أريد أن أعترف هنا بأنني كنت متفائلة في تقدم أدب المرأة. وبروز عدداً لا بأس به من الأديبات اليمنيات على ساحة الأدب اليمني ، خاصة في مجال القصيدة والقصة القصيرة والرواية وغياب دور المرأة عن النقد الأدبي وقلة عددها في الميداني العلمي.وأستطيع القول هنا، أنني أرى انحساراً خطيراً في الاهتمام بالساحة الأدبية، بأدب المرأة اليمنية ودعوتها للعودة إلى البيت وممارسة العنف ضد عدد من المثقفات اليمنيات. وعرقلة نشر أعمالهن الأدبية، مما جعل العديد منهن يلجأ إلى نشر أعمالهن على نفقتهن الخاصة في مؤسسات للطباعة والنشر خارج البلد، وفي اعتقادي هذا يعود إلى التقليل من شأن العمل الأدبي للمرأة، أعرف إحدى الباحثات اليمنيات، حفيت قدماها وهي تطرق أبواب المسؤولين من أجل طباعة ونشر عملها في مجال البحث الميداني، وهو عمل متعلق بالدراسات الأدبية يستفيد منه الطلاب الدارسين في الجامعات، وظلت الباحثة تطرق الأبواب ولم يستجب لها، إلا أحدى الصحف المحلية التي قامت بنشر هذه الدراسة الميدانية في أعداد مختلفة من صفحاتها أفقد البحث قيمته العلمية.. حقاً أن الأدب النسائي أو ما يسمى بأدب المرأة يعيش في مأزق حقيقي ولا مخرج منه إلا بالمزيد من الإبداع المتميز، وهكذا نجد المرأة اليمنية المبدعة تجد نفسها في سباق لا يتعين عليها إن تتجاوز سقف قدراتها فحسب، وإنما عليها أن تحلق عالياً ربما لتتجاوز من سبقها في ميدان العمل الأدبي والثقافي والسياسي، إن بروز بعض النساء اليمنيات في بعض المراكز السياسية أو الإدارية لا يعطى دفعاً للأمام في بروز عدد من النساء المبدعات، بل نجد أنهن في عدد أصابع اليد الواحدة، إن ما ينشر للمرأة المبدعة مقتصراً على أدب الطفل مثل قصص الأطفال أو القصص التي تبرز معاناة النساء من الناحية الأسرية أو العاطفية.. مما جعل أدب المرأة محدد في مهامه لا يتجاوز الهموم الاجتماعية والأسرية بالذات.. وأنت عزيزي القارئ حين تقرأ كتاب أو ديوان شعري تعرف من خلال كلماته بأن المؤلف امرأة دون أن تنظر إلى العنوان أو اسم المؤلف، وذلك للعنف الاجتماعي والسياسي التي ما زال يسيطر على وضعية المرأة اليمنية، مما جعلها مجرد ديكوراً في موضع المراكز القيادية. لقد قدر لي أشهد بعض المجالس النسائية للبعض المتعلمات ولا أستطيع القول بالمثقفات، فوجدت بعض القضايا التربوية والثقافية والتي تحتوي على حل أزمات عديدة في هذين المجالين والغريب، ان هذه الحلول تدرج في أدراج المسؤولين من الرجال، خوفاً من بروز هذه المرأة القادرة على العمل وإنجاز الشيء الكثير كخدمة الوطن.لقد قرأت لعدداً من الشاعرات اليمنيات، لا أستطيع ذكر أسماءهن هنا، لضيق الحيز، ولأعمالهن الشعرية أثر في قلبي ، لما يترقرق من نزعة إنسانية وصور شفافة رمزية، أعجبت بهذه الأعمال أشد الإعجاب، وكنت وما زلت أتمنى أن أقرأ المزيد من الكتب العلمية والاقتصادية والسياسية للمؤلفات يمنيات ربما تكون كل هذه التساؤلات المطروحة، أنني عندما أرثي - إن صح التعبير - حالة الأدب النسائي- والعنف الثقافي الذي يمارس ضد المبدعات اليمنيات وبحضور جمعيات حماية المرأة من العنف لست أدري ما الحل الجذري لهذه القضية؟! وكيف يضمن للمرأة اليمنية المبدعة حقوقها الأدبية كاملة.. كما أنني لا أستطيع أن أغير في هذا الأمر شيئاً، كما لا أستطيع أن أفعل شيئاً حيال هذا الموضوع. وغير أنني أدعو دعوة جادة الجهات المعنية بالأمر إلى دعم الأدب النسائي ودعم المبدعات اليمنيات، وإتاحة لهن فرصة النشر والطباعة لأعمالهن الأدبية والثقافية والعلمية، وهذا ليس حديثاً من أحاديث الثقافة التي تمتلئ به أروقة الفكر والمفكرين في بلادنا، ولكنه صرخة ونداء للحماية المبدعات اليمنيات في بلادنا من العنف الأسري والذي يهدف إلى عرقلة نشاطهن الاجتماعي والثقافي.
|
ثقافة
اقواس
أخبار متعلقة