الايدز ..
الاصابة بالايدز لاتعني بالضرورة سلوكاً منحرفاً ولاتفرض الخوف من الاختلاط العادي مع المرضى أياًُ كان موقعهم أو وجودهم .. في محيط الاسرة أو المنزل أو العمل .. الخ، فالواجب يحتم علينا التعامل مع المريض كشخص طبيعي ومراعاة وضعه النفسي والاجتماعي والايدز " متلازمة العوز المناعي المكتسب" بحسب المصادر العالمية هو مرض معدي يسببه فيروس خبيث يهاجم خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن الدفاع عن الجسم ضد أنواع العدوى المختلفة بشكل يفقد معه الانسان قدرته على مقاومة الجراثيم المعدية والسرطانات.ولم يكتشف له علاج على يومنا هذا يشفى المصابين ولاحتى لقاح ومن أهم العقبات التي تعوق بلوغ هذه الغاية ان الفيروس يغير من تركيبة بصفة مستمرة ، ما يجعل استنباط دواء او لقاح ضده عملاً في غاية الصعوبة .[c1]ظهور مرض الايدز [/c]لم تتوصل البحوث والاستقصاءات إلى جابة قاطعة على هذا السؤال والعالم الآن لاينظر إلى الماضي بقدر ما ينظر على الحاضر ويتطلع إلى المستقبل لكبح جماح هذا الداء أما متى ظهر المرض، ففي عام 1981م سجلت اولى الحالات في شاب اصيب مرض رئوي نادر، تلاه بعدها اربعة آخرون ن ثم وصل العدد إلى "200حالة " وبعد ذلك اخذت البلاغات تتوالى في كل انحاء العالم.فيما لايمكن معرفة المريض بالايدز بالنظر إلى مظهره الخارجي أو من خلال ملامح معينة تبدو عليه، وانما بالتحاليل المخبرية " فحص الايدز" وبعض الاعراض المتلازمة فقط تتضح العدوى وما عدة ذلك يبدو المريض في كامل صحته ولايظهر عليه المرض .. طبعاً في المرحلة الاولى للعدوى ويعتمد تحليل الايدز على وجود الاجسام المضادة للفيروس في الدم، وفي حال ايجابية هذا التحليل " ظهور اصابة بالمرض" يتم عمل فحص تأكيدي يسمى " وسترن بلون / Western Blot" وتكون نتيجة قاطعة.انتقال الفيروس فيروس الايدز بحاجة إلى ظروف خاصة لانتقاله .. بحاجة إلى جرح مباشر ن نقل عينة دم ملوث ، خدش أو رتش ناجم عن بعض الممارسات الخاطئة .وقد يكون الفيروس موجوداً في لعاب المصاب .. قد يكون موجوداً في دموعه على جانب وجوده اصلاً في سوائل لرجل والمرأة وفي الدم ومشتقاته ، ومن حسن الحظ ان جميع طرائق انتقال العدوى قابلة للوقاية حيث تنتقل عدوى فيروس الايدز باي من الطرق التالية:ـ الطريقة الرئيسة للعدوى هي الاتصال الجنسي الطبيعي او الشاذ "الزنا ـ اللواط " بشخص مصاب فضلاً عن ان وجود امراض جنسية اخرى يضاعف احتمالية العدوى.ـ نقل الدم أو مشتقاته الملوثة بالفيروس.ـ حقن المخدرات .ـ زراعة الاعضاء " الكلية ـ الكبد ـ القلب " من متبرع مصاب.ـ تداول استخدام فرشاة الاسنان بين اكثر من شخص.ـ الاستخدام غير الامن للحقن والابر أو الادوات الحادة القاطعة او الثاقبة للجلد مما قد يسبب تلوثها بالفيروس من شخص مصاب، مثل "امواس وشفرات الحلاقة ـ أدوات الوشم ـ ادوات الختانة ـ ادوات الحجامة ـ أدوات الاسنان".ـ من الأم المصابة إلى الجنين اثناء الحمل أو إلى الوليد اثناء ولادته ، وقد ينتقل المرض ايضاً عن طريق الرضاعة الطبيعية " بواسطة الثدي" ، فالوليد عند خروجه إلى الحياىة " البيئة الخارجية" وتعرض للهواء الخارجي ، قد يصاب احياناً بتشققات بالشفتين او بالتهاب باللثة أو بحبوب أو قروح داخل الفم ، ومن ثم قد يكون انتقال فيروس الايدز اثناء رضاعة الوليد واجتراره للحليب من ثدي امه المصابة ، وهي الطريقة الوحيدة التي تختلف تماماً عن بقية طرائق انتقال العدوى سابقة الذكر .[c1]فترة الحضانة والاعراض[/c]مدة حضانة المرض تختلف من شخص إلى شخص اخر، وهذا مثبت علمياً ، ويفسر وجود هذا الاختلاف تبعاً لاستعداد جهاز متلقي العدوى المناعي لمقاومة فيروس الايدز، وهي لاتتجاوز " 10 ـ 12 سنة" وتبدأ بخمس سنوات لدى غالبية المرضى او ست أو سبع سنوات .. حيث يعتمد ظهور هذه الاعراض اعتماداً كلياً على جهاز المناعة لدى الانسان وقدرته على مقاومة فيروس المرض، اضافة على شيء اخر، وهي سرعة اكتشاف او تشخيص هذا الفيروس ليكون بعد ذلك العلاج وليكون من الممكن اطالة فترة الحضانة لان العلاجات الموجودة عالمياً هي علاجات تطيل الحياة او بمعنى اخر تطيل فترة الحضانة للمرض، وبدل ان تكوةن مثلاً عشر سنوات أو اقل يمكن ان تطول على خمس عشرة سنة او عشرين سنة بمشيئة الله سبحانه وتعالى.من لحظة دخول فيروس الايدز جسم الانسان وانتهاء بظهور الاصابة وتطوراتها هناك مراحل للاعراض التي يمر بها متلقي العدوى حيث يمر بفترة حضانة وهي المدة الفاصلة بين حدوث العدوى وظهور الاعراض المؤكدة للمرض ، لكنها مدة غيرمعروفة على وجه الدقة، ويبدو انها تتراوح بين " 6 اشهر وعدة سنوات " وتكون في المتوسط "سنة عند الاطفال وخمس سنوات عند البالغين ".وبعد " 3 ـ 4" من دخول الفيروس لجسم الانسان يعاني " 50 ـ 70" من المصابين من توعك وخمول والم في الحلق واعتلال العقد الليفماوية والام عضلية وتعب وصداع ، كما يظهر طفح بقعي على الجذع ، وتستمر هذه الاعراض لمدة " اسبوعين او ثلاثة اسابيع" ثم تختفي ليدخل المريض في طور كمون يستمر من " شهور إلى عدة سنوات" خلالها يتكاثر الفيروس ويصيب اكبر كمية ممكنة من خلايا الجهاز المناعي.وفي المرحلة التالية تظهر الاعراض على شكل تضخم منتشر ومستديم في العقد الليمفاوية تدوم وتتطور الحالة لتشمل مظاهر " نقص الوزن ـ فتوزر وتعب ـ فقد الشهية ـ اسهال ـ حمى ـ عرق ليلي ـ صداع ـ حكة ـ انقكاع الطمث ـ تضخم الطحال ـ مرحلة الايدز" ، ومرحلة الايدز هذه تمثل اسوأ مراحل العدوى ـ وتظهر معها العلامات السابقة بصورة أشد وضوحاً مع امراض انتهازية واورام خبيثة دراء العوز المناعي الذي يسببه المرض.وثمة عوامل تساعد على سرعة ظهور الاعراض مثل:ـ تكرار التعرض للعدوى .ـ الحمل.ـ الاصابة بامراض مضعفة للمناعة.[c1]الأمانة العلمية والمهنية[/c]الأمانة العلمية والمهنية ملقاة على عاتق كل من يتعاملون مع الادوات الحادة الخادشة او الثاقبة أو الجارحة للجلد، كالاطباء الجراحين ، الممرضين ، اطباء الاسنان ، وكذا اصحاب المهن المعتمدين على بعض هذه الادوات مثل " الحلاقين ـ الحجامين ـ من يقومون بالختانة .. الخ" وامانة كهذه مسؤولين عنها امام المولى عز وجل وبالتالي يجب ان يتحروا استخدام ادواتهم نظيفة معقمة ، والا يعاودوا استعمال الحقن وابر الوخز ، فهي فقط تستعمل لمرة واحدة ثم يتخلص منها وترمى في سلة مهملات محكمة باسلوب حضاري امن ونظيف.وعلى الاخوة الحلاقين واصحاب صوالين الحلاقة التحري في استخدام شفرات جديدة وتعقيم الادوات التي تحمل الشفرة بصورة كافية قبل استخدامها والحرص ايضاً على ان تكون نظيفة تماماً بعد كل استخدام.ان الموضوع موضوع أمانة ، ومن الصعب جداً ان نقول لاي شخص الا يذهب على الحلاق او إلى طبيب الاسنان أو إلى الممرض أو إلى عيادة المجارحة التي على الشارع.ولايمكن تحبيد المرضى ، بل وجميع والناسن فهم شركاء في المسؤولية ن فعلى سبيل المثال الطبيب او الممرض الذي سيقوم بالختانة او المجارحة يجب مسألته عما اذا كانت الادوات التي سيتسخدمها معقمة وان الادوات التي تستخدم لمرة واحدة ثم يرمي بها ، كالموس او الحقنة ، جديدة لم تستخدم من قبل ولاحرج من السؤال والتحري في مثل هذه الامور.[c1]نصائح للفرد والمجتمع [/c]يجب على الناس بمختلف فئاتهم وشرائحهم ومستوياتهم معرفة طرائق العدوى .. واذا وجد مريض في محيط الاسرة يجب على المجتمع معرفة الظروف النفسية والصحية التي يمر بها ، ومن ثم التوصل إلى افضل طرق التعامل معه ومساعدته على اجتياز محنته.وللعلم فان السلوكيات القويمة القائمة على التمسك بتعاليم الدين الحنيف والقواعد الصحية العامة خير معلم ومرشد للاباء والابناء إذ يجب طمأنتهم بأن الايدز لايصيب احداً نتيجة الاختلاط المعتاد في الشارع أو المدرسة .. وهذه فرصة جيدة لتوعية الطفل حول المبادئ الصحية السهلة، كالنظافة وتلوث الجروح إذا لم تلق العناية الواجبة.لابد ان يعرف الابناء كيف ان السلوكيات المنحرفة فضلاً عن انها امور يحرمها الدين ترفضها المجتمعات وتؤثر على قدراتهم الذهنية وسلامة تصرفهم وتجعلهم عرضة لعدوى الكثير من الامراض القاتلة بما فيها الايدز.كذلك تجنيبهم الظروف التي قد تؤدي على تعاطي المخدرات بتشجيعهم على ممارسة الهوايات المختلفة ابعادهم عن رفقاء السوء.وعلى الوالدين ان يؤكدوا لابنائهم ضرورة الابتعاد عن السلوكيات المنحرفة والسيئة مع شرح قيم الاسرة ومبادئ الزواج القائم على التماسك والوفاء وانماط الحياة الصحية.المركزالوطني للتثقيف والاعلام الصحي والسكاني بوزارة الصحة العامة والسكان.