورطها بفضائح التلاعب بالنتائج والفساد التي هزت الكرة الإيطالية في الفترة الأخيرة.وأعلن الاتحاد الإيطالي في بيان "أن بالاتزي أحال الأندية الأربعة إلى القضاء الرياضي لمخالفتها البنود من 1 إلى 6 التي ترعاها قوانين القضاء المذكور".ونشر هذا البيان في الساعة 30ر5 بتوقيت جرينيتش وذلك بعد إقفال بورصة ميلانو, إذ أن أسهم ثلاثة من الأندية المذكورة مطروحة في هذه البورصة, وبعد انتهاء لقاء ايطاليا مع تشيكيا.وكان المدعي العام في نابولي أعلن في منتصف الشهر الماضي أن 41 شخصا, بينهم إداريون في أندية الدرجة الأولى وأعضاء من الاتحاد الإيطالي وحكام وصحافيين سيتم التحقيق معهم بسبب تهم مرتبطة بالفساد والتلاعب بالنتائج.ويشتبه المحققون الذين يشرفون على هذه القضية, انه تم التلاعب بنتائج 19 مباراة في دوري الدرجة الأولى خلال الموسم الماضي.ولم ينشر الاتحاد الإيطالي أمس أسماء الأشخاص أو أندية أخرى متورطة كما انه لم يحدد إذا كانت هذه الأندية أحيلت إلى القضاء بسبب مسؤولية مباشرة أو غير مباشرة.وفي حال "المسؤولية المباشرة" سيتم إنزال الفرق الأربعة إلى الدرجة الثانية, بحسب ما أضاف بيان المدعي العام.أما في حال "المسؤولية غير المباشرة" ستكون العقوبة محدودة بخصم بعض النقاط من دوري الموسم المقبل.وستبدأ جلسة المحاكمة في 27 أو 28 الشهر الحالي في روما, وسيتم إعلان الحكم الابتدائي في 7 أو 9 يوليو المقبل, بحسب الاتحاد الإيطالي, أي موعد نهائي مونديال ألمانيا.وفي حال استئناف قرار المحكمة سيتم البت بالقرار النهائي قبل 20 المقبل.وفي حال إسقاط الفرق الأربعة إلى الدرجة الثانية سيدخل الدوري في دوامة خطيرة إذ سيضطر العشرات من اللاعبين الكبار البحث عن أندية جديدة.وكتبت "كورييري ديللو سبورت": "إسقاط", مضيفة "لكن ايطاليا تجعلنا نحلم (بفوزها على تشيكيا) لأنها تجنب مواجهة البرازيل وستلعب مع استراليا الاثنين المقبل".أما "لا ستامبا" فسطرت "ايطاليا تفوز لكن دوري الدرجة الأولى خسر", مقتبسة تصريح مدرب "الازوري" مارتشيلو ليبي: "كان بامكاننا الفوز على البرازيل", في حال حلول ايطاليا في المركز الثاني, مؤكدا أن لاعبيه لن يتأثروا بأصداء الفضيحة.وتابعت الصحيفة عن لسان ليبي "اللاعبون لا يفكرون إلا بكأس العالم, وأمامهم كل الوقت ليفكروا بدوري الموسم المقبل بعد المونديال".وفضلت "لا غازيتا ديللو سبورت" أن تركز على تأهل منتخب بلادها الى الدور الثاني عوضا عن فضائح الدوري, لكنها لم تهمل خبر استقالة رئيس رابطة الدوري ومدير ميلان ادريانو غالياني من منصبه في الأولى بسبب ورود اسمه ضمن لائحة المتورطين بالفساد.وكتبت "لا غازيتا ديللو سبورت" نقلا عن غالياني "أنا ضحية ظلم متجذر, أنا ذاهب لكني لست بالهارب".ويحقق مع غالياني لارتباطه بفضائح التلاعب بالنتائج وكان اسمه من بين 26 شخصا من مدراء وحكام تناولتهم الصحافة المحلية اليوم, معتبرة أنهم يشكلون لائحة الأشخاص التي احالها بالاتزي إلى القضاء الرياضي رغم انه لم يعلن عنها والأمر نفسه بالنسبة للاتحاد المحلي.واعتبر ماركو ترافاليو الصحافي في "كورييري ديللا سيرا" أن الضحية الأساسية هو الرأي العام الذي لم يتم إطلاعه على هذه الفضيحة, فيما رأت "ايل ميساجيرو" ان مشاعر التيفوزي الإيطاليين متضاربة بين الفرح والخيبة والضغينة, مضيفة "أن مسيرة الاحتفال المعتادة بطوابير السيارات وإطلاق العنان لأبواقها كانت شيئا يحمل الطابع الإجباري", في إشارة إلى أن الإيطاليين احتفلوا بالتأهل لكنهم لم يكونوا فرحين.
أخبار متعلقة