أحد ناشطي حزب «الإصلاح» الذي يقود ويوجه أحزاب «اللقاء المشترك» درج على الظهور في بعض القنوات الفضائية بصفة باحث في شؤون الحركات الإسلامية مع أنه لم ينشر حتى الآن بحثـا واحدا في هذا المجال.يوم أمس الأول الخميس تحدث هذا الناشط إلى قناة «الجزيرة» وقناة «B . B . C» العربية، ليس بصفة باحث بل بصفة ناطق رسمي باسم تنظيم “القاعدة”، وقد ظهر ذلك واضحا في نبرته الانفعالية ولغة التحدي والاستنكار والنفي والتبرير التي سيطرت عليه ، وهي نبرة ليست من سمات الباحثين.الناشط “الإصلاحي” نسي صفة “الباحث” التي قدم بها نفسه، وتقمص صفة “الناطق” الإعلامي باسم “القاعدة” حيث نفى صحة البيانات التي أصدرتها اللجنة الأمنية العليا بشأن الضربتين الاستباقيتين اللتين شنهما سلاح الجو اليمني ضد تجمعين لتنظيم “القاعدة” الارهابي في منطقة “المعجلة” بمديرية المحفد في محافظة أبين ووادي رفض والكفاة في محافظة شبوة، ولم يتردد عن تأكيد مقتل البعض ونفي مقتل البعض الآخر، وكأنه الجهة المعنية بالتأكيد والنفي. ثم انتقل من لغة النفي والتأكيد ، إلى لغة الاستنكار التي تتضمن تهديدا ووعيدا بقوله : إن الجيش اليمني لم يمتلك الشجاعة بمهاجمة ما أسماه “معسكر القاعدة” بواسطة قوات برية بل لجأ إلى قصفه جوا، والسبب في ذلك بحسب “الباحث - الناطق” أن المواجهة البرية ستكون في صالح مقاتلي “القاعدة” المجاهدين بحسب قوله!!!وتصل أوهام “الباحث في شؤون تنظيم القاعدة” والناطق باسمه ذروتها حين يتحدث بصوت جهوري وبحماسة لا يحسد عليها، زاعما أن المواجهات الأخيرة عمقت ووسعت التفاف الجماهير في المحافظات الجنوبية حول تنظيم “القاعدة” الذي انتقل الآن من ما أسماه “الباحث - الناطق” حالة الجهاد السري المنظم، إلى ما أسماه (الحالة الجماهيرية) التي تمزج بين الجهاد المسلح وبين حشد الجماهير من خلال المهرجانات الجماهيرية والنزول العلني إليها.أما أطرف ما قاله (الباحث - الناطق) فهو الزعم : بأن اليمن تشكل بيئة حاضنة وداعمة لتنظيم “القاعدة” لأسباب ثلاثة :أولا : وجود بيئة قبلية حاضنة لفكرة الجهاد.ثانيا : وجود بيئة فكرية وثقافية مشبعة بروح الجهاد العالمي من أجل أسلمة العالم وأن يكون الدين كله لله.ثالثـا : رفض الشعب في المحافظات الجنوبية لوجود الدولة وقواتها المسلحة وتوحدهم حول مطلب واحد هو الانفصال وتحكيم الشريعة!!؟؟والثابت أن (الباحث - الناطق) يجهل لصغر سنه وضحالة ثقافته أن البيئة القبلية في اليمن لا يمكن أن تكون حاضنة للإرهاب وداعمة له، لأن قبائل اليمن كانت ولاتزال جزءا من الحركة الوطنية المعاصرة، وشاركت بفعالية في معارك الكفاح ضد الاستبداد والاستعمار وقدمت تضحيات جسيمة دفاعا عن الثورة والجمهورية ومن أجل الحرية والاستقلال والوحدة، وقد خرج من بين صفوفها آلاف الكوادر المدنية والعسكرية التي ساهمت ولاتزال تساهم في عملية بناء الدولة الوطنية الحديثة.أما الزعم بأن البيئة الثقافية في اليمن مشبعة بروح الجهاد العالمي من أجل أسلمة العالم، فهو يعبر عن جهل (الباحث - الناطق) بالتراث الإنساني لشعبنا وتاريخه الحافل بقيم التعايش والأخوة والصداقة والحوار واحترام عقائد الآخرين.. كما أن مجتمعنا اليمني يدين الإرهاب ويستنكر سفك الدماء والعدوان على الآخرين.ولئن كان (الباحث - الناطق) قد أخطأ في تقديم صورة مشوهة للمجتمع اليمني والقبائل اليمنية تبدو من خلالها بلادنا وكأنها بيئة حاضنة للإرهاب، فإنه ربما كان مصيبا، حين أشار إلى العروة الوثقى بين ما يسمى بالحراك الجنوبي الذي يطالب بالانفصال وبين تنظيم “القاعدة” الذي يطالب بتحكيم الشريعة حسب قوله.. ولله في خلقه شؤون.
أخبار متعلقة