الرباط / متابعات : تمتلئ مساجد النساء بالمغرب في شهر رمضان المبارك بالمصليات الخاشعات خاصة خلال صلوات التراويح، حيث يحرصن على حضورها للاستماع إلى القرآن الكريم بأصوات شجية تبث الخشوع في القلوب.وبالمقابل تتسم سلوكيات بعض النساء في هذه المصليات بالخروج عن إطار الاحترام الواجب إظهاره لبيوت الله تعالى، حيث تحدث بعضهن الضجيج والثرثرة بالصوت العالي أو قراءة القرآن بصوت مسموع.وحسب تقرير نشره موقع ( العربية نت ) فلا تتورع نساء أخريات عن الأكل والشرب بدعوى أخذ قسط من الراحة بعد التعب من الوقوف طويلا في التراويح، في حين أن هناك من المصليات من يحجزن مقاعد لهن في المسجد طيلة الشهر الكريم تفاديا للزحام.
كثير من المغربيات يواظبن على الصلاة في المساجد
[c1]أكل وشرب وزينة[/c]وتأتي المصليات بأعداد وفيرة إلى مصليات النساء في ليالي رمضان لشهود صلاة العشاء والتراويح طيلة ساعة ونصف أو أكثر، فتحضر بعضهن قنينات ماء أو صحونا من الأكل لمنحهن شحنة من الطاقة لاستكمال التراويح.ولم تخف حنان، إحدى السيدات المواظبات على أداء صلاة التراويح، أن هناك مصليات يأتين بما تبقى لهن من عصائر أو أكل من مائدة الإفطار في علب وأكياس بلاستيكية، ويأكلن ويشربن ما بين ركعات التراويح.ومن بين ما شاهدته هذه المصلية أيضا ما تقوم به بعض المصليات من ضجيج وكلام بصوت عال يزعج من بجوارهن، ويزعج حتى المصلين الرجال الذين غالبا ما يحتجون على ما يسمعونه من ثرثرة نسائية وأصوات مرتفعة تفقد رواد المسجد الخشوع المطلوب.والتقطت الحاجة رحيمو، في عقدها السادس، خيط الحديث من حنان لتعبر عن تذمرها مما تراه في مصليات النساء من ما أسمته «منكرات» لا ينبغي أن تقع فيها مصليات يرغبن أجر وثواب الله تعالى في الشهر الكريم.وشرحت رحيمو بالقول إن هناك من النساء من يحضرن إلى المساجد متزينات ومتعطرات بشكل غير لائق، مضيفة أن بعضهن لا يضعن شيئا على رؤوسهن حتى إن حان وقت الصلاة طلبن وشاحا لتغطية الرأس أو أخرجنه من حقائبهن اليدوية.[c1]النساء والرجال سواء[/c]ويقف الباحث الإسلامي حسن الموس عند بعض السلوكيات الخاطئة التي تحدث في الكثير من المساجد بالمغرب، غير أنه لا يلصقها بالنساء وحدهن.ويضيف الموس: «بالنسبة للسلوكيات المشينة داخل المساجد، أعتقد أن الرجال والنساء يشتركون فيها فلا داعي لتخصيص النساء بها، وإن كان يلاحظ أنهن أكثر إزعاجا فيها من الرجال، باعتبار نسبة الجهل والأمية المتفشية أكثر في أوساط النساء.وزاد الموس بالقول: لم يصل الأمر بعد ليصبح ظاهرة خطيرة، وإن ظهرت بعض التصرفات النسائية مستفزة، مثل رفع الصوت داخل المسجد والانشغال بالحديث الثنائي، وهذا فيه إزعاج وتشويش على باقي المصلين. ويستطرد الباحث بأن الأمر يصل أحيانا إلى وصول صوت النساء المصليات إلى الرجال، علما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نهى عن رفع الصوت بالخصام أو غيره وعن نشدان الضالة في المسجد.[c1]مساجد أم فنادق[/c]ومن السلوكيات السيئة الأخرى التي تقع فيها بعض النساء ظاهرة حجز الأماكن داخل المسجد خلال رمضان، وشاهدت عائشة مفضل، من رواد مساجد النساء خلال صلاة التراويح، تصرفات سلبية تقوم بها بعض النساء، حيث تأتي المصلية المتفرغة مبكرا للمسجد، وتحجز مكانا أو مكانين في الصفوف الأولى للمصلى حتى تحضر صديقتها أو جارتها قبيل الصلاة.وتضيف عائشة أنه بسبب الازدحام الذي يكون عادة في التراويح، تسبق المصلية وتحجز المكان لصاحباتها إما بوضع قنينة ماء بالقرب منها في المكان المحدد، أو وضع سبحة أو سجادة دليلا أنه مكان «محجوز»، فصارت المصليات النسائية مثل الفنادق تحجز فيها الأماكن سلفا.وتزيد مصلية ثانية حالات أخرى من حجز الأمكنة داخل المصليات النسائية بالمسجد، حيث تعمد بعضهن إلى حجز مكان مميز بالقرب من أعمدة المسجد أو من الجدران حتى تتكئ المصلية ولا تتعب ظهرها من طول الجلوس.وهذا الوضع، تضيف المصلية، يجعل المسجد النسائي ممتلئا ويشهد ازدحاما رغم أن الأماكن فارغة تنتظر وصول النساء اللائي حجزنها عن طريق صديقاتهن.[c1]غصب بقعة[/c]ويعتبر الشرع مسألة حجز المكان في المسجد أمرا غير جائز، كأن تصلي المرأة وتغادر المصلى إلى حيث تقضي أغراضها وتترك المكان محجوزا من طرف جارتها في الصلاة..واعتبر كثير من العلماء أن هذا التصرف هو غصب لبقعة في المسجد بوضع تلك السجادة أو أي مفروش آخر، ما يمنع باقي المصليات من الصلاة عليها، اعتقادا منهن أنه مكان مملوء، فضلا عن تخطي الرقاب من طرف المصلية التي حجزت المكان بعد عودتها إلى المصلى. والاستثناء الذي يضعه الشرع بجواز حجز المكان هو في حالة من قامت لقضاء حاجتها ثم ترجع فور ذلك إلى مكانها، هنا لا بأس من وضع علامة في مكانها إلى حين عودتها من قضاء حاجتها الضرورية، فقد روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا قام أحدكم من مقعده لحاجته ثم عاد إليه فهو أحق به». [c1]أساليب العلاج[/c]لكن ليست هذه الصورة سيئة على الإطلاق، فكثير من المصليات يواظبن على الصلاة في المساجد ويراعين قدسية المكان، ويأتينه بخشوع ظاهر ويغادرنه بنفس الخشوع، حريصات على إتمام عبادتهن في أحسن حال وبأفضل طريقة.وتحرص بعض النساء المصليات على نظافة المسجد، ومنهن من تخصصن تطوعا في تنظيف المسجد من الأزبال والأوساخ المتراكمة تحت الحصائر أو الزرابي ونظافة دورات المياه أيضا، وتوجز الحسنية الهواني، المحررة الاجتماعية بجريدة التجديد الإسلامية، بعض أساليب العلاج للسلوكيات السيئة التي قد تصدر من بعض المصليات داخل المسجد في الخطوات التالية:ـ تمكين المرأة من دروس توعية تساعدها على فهم طبيعة المكان الذي تقصده للصلاة والآداب التي يجب أن تراعي.ـ محاولة تذكير وتوجيه الخطاب للنساء بداية كل صلاة، وحثهن على مراعاة حرمة المسجد، سيما في صلاة الجمعة والتراويح الرمضانية.ـ تقديم برامج إذاعية وتلفزية بأسلوب بسيط يقوم بتوعية النساء بأمور دينهن واحترام بيوت الله تعالى.ـ تكثيف الدروس في الجمعيات والمساجد الموجهة للنساء.