تجري اليوم ويعد موضوع العراق الرهان الأكبر فيها
غراند ايلاند/ وكالات: حاول الرئيس الاميركي جورج بوش الاستفادة من الحكم بالاعدام على الرئيس العراقي السابق صدام حسين بعدما اعتبر ان محاكمته شكلت نجاحا على طريق الديمقراطية في العراق وذلك قبل يومين من الانتخابات البرلمانية الاميركية التي يعتبر فيها موضوع العراق الرهان الاكبر، فيما يتوقع أن تطالب صحف أمريكية باستقالة وزير الدفاع دونالد رامسفيلد.وقال بوش في اول تجمع انتخابي له بعد صدور الحكم في غراند ايلاند (نبراسكا،وسط) "لقد شهدنا اليوم (أمس الاول) حدثا يشكل علامة فارقة في تاريخ العراق". واضاف بوش امام آلاف من مناصريه ان "محاكمة صدام حسين تشكل اساسا في جهود الشعب العراقي لاستبدال حكم الطغيان بدولة القانون. انه نجاح كبير لهذه الديموقراطية الناشئة". ودافع عن قرار اللجوء الى الاسلحة للاطاحة بنظام صدام حسين معتبرا ان ذلك كان "قرارا صائبا".لكن ارتفاع عدد القتلى حاليا والمخاوف من البقاء في العراق هي التي ستكون حاضرة في اذهان الاميركيين اليوم الثلاثاء حين يتوجهون الى صناديق الاقتراع لتجديد مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ.واثار الحكم على صدام حسين على الفور هذه المسألة حيث طرحت تساؤلات عن الفوائد التي سيجنيها الجمهوريون من ذلك.ونفى المتحدث باسم البيت الابيض توني سنو السبت ان يكون توقيت الحكم على صدام حسين حدد لخدمة مصالح الحزب الجمهوري الاميركي في الانتخابات البرلمانية مشددا على استقلالية القضاء العراقي.وسخر سنو حين سأله صحافي ما اذا كان المسؤولون الاميركيون والعراقيون قاموا بتوقيت الحكم يوم الاحد لمساعدة مؤيدي الرئيس جورج بوش المرشحين للانتخابات. لكن المكاسب التي حققتها ادارة بوش بعد اعتقال صدام حسين في دسمبر 2003 او تنظيم انتخابات عامة عراقية في ديسمبر 2005 لم تستمر لفترة طويلة.وعمد بوش والناطق باسمه الاحد الى التأكيد ان محاكمة صدام حسين تدل على التقدم في العراق، خلافا للشعور العام بأن العراق لا يسجل تقدما بل حتى يتجه نحو حرب اهلية. وأقر بوش قبل ان يستقل الطائرة لمواصلة حملته الانتخابية قبل يومين من الانتخابات البرلمانية انه "ما زال امام العراق الكثير من العمل". لكنه جدد التأكيد على دعم ادارته للحكومة العراقية.ويتعرض بوش لضغوط قوية حتى من جانب حلفائه الجمهوريين لاعادة النظر في سياسته في العراق. وقد اعلن نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني لتوه انه لا تراجع التأييد للحرب ولا الانتخابات ستدفع بوش الى تغيير هدفه وهو "النصر في العراق".وقد جعل الديمقراطيون من الانتخابات استفتاء على السياسة في العراق.وفي غراند ايلاند انتقدهم الرئيس بوش مجددا بسبب عدم قدرتهم على الاتفاق على "خطة" باستثناء هدف الخروج من العراق. وقال "ما يثير الاستياء، ان الانتقاد لا يعتبر خطة، والتشاؤم ليس خطة".وكان اكتوبر الشهر الاكثر دموية للجيش الاميركي منذ اجتياح البلاد في مارس 2003 حيث قتل اكثر من مئة جندي. وافاد تقييم عسكري سري ان البلاد تقترب من "الفوضى" في هذه الفترة.ولم تتمكن الحكومتان الاميركية والعراقية من اخفاء بوادر الخلاف المتزايدة بينهما. واعتبرت شخصيات كانت مدافعة عن الحرب الجمعة انه كان يمكن القيام بما هو افضل من اجتياح العراق.ويتوقع ان تطالب اربع صحف موجهة للقراء العسكريين الاثنين باستقالة وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد. واعلن الديموقراطيون الاحد ان الحكم بالاعدام على صدام حسين لن يؤثر على الانتخابات الاميركية. على صعيد اخر قال باحثان ومراقبان عربيان بارزان إن الحكم على الرئيس العراقي السابق صدام حسين بالاعدام شنقا يرتبط بالانتخابات الأمريكية التي يسعى فيها الجمهوريون بقيادة الرئيس الأمريكي جورج بوش لتحسين صورتهم أمام الناخب الأمريكي فيما يتعلق بالملف العراقي بعد سجل الانتقادات الخطيرة التي وجهها الديمقراطيون لهم. ووسط ذلك يسود جدل واسع بين المثقفين العرب فيما إذا كانت صورة صدام حسين في المحكمة، وهو يسمع حكم الاعدام عليه، ستنبّه بعض الحكام وتدفعهم لإجراء إصلاحات واسعة تنقذ بلدانهم من التدخلات الخارجية وتنقذهم أيضا من مصير مشابه لصدام حسين، حسب بعض المثقفين العرب. ورأى الباحث عبد العزيز بن عثمان بن صقر، رئيس مركز الخليج للأبحاث، حكم الاعدام على صدام حسين قد لا ينفذ لأن أمامه فترة زمنية والاتحاد الأوروبي يعترض"، مشيرا إلى أن الحكم جاء "ضمن أهداف أخرى لها علاقة بالناخب الأمريكي ولها علاقة بوضع الحكومة الأمريكية لأن اليوم كان آخر أمس يسمح فيه بحملات دعائية أمريكية فكان يوما مهما لكي يستخدم في الحملة الدعائية".وبدوره قال سعد الدين ابراهيم، الباحث والناشط الحقوقي المصري، »كنت في واشنطن منذ ايام وكانت الأجواء هناك تتحدث عن حكم الإعدام على صدام حيث حصلت ضغوط لصدور الحكم قبل الانتخابات الأمريكية لأن موقف الجمهوريين يدعو للقلق وضعيف وهم معرضون لفقدان أغلبيتهم في مجلسي الشيوخ والنواب، لذلك كان الاعتقاد في أمريكا أن صدور الحكم على صدام يعطي جورج بوش والحزب الجمهوري شيئا يمكن أن يتباهوا به ويرفع شعبيتهم".